ارتفاع ضغط الدم لدى الشباب
يمكن أن يتعرض الشباب للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وهي حالة تعرف باسم ارتفاع ضغط الدم عند الشباب. تتمثل هذه الحالة في وصول قراءة ضغط الدم إلى 140/90 مليمتر زئبقي أو أكثر. وفقًا لما نشرته مجلة جمعية القلب الأمريكية في عام 2019، فإن نسبة المصابين بارتفاع ضغط الدم بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا تصل إلى الثُمن. من المثير للاهتمام أن الشخص المصاب قد يبدو بصحة جيدة، لأن ارتفاع الضغط غالبًا لا يسبب أعراضًا واضحة، مما يجعل هذا المرض يُطلق عليه “القاتل الصامت”، إذ يمكنه تدمير الجسم بهدوء على مدى الزمن، مما يزيد من خطر الإصابات بحالات صحية خطيرة.
يُعبر ضغط الدم عادة برقمين؛ حيث يُعرف الرقم العلوي بالضغط الانقباضي (بالإنجليزية: Systolic Pressure) والرقم السفلي بالضغط الانبساطي (بالإنجليزية: Diastolic Pressure). على سبيل المثال، إذا كان الضغط الانقباضي 120 والضغط الانبساطي 80، فإن قراءة الضغط تُسجّل كـ120/80. تُعتبر قيم الضغط المثالي ما بين 90/60 مليمتر زئبقي و120/80 مليمتر زئبقي.
الأعراض
كما تم الإشارة إليه سابقًا، فإن ارتفاع ضغط الدم قد لا يؤدي عادةً إلى ظهور أعراض تنذر بالخطر، حتى في حال كانت القراءات مرتفعة جداً. ومع ذلك، يمكن أن يعاني بعض المرضى من أعراض غير محددة، لا تظهر إلا عندما يصل ارتفاع الضغط إلى مستويات مرتفعة جداً. تشمل هذه الأعراض:
- صداع.
- نزيف الأنف.
- ضيق التنفس.
الأسباب
ينقسم ارتفاع ضغط الدم إلى نوعين، كل منهما يرتبط بأسباب محددة:
- ارتفاع ضغط الدم الأولي (بالإنجليزية: Primary hypertension)، والذي يُعرف أيضًا بارتفاع ضغط الدم الأساسي (بالإنجليزية: Essential hypertension)، يحدث بشكل تدريجي دون سبب واضح.
- ارتفاع ضغط الدم الثانوي (بالإنجليزية: Secondary hypertension)، يظهر كنتيجة لحالة طبية أخرى أو جراء تناول بعض الأدوية. يظهر هذا النوع عادةً بشكل مفاجئ ويؤدي إلى ارتفاع أكبر في الضغط مقارنةً بالارتفاع الأساسي. تشمل الحالات الطبية والأدوية التي قد تسبب ذلك ما يلي:
- أورام أو اضطرابات الغدة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal gland) مثل ورم القواتم (بالإنجليزية: Pheochromocytoma) ومتلازمة كوشينغ.
- اضطرابات الغدة الدرقية أو فرط نشاط جارات الدرقية.
- تضيُق الشريان الكلوي (بالإنجليزية: Renal artery stenosis)؛ وهي حالة تتسبب في تضيُق الشريان المسؤول عن توصيل الدم إلى الكلى.
- انقطاع النفس الانسدادي النومي.
- عيوب خلقية في الأوعية الدموية.
- أمراض الكلى المزمنة.
- الحمل أو وجود حالة ما قبل تسمم الحمل.
- تناول بعض الأدوية مثل:
- حبوب منع الحمل.
- أدوية تخفيف الوزن.
- بعض أدوية الزكام.
- الأدوية التي تعالج الصداع النصفي.
- الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroids).
- مضادات الذهان.
- بعض أدوية السرطان.
- بعض المخدرات غير القانونية مثل الكوكايين (بالإنجليزية: Cocaine) والأمفيتامين (بالإنجليزية: Amphetamines).
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى الشباب
توجد عدة عوامل يمكن أن تساهم في زيادة فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والتي تشمل:
- الجنس: حيث أظهرت الدراسات أن عدد الذكور المصابين بارتفاع ضغط الدم أعلى من عدد الإناث.
- العرق: وجدت الأبحاث أن البالغين السود غير اللاتينيين هم الأكثر إصابة بارتفاع ضغط الدم مقارنة بالبيض غير اللاتينيين، يليهم البالغون الآسيويون والإسبانيون.
- السجل العائلي: يُعتبر ارتفاع ضغط الدم أحد الأمراض التي قد تُورث.
- التدخين: تؤدي المواد الكيميائية المضرة في التبغ إلى تدمير بطانة الشرايين، مما يتسبب في تضيقها وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. كما أن التدخين يزيد الضغوطات على القلب، ويعزز من ارتفاع ضغط الدم.
- السمنة: تؤدي زيادة الوزن إلى زيادة الدم المطلوب لتغذية أنسجة الجسم، مما يزيد الضغط على جدران الشرايين.
- قلة النشاط البدني: مما قد يساهم في زيادة الوزن ويزيد معدل نبضات القلب وبالتالي يؤدي إلى زيادة الجهد البدني على القلب.
- تناول الأطعمة الغنية بالصوديوم: يؤدي الملح الزائد إلى احتباس السوائل وزيادة الضغط.
- انخفاض مستوى البوتاسيوم: يلعب البوتاسيوم دورًا في موازنة الصوديوم، لذا فإن انخفاضه يؤدي إلى تراكم الصوديوم في الدم.
- التوتر: يُمكن أن يزيد التوتر من العادات الضارة مثل تناول الطعام بشراهة والتدخين، مما يسهم في ارتفاع الضغط.
- تناول الكحول: تساهم الكميات الكبيرة من الكحول في ارتفاع ضغط الدم.
تشخيص ارتفاع ضغط الدم لدى الشباب
عند تشخيص ارتفاع ضغط الدم لدى الشباب، يتوجب على الطبيب أخذ بعض العوامل بعين الاعتبار:
- السجل الطبي: حيث يقوم الطبيب بجمع المعلومات المتعلقة بالتاريخ المرضي للشاب.
- الفحص البدني.
- قياس ضغط الدم: يُعتبر قياس ضغط الدم الوسيلة الوحيدة لتشخيص ارتفاع الضغط، حيث يتطلب وضع كفة قابلة للنفخ حول ذراع المريض واستخدام ميزان ضغط لقراءة النتائج. يجب قياس الضغط في كلا الذراعين لضمان دقة النتائج. يتم تصنيف ضغط الدم على النحو التالي:
- ارتفاع ضغط الدم: يُعتبر ضغط الدم مرتفعًا إذا كانت القراءة الانقباضية تتراوح بين 120-129 مليمتر زئبقي والانبساطية 80 مليمتر زئبقي.
- المرحلة الأولى من ارتفاع ضغط الدم: تُشخص الحالة إذا كانت القراءة الانقباضية بين 130-139 مليمتر زئبقي والانبساطية بين 80-90 مليمتر زئبقي.
- المرحلة الثانية من ارتفاع ضغط الدم: تُشخص إذا كانت القراءة الانقباضية 140 مليمتر زئبقي أو أكثر، أو القراءة الانبساطية 90 مليمتر زئبقي أو أكثر.
- أزمة ارتفاع ضغط الدم: تحدث هذه الحالة الطارئة عندما يتجاوز الضغط الانقباضي 180 مليمتر زئبقي أو الانبساطي 120 مليمتر زئبقي.
العلاج
يمكن السيطرة على ارتفاع ضغط الدم عن طريق الالتزام بالأدوية الموصوفة وإجراء تغييرات في نمط الحياة. وفيما يلي التفاصيل المتعلقة بذلك:
تغييرات نمط الحياة
تشمل العادات الصحية التي يمكن اتباعها لخفض ضغط الدم ممارسة الرياضة وتعديل النظام الغذائي، ومنها:
- ممارسة الرياضة: توصي جمعية القلب الأمريكية بتخصيص 30 دقيقة على الأقل لممارسة تمارين هوائية متوسطة الشدة خمس مرات أسبوعيًا.
- المحافظة على وزن صحي: تحتاج غالبية المصابين إلى خفض الوزن إذا كانوا يعانون من البدانة.
- تقليل التوتر: من خلال ممارسة أساليب الاسترخاء مثل تقنيات التنفس العميق أو التأمل.
- الإقلاع عن التدخين.
- تعديل النظام الغذائي: من خلال اتباع نظام غذائي صحي قليل الأملاح، مثل حمية داش التي تركز على تضمين البروتينات والأسماك، ونسبة جيدة من البوتاسيوم. تشمل التعديلات الأخرى:
- تقليل الدهون المشبعة.
- الامتناع عن تناول الكحول.
الأدوية
غالبًا ما يعتمد قرار الطبيب بشأن بدء العلاج على شدة ارتفاع ضغط الدم ونوعه. يُفضل الجمع بين نوعين أو ثلاثة من الأدوية بآليات مختلفة، حيث يمكن أن ذلك يساعد في تقليل الجرعات المطلوبة وآثارها الجانبية. فيما يلي بعض الأدوية الشائعة في علاج ارتفاع ضغط الدم:
- مدرات البول: (بالإنجليزية: Diuretics) تساعد الجسم في التخلص من الماء والصوديوم الزائدين.
- حاصرات قنوات الكالسيوم: (بالإنجليزية: Calcium-channel blockers) تُساعد في استرخاء الأوعية الدموية.
- حاصرات بيتا: (بالإنجليزية: Beta blockers) تعمل على تقليل معدل نبض القلب وضغط الدم.
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين: (بالإنجليزية: ACE inhibitors) تُخفض الضغط من خلال استرخاء الأوعية الدموية ومنع تكوين المواد الكيميائية المسؤولة عن تضيقها.
- حاصرات مستقبلات الأنجيوتينسن 2: (بالإنجليزية: Angiotensin II receptor blocker) تعمل على استرخاء الأوعية عن طريق تثبيط العمل الكيميائي المتسبب في تضيق الأوعية.