التهاب منطقة جرح العملية القيصرية

التهاب موقع جرح العملية القيصرية

يُعرف التهاب جرح الولادة القيصرية، والذي يُطلق عليه باللغة الإنجليزية (Caesarean section surgical site infections)، بأنه نوع شائع من العدوى الذي يصيب النساء في موقع إجراء الولادة القيصرية، نتيجة تعرض الجرح لإحدى أنواع الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا. وعلى الرغم من أن هذا الالتهاب يُعتبر خطيرًا إلى حد ما إلا أنه يمكن الوقاية منه. وفقًا لدراسة نشرتها مجلة (Australian and New Zealand Journal of Obstetrics and Gynaecology) المعروفة اختصارًا بـ (ANZJOG) في عام 2017، فإن ما بين 2% و 15% من النساء اللواتي خضعن للعملية القيصرية تجربن أعراض التهاب جرح العملية. كما تجدر الإشارة إلى أن الولادة القيصرية، أو ما يُعرف باختصار (C-section)، هي عملية جراحية كبيرة تتضمن إجراء شق في بطن الأم ورحمها لاستخراج الجنين، وتُعتبر خيارًا آمنًا في حال عدم إمكانية إجراء الولادة الطبيعية لأسباب تتعلق بصحة الأم أو الجنين. ومع ذلك، كغيرها من العمليات الجراحية الكبرى، قد تنطوي على بعض المخاطر، سواء كانت مخططة أو طارئة.

أعراض التهاب جرح العملية القيصرية

قد تظهر أعراض التهاب جرح الولادة القيصرية بعد فترة من العملية، وغالبًا ما تستغرق ما بين 4 إلى 7 أيام بعد إجراء العملية، وقد تكون المرأة قد غادرت المستشفى في تلك الأثناء. لذا، من الضروري مراقبة الجرح يوميًا لرصد أي علامات للالتهاب. تتفاوت أعراض التهاب جرح العملية القيصرية حسب نوع العدوى وشدتها، وعادةً ما تتراوح بين شعور طفيف بعدم الراحة إلى ألم شديد. إليكم بعض الأعراض التي ينبغي على المرأة مراجعة الطبيب عند ظهور أي منها:

  • احمرار أو تورم في موقع الجرح والجلد المحيط به.
  • زيادة في مستوى الألم في المنطقة.
  • تصلب في منطقة الجرح.
  • ظهور إفرازات من موقع الجرح.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم لأكثر من 38 درجة مئوية.
  • وجود رائحة كريهة في المنطقة.
  • ألم عند اللمس في نقطة معينة من الجرح، حيث أنه من الطبيعي الشعور بألم عمومًا، ولكنه يجب أن يكون غير محدد بدقة.
  • انفصال الجرح.

لمزيد من المعلومات حول أعراض التهاب جرح الولادة القيصرية، يُمكنك قراءة المقال التالي: (أعراض التهاب جرح القيصرية).

أسباب التهاب جرح العملية القيصرية

كيف يحدث التهاب جرح العملية القيصرية

يُعد السبب الأساسي لالتهاب جرح العملية القيصرية هو ملامسة الميكروبات الضارة للجروح. هناك أنواع عديدة من الكائنات الحية الدقيقة التي يمكن أن تسبب هذا الالتهاب، ومن بين أشهرها بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus)، بالإضافة إلى بعض الأنواع الأخرى مثل المكورة المعوية (Enterococcus) والإشريكية القولونية (Escherichia coli). يمكن أن يكون هذا الالتهاب موضعيًا في موقع الجرح، إما في الجلد أو الأنسجة المحيطة، كالتهاب النسيج الخلوي (cellulitis). وفي بعض الحالات، قد يصل الميكروب إلى الأعضاء المحيطة، مثل المثانة أو الجهاز البولي، مما يؤدي إلى التهابات إضافية.

عوامل خطر التهاب جرح العملية القيصرية

توجد عوامل معينة تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب جرح العملية القيصرية، ومنها:

  • السمنة.
  • العمر.
  • داء السكري.
  • اضطرابات ضغط الدم.
  • الحمل بتوأم.
  • تكرار الفحص المهبلي.
  • استخدام إبرة التخدير فوق الجافية.
  • حالات الإجهاض متعددة.
  • العيش في مناطق ريفية.
  • بعض العوامل الخاصة بالعملية القيصرية نفسها، مثل طول مدة العملية.

تشخيص التهاب جرح العملية القيصرية

يتم تشخيص التهاب جرح العملية القيصرية بشكل واضح ومباشر. يبدأ الفحص بكشف جسماني تقوم به الطبيبة، حيث تقوم بفحص موضع الجرح لتحديد أي علامات للالتهاب، بالإضافة إلى قياس درجة حرارة الجسم. بعد ذلك، قد تحتاج الطبيبة لإجراء بعض الفحوصات المخبرية لأخذ عينة من الجرح لتحديد النوع الدقيق من الكائنات المسببة للعدوى إذا كانت الحالة تستدعي ذلك.

علاج التهاب جرح العملية القيصرية

يتم اختيار علاج التهاب جرح العملية القيصرية بناءً على شدته والأعراض المرتبطة به. في أغلب الأحيان، يكون العلاج الأولي هو إعطاء المضادات الحيوية المناسبة، وقد تتضمن إجراءات إضافية حسب الحالة. إليكم تفصيلًا لأساليب العلاج:

  • في حالة الالتهاب الخفيف والسطحي كالتهاب النسيج الخلوي، غالبًا ما تعود المرأة إلى صحتها بعد استخدام المضادات الحيوية وفقًا للتوجيهات الطبية.
  • إذا كانت توجد إفرازات من موضع الجرح أو فتح الجرح، فقد يقوم الطبيب بإجراء عملية جراحية صغيرة لإزالة الخراج أو السوائل.
  • في حال اكتشاف أنسجة ميتة في منطقة الجرح، قد يتطلب الأمر كشط هذه الأنسجة حتى تصل للعالم السليم.
  • في حال إجراء العملية الصغرى، يتم تعقيم المنطقة وتغطيتها بالشاش، مع إمكانية استخدام أنواع شاش ذات خواص مضادة للميكروبات.
  • قبل مغادرة المريضة للمستشفى، يقوم الطاقم الطبي بمتابعة صحة المرأة وجرح العملية للإبلاغ عن أي أعراض غير طبيعية.
  • بعد الخروج من المستشفى، ينبغي على المرأة متابعة الجرح شهريًا والبحث عن أي علامات للتلوث.
  • تقوم الطبيبة بمراجعة الجرح في الزيارات اللاحقة لمتابعة أي تطورات أو أعراض.

كيفية العناية بجرح العملية القيصرية

ثمة عدة إجراءات يُمكن اتباعها للعناية بجرح العملية القيصرية بهدف الحد من خطر الإصابة بعدوى أو التهاب:

  • الحفاظ على نظافة الجرح بغسله بالماء والصابون بحذر. ينصح بتجنب الفرك، وإجراء مياه خفيفة أثناء الاستحمام مع استشارة الطبيب قبل ذلك.
  • تغيير الضمادة يوميًا أو عند الحاجة.
  • تجنب النقع في الماء الساخن، أو السباحة حتى يسمح الطبيب بذلك، وغالباً ما يكون هذا بعد ثلاثة أسابيع من العملية.
  • كشف الضمادات بعد الفترة المحددة من قبل الطبيب.

لمزيد من المعلومات حول كيفية العناية بجرح الولادة القيصرية، يُمكنك قراءة المقال التالي: (كيف أعتني بجرح العملية القيصرية).

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *