تعتبر الذئبة الحمراء من الأمراض المناعية التي تشكل خطراً كبيراً على صحة الإنسان، لذا من الضروري الانتباه لتشخيصها مبكراً لتفادي تفاقم الحالة وتحولها إلى خطر أكبر.
من المهم إجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن هذا المرض، وأحد أهم هذه الفحوصات هو تحليل الدم للكشف عن الذئبة الحمراء، والذي سنتناول تفاصيله في هذا المقال.
ما هي الذئبة الحمراء؟
الذئبة الحمراء هي من أبرز الأمراض المناعية الذاتية، وتعرف بمسميات متعددة مثل مرض الذئبة، الذئبة الحمامية المجموعية، أو اللوبس. يتمثل الأمر في أن الجهاز المناعي يهاجم الأنسجة والأعضاء في الجسم بطريقة خاطئة مما يؤدي إلى ضرر بالصحة. تجدر الإشارة إلى أن أعراض الذئبة وأضرارها تتعدى الجهاز المناعي لتشمل أجزاء عدة من الجسم مثل المفاصل، الجلد، الكلى، القلب، والرئتين.
الفحوصات المرتبطة بالذئبة الحمراء
هناك عدة فحوصات مختبرية تسهم في التشخيص الصحيح للذئبة الحمراء، ومن أبرزها:
- فحص كامل لدم المريض، بما في ذلك فحص كريات الدم الحمراء والكشف عن فقر الدم، إلى جانب فحص كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية. كما يتم تحليل وظائف الكلى لتحديد مستويات الكرياتينين واليوريا في الدم.
- إجراء تحليل للبول للتحقق من وجود خلايا الدم الحمراء والبروتينات.
- فحص الأجسام المضادة الذي يعد من أهم وسائل الكشف عن المرض، حيث تشير النتائج إلى إمكانية الإصابة بالذئبة عندما يتم الفحص ضد نواة الخلايا.
- يضاف إلى ذلك فحص الأجسام المضادة للحمض النووي، حيث تصل دقة النتائج إلى 70%.
- تحليل سرعة الترسيب، حيث تدل سرعة الترسيب المرتفعة على احتمال الإصابة بالذئبة.
- فحص بروتين C التفاعلي، بالإضافة إلى فحوصات المكملات المناعية.
- يمكن استخدام البزل القطني لتحليل استبعاد العدوى المسببة للأعراض العصبية.
- أخذ عينة من الكلى لتحديد نوع ودرجة الإصابة.
- تساعد الأشعة السينية لتصوير المفاصل المصابة والأشعة المقطعية لتقييم الرئتين، بينما يمكن استخدام أشعة الرنين المغناطيسي لفحص صحة المادة البيضاء في الدماغ وكذلك أشعة القلب للتأكد من سلامته.
نسبة حدوث المرض
- تتفاوت نسبة الإصابة بالمرض بناءً على الموقع الجغرافي والعرق.
- تعتبر إيطاليا وإسبانيا ودول البحر الكاريبي من أكثر المناطق انتشارًا للمرض.
- تشير المقارنات بين القوقازيين وسكان منطقة الكاريبي إلى أن نسبة الإصابة تبلغ 30 لكل 100,000 شخص لدى القوقازيين، بينما ترتفع إلى 200 لكل 100,000 شخص لدى سكان منطقة الكاريبي.
- تظهر الذئبة بشكل أكبر في الإناث، حيث يمثل 90% من المصابين بهذا المرض الإناث، مع نسبة إصابة تتراوح بين 1:11 للإناث مقابل الذكور.
- تميل حدة المرض للظهور في العقدين الثاني والثالث من العمر.
- تشمل الظروف البيئية التي قد تزيد من خطر الإصابة التعرض المباشر لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية، فضلاً عن استهلاك بعض الأدوية.
- تلعب العوامل الوراثية دوراً مهماً في زيادة احتمالية الإصابة، حيث يكون الأشخاص ذوو التاريخ العائلي مع الذئبة أكثر عرضة للإصابة.
- أما عن معدل الوفيات بين مرضى الذئبة، فقد أسهمت التطورات الطبية في تقليص المعدل مقارنة بالماضي، حيث كان متوسط عمر المريض قبل 1955 يصل إلى 5 سنوات بمعدل وفيات تقارب 50%.
- حالياً، وصلت نسبة البقاء على قيد الحياة لأكثر من 10 سنوات إلى 90%، بينما تُقدَّر نسبة البقاء لمدة 15 عاماً بحوالي 80%.
- تعتبر المضاعفات القلبية من الأسباب الرئيسة للوفاة.
- بحسب مراكز السيطرة على الأمراض، فإن 33% من الوفيات المتعلقة بالذئبة في الولايات المتحدة تحدث لأشخاص أقل من 45 عاماً، مما يجعلها مشكلة صحية مقلقة تستدعي الاهتمام من المنظمات الصحية الدولية.
أعراض تستدعي استشارة الطبيب
ينبغي على المرضى مراجعة الطبيب بشكل دوري، إلا أن هناك بعض الأعراض الخطيرة التي تتطلب استجابة فورية. لذا، يجب الاتصال بالطبيب في حال ظهور الأعراض التالية:
- ألم شديد في البطن.
- ضيق في التنفس أو نغز حاد في الصدر.
- التعرض لتشنجات.
- ارتفاع مفاجئ في درجة حرارة الجسم.
- ظهور كدمات في مناطق مختلفة تدل على نزيف.
- مشاعر التوتر وتقلبات المزاج.
- صداع شديد مصحوب بألم في الرقبة.
أعراض تستدعي تدخلاً طبياً فورياً
تشتمل هذه الأعراض على:
- ألم شديد جداً في الصدر مصحوب بتعرق غزير وشعور بالغثيان.
- أعراض تشير إلى احتمالية السكتة الدماغية، مثل الخدر أو الوخز في أجزاء من الجسم أو ضعف يؤدي إلى الشلل.
- مشكلات في الرؤية مثل زغللة العين أو الرؤية المزدوجة.
- صعوبة في التحدث بوضوح وفقدان التركيز.
- صداع مزمن غير معتاد.
- دوخة وفقدان الوعي المفاجئ.
نصائح هامة لمرضى الذئبة لتحسين جودة الحياة
- التركيز على نمط حياة صحي من خلال تناول نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام، بالإضافة إلى الحصول على فترات كافية من الراحة.
- للحد من خطر الإصابة بالحساسية نتيجة وجود حيوان أليف في المنزل، يجب العناية الحيوانية وتطعيمه لتفادي العدوى، مع الحرص على غسل اليدين بعد لمسه، خاصة قبل تناول الطعام.
- تجنب تناول الأطعمة النيئة أو البيض غير المطبوخ جيداً.
- غسل الفواكه والخضروات جيداً قبل الأكل، مع تنظيف اليدين بالماء والصابون.
- التأكد من نظافة أدوات المطبخ مثل ألواح التقطيع والستاين والطهاة.