تُعتبر المصارعة من الألعاب الرياضية التي تتمتع بشعبية كبيرة، حيث تتسابق القنوات الرياضية لعرض هذه المباريات وشراء حقوق بثها. ومع زيادة المشاهدات، يزداد أيضًا معدل العنف في تلك الفعاليات، مما يشكل خطرًا على الأطفال الذين يبدأون في التقليد والمحاكاة. سنستعرض في هذا المقال الآثار السلبية لمشاهدة الأطفال للمصارعة.
أثر مشاهدة الأطفال للمصارعة
يؤثر محتوى مباريات المصارعة بشكل غير طبيعي على الأطفال، حيث يفتقر الكثير منهم إلى القدرة على التمييز بين الواقع والخيال، مما قد يدفعهم إلى تقليد الحركات العنيفة دون إدراك للعواقب.
تكون تأثيرات المصارعة على بعض الأطفال أحيانًا مفرطة، حيث قد تصل إلى مرحلة الهوس، مما يؤدي بهم إلى ممارسة حركات خطيرة قد تصيبهم أو تؤذي من حولهم.
الأضرار السلوكية الناتجة
فرط النشاط
- يُلاحظ أن بعض الأطفال يقفزون ويُعنفون بعضهم البعض، خاصة خلال مراحل الطفولة المبكرة في المدارس.
- قد يؤدي بعض الحركات إلى إصابات جسدية مباشرة.
استخدام القوة بدون تفكير
- تشجع المصارعة الأطفال على التفكير بأن هزيمة الخصم تعني الانتصار، مما يعزز مفهوم استخدام القوة لأخذ الحقوق.
- غالبًا ما يتجاهل الأطفال عواقب تصرفاتهم نتيجة قلة وعيهم.
القلق وصعوبات النوم
- تؤدي مشاهد المصارعة العنيفة إلى حدوث اضطرابات نفسية وسلوكية نتيجة القلق.
- يعاني عدد كبير من الأطفال من صعوبات في النوم ويواجهون كوابيس مرعبة بسبب العنف المفرط.
السلوك العدواني
- تشجع مثل هذه المشاهد العدوانية الأطفال على تطوير سلوكيات عنيفة.
- يدفعهم ذلك لتفريغ طاقاتهم بأساليب غير صحية مثل الشجار والتشاجر.
التوتر والعصبية
- تزرع هذه المشاهد لدى الأطفال الاستجابة السريعة للعنف في مواقف بسيطة.
- يتعلم الأطفال أن التعامل مع المشكلات يكون بالعدوانية، مما ينعكس عليهم في حياتهم اليومية.
تبرؤ من المشاعر الطيبة
- قد يصاب الأطفال بتبلد المشاعر، مما يؤدي إلى قسوة وعدم تعاطف مع الآخرين.
- تخفي هذه التوجهات رحمة الطفل الإنسانية.
فقدان احترام المرأة
- تسهم مشاهد العنف ضد النساء في نشوء عدم احترام لها، مما ينعكس سلبًا على سلوك الطفل.
- تشير الشكاوى المدرسية إلى أن بعض الأطفال يستخدمون العنف ضد زملائهم، سواء كانوا صboys أو بنات.
- يمكن أن تتواصل هذه الأنماط السلوكية حتى سن البلوغ مما يؤدي لاحقًا إلى العنف ضد الزوجات.
استراتيجيات للتعامل مع المشكلات الناتجة
من الضروري التفاعل مع هذه الظاهرة ومعالجتها لتجنب تفاقم الأوضاع. إليك بعض الإجراءات المقترحة:
- يجب الحد من تعرض الطفل لمشاهدة هذه المباريات، من خلال تقديم نصائح ودعمه بخيارات بديلة.
- تشفير القنوات التي تعرض محتوى عنيف لكي لا يتعرض الطفل لها مجددًا.
- التواصل المستمر مع الطفل وتوضيح أن تلك المشاهد تفتقر إلى الواقع وأنها مجرد تمثيلات تهدف لجذب الانتباه.
- تشجيع الطفل على ممارسة الرياضات النافعة التي تساعدهم على تفريغ طاقاتهم بشكل صحي.
- في حالات متقدمة، يُفضل استشارة متخصصين في تعديل السلوك لوضع خطة معالجة مناسبة.
دراسات علمية مقلقة حول أثر المصارعة
تشير الدراسات النفسية إلى أن العنف في حياة الأطفال له جذور عديدة، منها:
- التجارب المكتسبة من عنف البيت، سواء كان لفظيًا أو جسديًا، مما يزيد احتمال انتهاج الطفل للعنف عشر مرات.
- يتعلم الطفل من تجاربه كأنها سلوكيات مقبولة، مما يؤثر على سلوكه مع الآخرين ومع أسرته في المستقبل.
دراسة أمريكية حديثة
- تُظهر الدراسة أن ما يتعرض له الأطفال عبر الشاشات يؤثر بشكل مباشر على سلوكياتهم في المجتمع.
- الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وخمس سنوات والذين يشاهدون العنف يميلون لأن يصبحوا أكثر عدوانية في أعمار متقدمة.
تابع أيضًا:
دراسات أخرى
- الأطفال الذين لا يتمتعون بنشاطات دراسية ويتعرضون لمشاهد عنيفة يكتسبون سلوكيات عدوانية تجاه المجتمع.
- قد يميلون أيضًا إلى عدم الانصياع للأوامر إذا لم يتم التعامل مع الموقف سريعًا.
- أشارت الأبحاث إلى أن الرسوم المتحركة تساهم بصورة أكبر في تعزيز السلوك العنيف لدى الأطفال.
- شملت الدراسة عينة كبيرة من الأطفال حيث اتضح أن الرسوم ساهمت في تعزيز السلوك العدواني.
- إذا كانت الرسوم المتحركة تؤثر بهذه الصورة، فما بالك بالمصارعة والألعاب العنيفة الأخرى التي تُعرض لمدد طويلة!
- يتوجب على الأهل الانتباه للمحتوى الذي يمكن أن يؤثر سلبًا في سلوك أطفالهم.
دراسة علمية في 2008
- أظهرت دراسة ارتباطًا مباشرًا بين العنف المعروض على الشاشات والعنف الممارس من قبل اليافعين في الشوارع.
- تظهر النتائج زيادة ملحوظة في السلوكيات العدوانية بين الشباب في الفترة الأخيرة، والتي قد تصل أحيانًا إلى العنف المفرط.
دراسة من قبل روبرت دورانت، أستاذ بجامعة ويك فوريست الأمريكية
- تسجل معدلات مشاهدة الرياضات العنيفة التي تتطلب استخدام أدوات حادة نسبة أعلى من باقي الرياضات بنسبة 67%.
- تظهر الدراسة أيضًا أن مشاهدة هذه الأنواع من الرياضات تثير رغبات عنيفة ضد الفتيات، وترتبط بزيادة حالات الاعتداء.
الصحة النفسية والمصارعة
- يحذر الأطباء المختصون من مخاطر تلك الألعاب، إذ تُشعل السلوكيات العدوانية والرغبات العنيفة بين الأفراد.
- إضافة إلى ذلك، تسهم في نشر أفكار سلبية تجعل العنف يحكم مختلف جوانب الحياة.
- تتطلب الحلول ضرورة الحد من هذه السلوكيات الضارة للجيل القادم.
المصارعة في الثقافة والدين
- تُعتبر المصارعة نوعًا من إثبات القوة، تتواجد كوسيلة للدفاع عن النفس، وقد تطورت عبر الزمن إلى فن رياضي يحمل في طياته القوة والمهارة.
- تُعرف المصارعة العربية بأنها تتمثل في إسقاط الخصم إلى الأرض بعدة طرق، وقد شهدت تقنيات مختلفة عبر العصور.
- لكن المصارعة القتالية الحديثة، التي تتسم بالعنف المفرط والاعتداء المباشر، تُعتبر ممنوعة نظرًا للضرر الذي تسببه.
- لا يجب أن تُعتبر المصارعة تحقيقًا للقدرة على القتل أو إيذاء الآخرين، بل يجب أن تسعى لتفريغ الطاقة في إطار آمن.
حكم الدين في مصارعة الملاكمة
- تتعامل الملاكمة مع ذلك في إطار مختلف وتعتمد على الضرب بين اللاعبين، مما يجعلها أيضًا عرضة للانتقادات.
- نتيجة لعواقب الملاكمة الوخيمة على صحة اللاعبين، ارتفعت الأصوات المطالبة بوقفها.
- الدين يحذر من تلك الأنشطة، حيث تدل على عدوانية وكراهية.
- بناءً على الأحاديث النبوية، يتم التحذير من ضرب الوجه، مما يعزز التوجه نحو تجنب مثل هذه الرياضات.
- تسبب هذه الرياضة تشوهات بدنية، مما يعد أمرًا غير مقبول في قيم المجتمع.
- تحولت هذه الألعاب في الآونة الأخيرة إلى مجرد وسائل للربح السريع، مما يمثل نقطة انقسام بين الفرقاء.