دراسة تحليل الشخصية وفهم أنماط سلوك البشر

تتباين أنماط البشر بسبب تنوع شخصياتهم، حيث يمكنك العثور في نفس الأسرة على فرد يتمتع بشخصية بسيطة وآخر يتسم بالتمرد.

ولكي نتمكن من التعامل بشكل فعّال مع مختلف أنماط الشخصيات، فإن المعرفة بأبعادها وتحليلها يعد أمرًا ضروريًا. في هذا المقال، سنستعرض طرق تحليل الشخصية ودراسة أنماط البشر.

مفهوم الشخصية

تعرف الشخصية بأنها مزيج من الصفات التي تتجمع في شخص واحد. هذه الصفات يمكن أن تكون موروثة أو اكتسبها الفرد من البيئة المحيطة به، حيث ترتبط صفاته بكيانه النفسي والجسدي.

كما تشمل الشخصية العادات والتقاليد والقيم والعواطف التي تؤثر على سلوك الفرد، حيث تتفاعل هذه العناصر جميعًا لتظهر للآخرين من خلال اندماج الفرد في مجالات الحياة المختلفة.

وفي حال حدوث خلل في أحد مكونات الشخصية أو في أكثر من عنصر، فقد يؤدي ذلك إلى إصابة الفرد باضطرابات الشخصية، مما يجعل من الصعب تفسير أو فهم سلوكياتهم.

أساليب تحليل الشخصية

تتعدد الأساليب المستخدمة في تحليل الشخصية من أجل فهم أنماط البشر المختلفة. هناك اختبارات متعددة يمكن أن تفيد في التعرف على أنماط الشخصية والتفاعل معها بشكل مناسب.

من بين أبرز هذه الأساليب هو “مؤشر مايرز-بريغز”، الذي يتمتع بشهرة واسعة في هذا المجال، نظرًا لدقة نتائجه في تحليل الشخصية مقارنة بالاختبارات الأخرى.

سنقوم بعرض بعض الأسئلة التي تستخدم لتحليل الشخصية عبر مؤشر بريغز:

• هل أنت شخصية منفتحة أم منطوية؟

يُعتبر هذا السؤال من المؤشرات الأساسية في تحليل الشخصية، وتعتمد إجابته على تفاعلات الفرد مع بيئته الاجتماعية.

يمكن للمحلل استخدام الاختبارات التي تقيّم الانفتاح والانطواء. في حال كانت إجابة الفرد تشير إلى انفتاحه، يتم اختيار الحرف E، أما إذا كانت الإجابة تدل على الانطواء، يتم اختيار الحرف I.

• هل أنت شخصية حدسية أم حسية؟

يرتبط هذا السؤال بأسلوب الفرد في استقصاء المعلومات. أولئك الذين يتمتعون بشخصية حسية يميلون إلى تفضل الحقائق التفصيلية، بينما يفضل أصحاب الشخصية الحدسية المفاهيم النظرية.

يمكن مساعدة الفرد على تحديد إجابته باستخدام اختبارات متخصصة، حيث يتم تصنيف الفئة الحسية بالحرف S، والفئة الحدسية بالحرف N.

• كيف تتخذ القرارات؟

يمكن للأفراد اتخاذ قراراتهم بناءً على عقلهم أو عواطفهم. يجب القيام باختبار حول هذا الجانب لتحديد النتيجة بدقة.

إذا استخدم الفرد العقل في اتخاذ القرار، يتم تحديد الحرف T، بينما إذا كان يعتمد على المشاعر، يتم تحديد الحرف F.

• هل أنت شخصية حازمة أم مرنة؟

يوضح هذا المقياس طريقة تعامل الفرد مع الأحداث اليومية. يحتاج المحلل إلى تحديد ما إذا كانت الشخصية حازمة أو مرنة.

للحصول على إجابات دقيقة، يمكن إجراء اختبارات خاصة. إذا كانت الشخصية حازمة، يتم اختيار الحرف J، بينما إذا كانت مرنة، يتم اختيار الحرف P.

بعد الانتهاء من الإجابة على هذه الأسئلة، يجب جمع الحروف المحددة لتكوين كلمة تتكون من أربعة أحرف، تمثل نتيجة تحليل الشخصية. يمكن البحث عن تفاصيل تلك الشخصية بناءً على الكلمة المستخرجة.

أنواع الشخصيات

يتناول علم النفس دراسة الأنواع المختلفة من الشخصيات، حيث تتمتع كل منها بمميزاتها وعيوبها، وقد تكون الشخصيات إيجابية أو سلبية. إليكم أهم أنماط الشخصيات:

الشخصية الإيجابية

تتميز بعض الشخصيات بصفات تساهم في جعل صاحبها سعيدًا ومستقرًا. هنا بعض المعلومات عن السمات المرتبطة بالشخصية الإيجابية:

• الشخص الحنون

الشخص الحنون يتمتع بقدرة فائقة على فهم المشكلات، خاصة العاطفية منها. يسعى دائماً لتجنب إيذاء مشاعر الآخرين، ويتأثر بأحزانهم.

غالبًا ما يُساء فهم الشخص الحنون على أنه ضعيف، ولكن هذه الصفة ليست دليلاً على الضعف.

• الشخص اللنفاوي

يتسم الشخص اللنفاوي بالموضوعية والحكمة، حيث يمكنه فهم المواقف بشكل عقلاني وبدون انفعال. كما أن لديه قدرة على التغلب على العقبات الحياتية.

• الشخص الشغوف

هو شخص متحمس يسعى لتحقيق أهدافه الاجتماعية ويحب أن يكون في موقع القيادة. يتصف الشخص الشغوف بالطاقة العالية والإرادة القوية.

الشخصية السلبية

تشير بعض الصفات إلى شخصيات تعيش حياة صعبة وتتعامل مع الآخرين بسلبية. إليكم تفاصيل بعض الشخصيات السلبية:

• الشخص العصبي

يتسم الشخص العصبي باندفاعه الدائم وسرعة انفعاله، ما يجعله يعيش حالة من الاضطراب العاطفي والمهني.

• الشخص المتجنب

يميل الشخص المتجنب إلى الهروب من النقد، ويفضل العزلة عن الآخرين. يمكن أن يشعر بنقص حاد مقارنة بالآخرين، مما يزيد من قلقه.

• الشخص الاعتمادي

يشتهر الشخص الاعتمادي بالاتكالية ويبحث عن شخص يعتمد عليه. قد يعاني من قلق كبير عند وجوده بمفرده ولا يجرؤ على اتخاذ قراراته بنفسه.

• الشخص الوسواس

يهتم الشخص الوسواس بالنظام وبالتفاصيل بشكل مفرط، وعادةً ما يُعتبر شخصيته دليلاً على ضمير حي. إلا أن هذه السمة لا تعني وجود مرض الوسواس القهري.