فضل الصدق في الإسلام
يُعتبر الصدق من القيم الأساسية التي ينبغي على المسلم التمسك بها، وذلك استنادًا إلى الأحاديث الشريفة التالية:
- قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: “أخبرني أبو سفيان أن هرقل قال له: سألتك ماذا يأمركم نبيكم محمد -صلى الله عليه وسلم؟ فأجبت: أنه أمركم بالصلاة والصدق… فقال: وهذه صفة نبي”.
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: “صعد النبي -صلى الله عليه وسلم- أحدًا، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فاهتز بهم الجبل، فقال: اثبت أحد؛ فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان”.
- قال الحسن بن علي -رضي الله عنهما-: “حفظت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك؛ فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة”.
ومن أبرز فضائل الصدق يتمثل في التزام النبي -صلى الله عليه وسلم- به منذ الصغر وحتى وفاته، ومن الأحاديث التي تسلط الضوء على ذلك:
- قالت أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- للنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أن عاد خائفًا من غار حراء: “والله لا يخزيك الله أبدًا؛ إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث…”.
- ذكر عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: “لما نزلت: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ، صعد النبي -صلى الله عليه وسلم- على الصفا، ونادى: يا بني فهر، يا بني عدي -لبطون قريش- حتى اجتمعوا. وكان الرجل إذا لم يستطع الخروج أرسل رسولاً ليعرف ما الخبر، فجاء أبو لهب وقريش، فقال: “أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تهاجمكم، أكنتم مصدقي؟ فقالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقًا”.
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: “قالوا: يا رسول الله، إنك تُداعبنا! قال: إني لا أقول إلا حقًا”.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أحب الحديث إليَّ أصدقه”.
أحاديث تحث على الصدق
حثَّنا الصادق الأمين محمد -صلى الله عليه وسلم- على أهمية الصدق من خلال رسائله المتعددة؛ ومنها:
- عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: “إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا”.
- عن حكيم بن حزام -رضي الله عنه- أنه قال: “البائعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما”.
- قال عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-: “أربع إذا كُنَّ فيك فلا عليك ما فاتك في الدنيا: حفظ الأمانة، وصدق الحديث، وحسن الخلق، وعفة في الطعمة”.
- قال عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: “اضمنوا لي ستًا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، واغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم”.
آيات قرآنية تتحدث عن الصدق
- قال الله -تعالى-: “ومَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا”.
- قال الله -تعالى-: “وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ حَدِيثًا”.
- قال الله -تعالى-: “وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ قِيلًا”.
- قال الله -تعالى-: “قال اللهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”.
- قال الله -تعالى-: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ”.
- قال الله -تعالى-: “وَاذْكُرْ فِي الكِتابِ إِبراهيمَ إِنَّهُ كانَ صِدّيقًا نَبِيًّا”.
- قال الله -تعالى-: “وَاذْكُرْ فِي الكِتابِ إِدريسَ إِنَّهُ كانَ صِدّيقًا نَبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا”.
- قال الله -تعالى-: “وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا * مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * لِيَجْزِيَ اللَّـهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا”.
- قال الله -تعالى-: “وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ”.
في الختام، يستعرض المقال أحاديث تتعلق بالصدق، وتشير إلى أهميته، بالإضافة إلى آيات قرآنية تشجع على التحلي بهذه القيمة العظيمة.
