أخلاقيات الفيلسوف جون لوك

المنطلقات التي تستند إليها وجهة نظر لوك حول الأخلاق

  • الموقف الأول هو موقف القانون الطبيعي

يشير لوك في مقالاته المتعلقة بقانون الطبيعة إلى أنه اعتمد وجهة النظر التقليدية للعقلانية في القانون الطبيعي إلى حد ما، والتي تتبلور في ثلاث مقترحات رئيسية:

  • تنطلق القواعد الأخلاقية من قوانين إلهية، عالمية، ومطلقة.
  • يمكن إدراك هذه القوانين الأخلاقية الإلهية من خلال العقل البشري.
  • بفضل القانون الإلهي، فإن هذه القواعد تملك صفة الإلزام، ويمكن تمييزها عبر العقلانية بهذا الشكل.
  • الموقف الثاني هو موقف الأخلاق النفعية

يوضح لوك العلاقة بين القانون الطبيعي الذي ينظم سلوك الإنسان والقوانين الطبيعية التي تسري على سائر الكائنات في العالم. فرغم أن البشر لا يتساوون مع الكيانات الفيزيائية والبيولوجية، فإنهم يخضعون للقانون بنفس الطريقة. ومع ذلك، نحتاج لوجود إله يضمن أن تسير حياتنا ضمن مسار معين ومحدد.

تركز أخلاق لوك بشكل واضح وضروري على مركزية الإنسان، ويجب فهمها من خلال العودة إلى الطبيعة البشرية. ولكن تُعتبر القواعد الأخلاقية قبل كل شيء تعبير عن الإرادة الإلهية. وهذا البعد الأخير من الأخلاق هو ما يربطنا بالالتزام بما تتطلبه الأخلاق منا. وفي المقابل، فإن الالتزام الأخلاقي بالنسبة للوك يعد مسألة توجب الطاعة للسلطة القانونية لله.

التحديات التي تواجه دراسة الفلسفة الأخلاقية عند جون لوك

تكمن التحديات الماثلة أمام دراسة فلسفة لوك الأخلاقية في قلة الاهتمام الموجه لهذا الموضوع في أهم وأبرز أعمال لوك المنشورة. إذ لم ينشر لوك عملاً خاصاً مكرساً لتحليل الفلسفة الأخلاقية، بل خصص حيزاً ضئيلاً لمناقشتها في أعماله المنشورة. وقد كان المفهوم التقليدي للأخلاق في إطار القانون الطبيعي مستمداً من رسالتي لوك عام 1690، والتي تمثل أساساً محورياً في حجته حول أساس القانون المدني وحماية الحرية الفردية، ومع ذلك، لا يتناول بشكل وافٍ كيفية إدراك القانون الطبيعي أو الطريقة التي نكون بها ملزمين بطاعته.

تعريف بجون لوك

وُلد جون لوك عام 1632 وتوفي في عام 1704، وكان فيلسوفًا بريطانيًا وباحثًا أكاديميًا وطبيبًا في أكسفورد. يُعتبر مقاله “فهم إنساني” الذي نشره عام 1689 أحد أبرز المقالات التي تدافع عن التجريبية الحديثة، حيث كان مهتمًا بتحديد حدود الفهم البشري في نطاق واسع من الموضوعات.

وقد أدت علاقة لوك بأنتوني أشلي كوبر إلى توليه مسؤوليات حكومية متعددة، بما في ذلك جمع المعلومات حول التجارة والمستعمرات، فضلاً عن كونه كاتبًا اقتصاديًا وناشطًا سياسيًا. ومن بين أشهر أعماله السياسية، الرسالة الثانية للحكومة، حيث يجادل بأن السيادة تتواجد في الشعب، ويشرح طبيعة الحكومة الشرعية من منظور الحقوق الطبيعية والعقد الاجتماعي.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *