يعد تأثير تغير المناخ على البيئة أمراً بالغ الأهمية، حيث يشكل المناخ عنصراً أساسياً يؤثر على البيئة على مر العصور، وقد ساعدت التغيرات المناخية المتعددة على تشكيل كوكب الأرض ليصبح كما هو الآن بعد فترات من التجمد وارتفاع درجات الحرارة.
أثر تغير المناخ على البيئة
لقد شهد كوكب الأرض العديد من التغيرات المناخية على مر التاريخ، وهذه التغيرات كانت موجودة منذ بداية نشأة الأرض. ويمكن تلخيص تأثير هذه التغيرات على البيئة بالنقاط التالية:
- يؤكد العلماء المتخصصون في مجال الأرصاد الجوية أن الأرض قد مرت وستستمر في مواجهة تغيرات مناخية عديدة في المستقبل، وهذه التحولات ستؤثر على جودة الحياة بشكل عام على مر السنين.
- يتوقع هؤلاء العلماء ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة مستقبلاً نتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن الأنشطة البشرية.
- كما أشاروا إلى أن هذه التغيرات لن تكون مؤقتة بل ستستمر لفترة طويلة، مما سيؤدي إلى آثار سلبية على البيئة، مثل انخفاض مستويات الرطوبة في التربة مع مرور الوقت.
- هذا بدوره سيؤدي إلى تفاقم أزمة الجفاف وانخفاض المحاصيل الزراعية بشكل ملحوظ، ولكن العلماء يوضحون أن هذه التغييرات لن تحدث بالتساوي في كافة أنحاء العالم.
- إذ أن الجفاف لن ينتشر بشكل سريع إلى جميع مدن العالم بل سيكون بشكل تدريجي، وستكون أكثر شدة في الدول التي تعاني من ارتفاع درجات الحرارة وشح الموارد المائية.
- يستحدث العلماء أيضاً أن طول فترة فصل الشتاء قد يزداد مستقبلاً، حيث من المتوقع أن يمتد إلى أربعة أشهر بدلاً من ثلاثة.
- هذا الأمر سيؤثر سلباً على جودة المحاصيل، مما قد يمنع نمو بعض المحاصيل الضرورية التي تحتاج إلى ظروف أفضل للنمو خلال فصل الشتاء.
كيف يؤثر المناخ على البيئة
نستمر في استعراض تأثير تغير المناخ على البيئة، ونشير إلى بعض الأمور التي تحدث نتيجة لهذه التغيرات المناخية المستمرة، كما هو مبين في النقاط التالية:
- تؤثر التغيرات المناخية بشكل كبير على شدة الأعاصير، حيث تزداد قوتها بزيادة الاحتباس الحراري.
- تظهر الأعاصير من الدرجات الثالثة والرابعة بشكل أكبر من المعتاد، ويؤدي ذلك أيضاً إلى زيادة نسبة هطول الأمطار، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير متوقع.
- وبالتالي، فإن زيادة الأعاصير تعني أيضاً زيادة في مستوى هطول الأمطار.
- يمكن أن تؤثر التغيرات الجوية أيضاً على ارتفاع مستوى سطح البحر، إذ أن ارتفاع درجة حرارة القطبين يؤدي إلى ذوبان كتل جليدية ضخمة.
- وبهذا تندفع المياه الذائبة إلى البحار والمحيطات نتيجة للعواصف، مما يؤدي إلى حدوث فيضانات في مناطق متعددة حول العالم.
- من المحتمل أن يؤدي تغير المناخ مستقبلاً إلى ذوبان كامل للجليد في القطبين، مما سيجعلهما خاليين من الجليد تماماً في فصل الصيف، وفقًا لتوقعات العلماء الذين يعتقدون أن هذا قد يحدث قبل منتصف هذا القرن.
- يساهم تغير المناخ أيضاً في تدمير الموائل البرية، مما يجعلها غير صالحة للسكن، ويؤدي إلى هجرة العديد من الحيوانات نحو المناطق الأكثر برودة.
- تتأثر الزراعة بشكل كبير بالتغيرات المناخية، إذ تساهم هذه التغيرات في زيادة نمو الفطريات والآفات الزراعية، مما يلحق ضرراً بالمحاصيل.
- أيضاً، يمكن أن تتأثر مياه البحار والمحيطات والتربة نتيجة لارتفاع درجات الحرارة.
- بسبب التبخر الناتج عن الحرارة العالية، قد يقل منسوب المياه، مما سيؤثر بدوره على التيارات البحرية الرئيسية ويغير مجراها.
تأثير تغييرات المناخ على المجتمع
يتجلى تأثير التغير المناخي على المجتمع بشكل واضح، ويمكن تلخيص هذا التأثير بالتالي:
- يساهم التغير المناخي الناجم عن الاحتباس الحراري في تعديل أنماط هطول الأمطار حول العالم، بحيث قد تزداد في منطقة وتنقص في أخرى.
- تؤثر هذه الظاهرة بشكل كبير على إنتاج المحاصيل الزراعية التي تتطلب كميات كبيرة من الأمطار، كما تؤثر على توافر مياه الشرب في بعض الدول.
- تشكل التغيرات المناخية أحد العوامل الرئيسية وراء زيادة الجفاف على سطح الأرض.
- نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، تزداد سرعة تبخر المياه إلى الغلاف الجوي.
- يؤدي هذا الجفاف إلى أضرار كبيرة مستقبلاً، حيث سيلحق الأذى بمصادر المياه، ويزيد من التلوث، ويرفع من مستويات المعيشة.
- بالإضافة إلى تأثيره المباشر على الزراعة والأنشطة الاقتصادية والصناعية، فإن الطلب على المياه والطاقة سيرتفع أيضاً.
- تشير الدراسات إلى أن التغير المناخي سيؤثر على الأمن العالمي بشكل كبير، ما قد يسبب نقصاً في الغذاء والماء، وبالتالي اختلال توازن البيئة وسكانها.
- قد يترتب على سعي الأفراد للحصول على هذه الموارد نقص في الاستقرار داخل المجتمعات المختلفة.
- وكذلك، يمكن أن تدفع الأضرار الناتجة عن الاحتباس الحراري بعض الدول إلى عدم تصدير منتجاتها للدول الأخرى بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي.