تاريخ وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالتقويم الهجري

تحتفل الأمة الإسلامية كل عام بذكرى ميلاد سيد البشرية، رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، كما نتشارك الأحزان في ذكرى وفاته.

إنه النبي الذي أكمل الرسالة وأدى الأمانة، وحفظ الأمة، وكشف الله به عن الغمة. في السطور التالية، سنتناول تاريخ وفاة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وفقًا للتقويم الهجري.

تاريخ وفاة الرسول محمد بالهجري

  • توفي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول في عام الحادي عشر من الهجرة.
  • وكان عمره عند وفاته نحو 63 عامًا، وقد بدأ الاحتضار في بداية ضحى يوم الاثنين.
  • تواجدت السيدة عائشة رضي الله عنها بجواره وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتكئ عليها حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى في منزله وغرفته.
  • وعندما شعر بآخر سكرات الموت، قال: “إني أحتضر”، ورفع إصبعه ونظر إلى السماء، وتوالت كلماته الأخيرة قائلاً:
    • (اللهم اغفر لي وارحمني والحقني بالرفيق)، وقد كرر هذه الأدعية ثلاث مرات قبل أن يرحل.
  • كان يوم وفاته كالصاعقة على قلوب جميع المسلمين وغير المسلمين، ممن أحبوه وآمنوا برسالته والدين الإسلامي.
  • يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: “ما رأيت يوماً كان أجمل وأشرق من اليوم الذي دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رأيت يوماً كان أسوأ ولا أظلم من اليوم الذي شهدت فيه وفاته”.

ما هو تاريخ ميلاد النبي محمد؟

  • ولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول، وكان يعرف بعام الفيل، وهو العام الذي شهد واقعة هجوم أبرهة الحبشي على الكعبة.
  • تباينت الآراء حول اليوم الذي ولد فيه، حيث تُذكر الأيام 8 و10 و12 من شهر ربيع الأول.
  • وُلِد في مكة المكرمة ضمن قبيلة بني هاشم، وكان والده هو عبد الله بن عبد المطلب.
    • عبد الله هو ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.
  • توفي والده قبل ولادته، وكانت والدته السيدة آمنة بنت وهب قد تلقت خبرًا من هاتف يخبرها أنها ستنجب ذكرًا سيكون سيد الأمة.
  • توافق تاريخ ميلاده مع عام 571 ميلادي، الذي سُمي بعام الفيل نظرًا للأحداث التاريخية المحيطة به، بما في ذلك محاولة هدم الكعبة على يد أبرهة وجيشه.
  • وتجلى عقاب الله لهم عندما أرسل عليهم حجارة من نار عبر طيور تُعرف بالأبابيل.

كيف كان ميلاد الرسول؟

  • حمل ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم وكواليسه دلالات واضحة على نبوته، وشأنه العظيم.
    • وتروي السيدة آمنة بنت وهب أنها عند ولادته رأت نورًا يخرج من فرجها أضاء مشارق الأرض ومغاربها.
  • كما شهدت أن البيت الذي وُلد فيه رسول الله كان يشع بالنور الذي ملأه، مما كان دليلاً مبكرًا على عظم شأنه في الأمة.
  • وبعد ولادة سيدنا محمد، توفيت أمه آمنة، وتولى رعايته جده عبد المطلب، الذي كان يدرك عظمة قدره في قومه.
  • اعتنى جده به كل العناية، حتى توفي، وتولى عمه أبو طالب رعايته، وكان له بمثابة الحماية حتى ظهرت رسالته.
    • حيث حمى النبي من عذاب الكفار وأهل قريش.
  • تميز النبي محمد صلى الله عليه وسلم منذ صغره بأخلاقه العالية ومكانته المرموقة بين قومه.
    • فقد اشتهر بالصدق والأمانة والأخلاق الحسنة.
  • كان حديث النبي صلى الله عليه وسلم قائمًا على دعوة الحق ورفض الفساد؛ إذ لم يشرب الخمر أو يأكل ما يُضحى به للأصنام، ولم يجلس في مجالس الغناء والترفيه.

نبذة عن حياة الرسول قبل النبوة

  • قبل أن تتلقى رسالته من ربه، كانت حياة النبي كحياة أي إنسان، لكنه تميز بصفات فريدة من الصدق والأمانة والتوحيد بالله، إلى جانب أخلاقه الرفيعة.
  • تم إرضاعه من قبل حليمة السعدية، التي شهدت معه بركة وخير عظيم في حياتها، حيث نشأ في بيئة طيبة مليئة بالقوة والشجاعة والأخلاق الرفيعة.
  • عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم راعياً للأغنام في مكة، مما جعله قدوة في الكد والعمل لكسب رزقه.
  • كان الكثير من أهل مكة يطمئنون على أموالهم وأغنامهم بين يديه، بفضل أمانته.
  • تملك السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها تجارة ناجحة، وكانت ذات أصل رفيع.
  • حينما علمت بصفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أقدمت على دعوته للعمل في تجارتها، فخرج مع قافلة إلى الشام.
  • رافقه في هذه الرحلة شاب يُدعى ميسرة، حيث صادفهم راهب في الطريق، وحدث الشاب أن النبي لن يكون إلا نبيًا.
  • اختارته السيدة خديجة للزواج بعد أن سمع عنها، ومن ثم تقدمت للأمر عبر عمّه حمزة أسد الله.
    • تزوجها وكانت أول من آمن برسالته.

كيف كانت بداية الوحي على الرسول

  • حظيت لحظة نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء، حيث كان يتعبد ويتأمل فيها.
  • في إحدى ليالي شهر رمضان، اعتزل بين خطوط الجبال ليحلّق بخياله في مخلوقات ربه.
  • فجاءه الملك وقال له: (اقرأ)، فأجاب: (ما أنا بقارئ)، وكرر الملك الطلب ثلاث مرات.
    • وفي المرة الأخيرة بعث الله إليه: (اقرأ باسم ربك الذي خلق).
  • عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى السيدة خديجة في حالة من الخوف والرعب، وقص عليها ما حدث، فطمأنت قلبه.
  • أخذت السيدة خديجة النبي إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، الذي كان كاتبًا للإنجيل بالعبرية، وأخبره بما جرى.
  • طمأنه ورقة بأنه سيكون نبي الله وصاحب الرسالة الأخيرة.
  • بعد مرحلة من انتظار الوحي، جاءه مرة أخرى، حيث نزل جبريل عليه السلام.
    • وتلقى الوحي: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِر* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ* وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ).
  • وهكذا بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطواته في نشر الرسالة الإسلامية في أرجاء الأرض.

وصايا رسول الله قبل موته

عندما شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجله قد اقترب، أوصى أصحابه وأمته بالعديد من الأمور:

  • أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بضرورة احترام الأنصار ومعاملتهم بلطف، تقديراً لحبه لهم.
  • وشدد على ضرورة إخراج المشركين من الجزيرة العربية، وذلك حرصًا على عدم ضلال الأمة أو افتراقها.
  • حث الرسول صلى الله عليه وسلم على حسن الظن بالله وأداء العبادات بشكل كامل.
  • شدد على أهمية الصلاة والحفاظ عليها وعدم تركها.
  • حذر من تحويل المساجد إلى قبور.
  • أوصى بعدم وجود نبوءات بعده، وما يأتي للعباد الصالحين هو فقط رؤيا.

اختضار النبي ووفاته

أصابت النبي محمد صلى الله عليه وسلم أعراض مرضية في أواخر شهر صفر من العام الحادي عشر هجريًا (632 ميلادي). ومع مرور الوقت، تفاقمت حالته الصحية حتى بلغ مرحلة الضعف الشديد. رحل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الحياة يوم الاثنين، 12 ربيع الأول من العام 11 هـ، في غرفة السيدة عائشة رضي الله عنها في المدينة المنورة، وكان قد بلغ من العمر 63 عامًا.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *