إن تكرار الآيات القرآنية التي كنت أسير عليها يوميًا أسهم في توجهي نحو الزهد في الدنيا ومشاغلها. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه التجربة جعلتني أرى الحياة بمنظور أجمل من السابق.
تجربتي في مدح الله
كلما نمت الإيمان بالله، زادت تعلق القلوب به. وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذا المفهوم في العديد من الأحاديث النبوية.
للتقرب من الله أكثر، ينبغي علينا أن نحمده ونثني عليه بأجمل الأدعية. في السطور التالية، يشاركنا أحد الأفراد تجربته في مدح الله:
- يقول صاحب التجربة: واجهت فترة صعبة من المشاكل والتحديات، ولم أتمكن من التغلب عليها إلا من خلال تجربة مدح الله.
- ذهبت إلى أحد المشايخ الموثوقين، وأخبرته عن حالتي، وطلبت المشورة.
- كان رده في ذلك الوقت مفاده أن أكرم الله بالثناء عليه والإلحاح في الدعاء بأدعية صادقة، تنبع من قلب مكسور خاضع.
- في البداية، واجهت صعوبة في القيام بهذا الأمر، حيث كان غريبًا لي، لكن مع مرور الوقت، التزمت به، وجنيت ثمارًا طيبة. والآن، أشارك تجربتي معكم عسى أن تجدوا فيها فائدة وتقوموا بتجربتها.
ما هو معنى مدح الله تعالى؟
يعد مدح الله تعالى من الأمور المتمحورة حول رسائل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك، يغفل عنه العديد من الناس بسبب جهلهم بأهميته. في النقاط التالية، سوف نتعرف على ذلك بالتفصيل:
- مدح الله يعني الثناء عليه والإلحاح في الطلب منه بقلب نقي وخالٍ من الرياء، فهو عبادة يتجلى محلها في القلب بين العبد وربه.
- تشير هذه العبادة أيضًا إلى ذكر الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، تقديرًا وشكرًا له على نعمه العديدة التي لا تحصى.
- عند التدبر في القرآن الكريم، نجد أن أول سورة تتعلق بمدح الله هي سورة الفاتحة، حيث يقول الله تعالى (الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم).
بعض الآيات التي تتضمن مدح الله تعالى
توجد آيات قرآنية عديدة من المستحسن ذكرها عند مدح الله. من بين هذه الآيات:
- {سَبَّحَ لِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ، لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}[سورة الحديد: الآيات 1-6].
- {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [سورة البقرة: الآية 255].
- {الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ}[سورة سبأ: الآيات 1-2].
- {اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّـهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [سورة النور: آية 35].
أدعية مدح الله تعالى
بجانب الآيات القرآنية التي تدل على مدح الله تعالى، هناك أيضًا مجموعة من الأدعية التي يستطيع الشخص من خلالها مدح الله تعالى بفعالية، ومنها:
- اللهم أنت ربي فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة والمحيط بكل شيء علمًا.
- سبحانك، أنت فالق الحب والنوى، وحدك من يحيي ويميت.
- سبحانك، أنت تعلم ما نعلن وما نخفي، ولا يخفى عليك شيء في الأرض ولا في السماء.
- اللهم، أنت ربي لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، أنا عبدك المذنب، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، فلا غافر للذنوب إلا أنت.
فوائد تجربتي في مدح الله
كما ذكرت سابقًا، كان لهذه التجربة أثرًا إيجابيًا علي وجلبت لي العديد من الفوائد، أبرزها:
- التقرب إلى الله وزيادة الوعي بما حولي، مما يجعلني أذكر كل شيء دون نسيان.
- تعود اللسان على الذكر وتعطيره بما هو مفيد ونافع.
- من خلال مدح الله، نتقرب إليه، مما يسهل علينا كل شيء في حياتنا.
- كما أن تجربة المدح تجلب لي الشعور بالرضا والسعادة والراحة النفسية، مهما كانت التحديات.