موقع هبوط سيدنا آدم عليه السلام
تُعتبر المعلومات المتعلقة بمكان هبوط سيدنا آدم -عليه السلام- وزوجته حواء من الأمور التي تتسم بالضبابية، حيث تتنوع الآراء حول هذا الموضوع. فقد ورد أن علي بن أبي طالب، وابن عباس، وقتادة -رضي الله عنهم- أشاروا إلى أن آدم -عليه الصلاة والسلام- نزل في الهند، وتحديداً على جبل يُدعى “نَوْذ” في أراضي “سرنديب”، بينما هبطت حواء في منطقة جدة.
ويُقال إن اللقاء بينهما تم في جبل عرفات، ومن هنا جاءت تسمية اليوم بـ “يوم عرفات” والجبل بـ “جبل عرفة”، حيث جاءا ليتعرفا بعضهما على بعض. وقد قيل أيضاً إن هبوط سيدنا آدم -عليه السلام- كان نتيجة للتوبة، في حين هبطت حواء برحمة من الله. وقد حدث ذلك في توقيت العصر، بينما هبط إبليس للأرض كعقوبة له.
قال الله عز وجل: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ* فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ* فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).
أسباب هبوط سيدنا آدم إلى الأرض
تناول المفسرون سبب خروج سيدنا آدم -عليه السلام- من الجنة وهبوطه إلى الأرض، حيث أشاروا إلى أن ذلك كان نتيجة لإغواء الشيطان الذي وسوس له ولحواء بأكل الثمرة المحرمة. فبينما كان الله -سبحانه وتعالى- قد حذرهما بعدم تناولها، فقد سعى الشيطان لتحفيزهما على ذلك، مدعياً أنه يسعى لمصلحتهما ويريد لهما أن يصبحا ملكين، مما أدى إلى سقوطهما في المعصية.
وبعد ذاك، أنزل الله -تعالى- سيدنا آدم وأمنا حواء إلى الأرض، ليكونا خلفاءً فيها، وقد كُلفا بإعمارها ونشر الخير وعبادة الله -جل جلاله- وحده. سارع الاثنين بالتوبة إلى الله، وقام الله -تعالى- بمغفرتهما ورحمتهما، مُكلفاًهما بمهمة عمارة الأرض وعبادة الله وحده، ومحاربة وساوس الشيطان.
الحكمة من هبوط سيدنا آدم إلى الأرض
يتضمن خروج سيدنا آدم -عليه السلام- وزوجته حواء من الجنة العديد من العبر والدروس، ومن بينها ما يلي:
- تأكيد عداوة الإنسان لإبليس.
حيث يُحذر الله -تعالى- من وساوس الشيطان وطرقه في إغواء البشر، فقال: (يَا بَني آدَمَ لا يَفتِنَنَّكُمُ الشَّيطانُ كَما أَخرَجَ أَبَوَيكُم مِنَ الجَنَّةِ)، مما يُعكس التحذير من مغريات الشيطان.
- التحذير من مكر الشيطان.
فقد يقترن الشيطان بطرق مختلفة لإغواء الناس، سواء من خلال بث الخوف من الفقر أو تغريسه لوساوس تتعلق بمعصية الله -تعالى- أو إشغالهم بمستقبلهم، وكل ذلك لخلق حالة من الإبعاد عن الحق. قال الله -تعالى-: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ)، وبالتالي فإنه يجب توخي الحذر من الشيطان ووساوسه.