تاريخ فلسطين
تُعتبر فلسطين واحدة من أقدم المناطق المأهولة على وجه الأرض، حيث يعود تاريخ وجود الإنسان فيها إلى العصور الحجرية، كما تشير إليه الأدلة الأثرية التي وُجدت في العديد من المواقع. ولعل باطن هذه الأرض يخفي المزيد من الأسرار والآثار التي لم تُكتشف بعد، مما يسلط الضوء على عمق تاريخها وتراثها الغني بالأحداث. فلم توجد حضارة إلا وأثرت على هذه المنطقة الفريدة، التي تمثل تباينًا مذهلاً بين السهول والجبال والصحاري والوديان، وتنتهي بشواطئ البحر الأبيض المتوسط. من بين هذه الحضارات العديدة، تبرز الحضارة الرومانية، التي تركت آثارها في أجزاء كبيرة من فلسطين.
الإمبراطورية الرومانية
دخل الرومان فلسطين عام 63 قبل الميلاد. ويدعي اليهود أن الإمبراطور الروماني هادريان قام بإحراق موقع الهيكل في القدس عام 135 ميلادي، حيث حول المدينة (أورشليم) إلى مستعمرة رومانية أطلق عليها اسم (إيلياء). في تلك الأثناء، بدأ اليهود هجرتهم من المدينة ومن فلسطين بشكل عام وفقًا للرواية اليهودية.
خلال فترة حكم أغسطس الروماني، وُلِد السيد المسيح في مدينة بيت لحم، ثم انتقل مع والدته إلى مدينة الناصرة، حيث شهدت المدينة وقراها المجاورة العديد من معجزاته.
انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين: الغربي والشرقي (بيزنطة)، وكانت فلسطين تابعة للقسم الشرقي. اعتُبرت فلسطين إحدى ولايات الإمبراطورية حتى وصلت الفتوحات الإسلامية إليها عام 633 ميلادي.
الآثار الرومانية في فلسطين
تتوزع الآثار الرومانية في جميع أنحاء فلسطين، ولا يزال الاستكشاف الأثري يكشف عن الكثير من الشواهد التي تعود إلى تلك الحقبة. ومن أبرز الآثار التي لا تزال قائمة حتى اليوم:
- كنيسة بيزنطية تُعرف أيضًا باسم (كنيسة العائلة المقدسة) تقع في مدينة البيرة.
- الهيدروم، وهو ملعب لسباقات الخيل وسط مدينة نابلس.
- المقبرة الرومانية ومقبرة عسكر في نابلس، حيث تحتويان على توابيت حجرية مزينة بتصاميم هندسية ونباتية.
- المسرح الروماني في نابلس، الذي يُعتبر من أكبر المسارح الرومانية المكتشفة في فلسطين.
- بلدة سبسطية، المعروفة بين المؤرخين بلقب (عاصمة الرومان) نظرًا لما تحتويه من آثار تاريخية، ومنها يُعتقد أن قبر النبي يوحنا المعمدان موجود.
- الحمام البيزنطي في النقب.
- الكنيسة البيزنطية في جباليا.
