أحاديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
أحاديث حول رحمة الله تعالى
تعتبر رحمة الله -عز وجل- شاملة وعظيمة، فقد وسعت كل شيء، وهو الرحمن الرحيم. وقد أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل ليهدي الناس، كما رحم المؤمنين، حيث كانت رحمة الله تعالى أساس دخولهم جنات النعيم، وذلك بفضل الله وكرمه وليس بمقتضى أعمالهم. كما أن رحمته تشمل جميع المخلوقات، وقد أنزل رحمة على الأرض ليستطيع الناس من خلالها التراحم فيما بينهم، واحتفظ عنده بتسعة وتسعين جزءًا من الرحمة ليوم القيامة. ومن الأحاديث الدالة على رحمة الله سبحانه وتعالى:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “جعل الله الرحمة مئة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لما خلق الله الخلق، كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش: إن رحمتِي تغلب غضبي.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لن يُدخل أحدًا عملُه الجنة.” قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: لا، ولا أنا، إلا أن يتغمّدني الله بفضل ورحمة، فسددوا وقاربوا، ولا ينبغي لأحدكم أن يتمني الموت، إما محسناً فلعله أن يزداد خيرًا، وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروايه عن ربه عزّ وجلّ: “أذنب عبد ذنبًا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنَب ذنباً فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنَب، فقال أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال: أذنَب عبدي ذنباً فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئتَ فقد غفرتُ لك.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها.”
للاستزادة حول رحمة الله -تعالى-، يمكن الاطلاع على المقالة: ((مظاهر رحمة الله بعباده)).
أحاديث في فضل القرآن الكريم
إن القرآن الكريم يحمل أهمية عظيمة؛ إذ يرشد الناس نحو العبادات، والأخلاق الحميدة، والعقائد السليمة. ويتضمن تشريعات توعوية تخدم الإنسان في حياته الدنيا والآخرة. ولتحقيق الفلاح، يجب على المسلم الالتزام بما ورد في القرآن والعمل بتوجيهاته، وإتباع نهج الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته -رضوان الله عليهم- في الحفاظ على القرآن وتطبيقه. وقد جاءت العديد من الأحاديث التي تصف فضل القرآن وأهميته، ومنها:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فلهُ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالها، لا أقولُ ألم حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقَ ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا، فإن منزَلَتَكَ عند آخر آية كنت تقرؤها.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يأتي صاحب القرآن يوم القيامة فيقول: يا ربِّ حله، فيُلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا ربِّ زده، فيُلبس حُلة الكرامة، ثم يقول: يا ربِّ ارضَ عنه، فيقال اقرَأ وارقأ ويزادُ بكل آيةٍ حسنةً.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن لله أهلاً من الناس، قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال: هم أهلُ القرآن، أهلُ اللهِ وخاصته.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده.”
للمزيد من المعلومات حول القرآن الكريم وفضله، يمكن مراجعة المقالات التالية:
- ((تعريف القرآن الكريم)).
- ((ما هو فضل قراءة القرآن الكريم)).
- ((فضائل حفظ القرآن الكريم)).
أحاديث عن الأخلاق الحميدة
يحرص المسلم على الالتزام بالأخلاق الفاضلة التي دعا إليها الإسلام طلبًا لرضا الله -عز وجل-، بعيدًا عن السمعة أو الرياء. وقد أسس الإسلام مجتمعًا قائمًا على الرحمة والتعاون والمعاملة الحسنة. ومن الأحاديث التي تؤكد على أهمية الأخلاق:
- روى عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أن قال: “لم يكن النبيُّ صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا متفحشًا، وكان يقول: إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنا زعيم بيتٍ في ربض الجنةِ، لمن ترك المِراءَ وإن كان مُحِقًا، وبيتٍ في وسط الجنةِ لمن ترك الكذبَ وإن كان مازحًا، وبيتٌ في أعلى الجنةِ لمن حسنَ خلقه.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحبُّ عباد الله إلى اللهِ أحسنُهم خلقًا.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن المؤمن ليُدرِكُ بحُسن خُلُقه درجةَ الصائم القائم.”
- كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو فيقول: “اللهم اهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني يوم القيامة أحسنكم أخلاقًا.”
للاستزادة حول حسن الخلق، يمكن الاطلاع على مقالة: ((أحاديث نبوية شريفة عن حسن الخلق)).
أحاديث حول بر الوالدين
قال الله تعالى: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كليهما، فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما، وقل لهما قولًا كريمًا.” فبر الوالدين يُعتبر من أعظم الطاعات التي أمرنا الله بها، إذ قرن الأمر بعبادته بالإحسان إليهم. ولطاعة الوالدين أهمية كبيرة، بشرط ألا تكون في معصية الله، ومن الأحاديث التي تبين فضل بر الوالدين:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف.” قيل: من؟ يا رسول الله؟ قال: “من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما، ثم لم يدخل الجنة.”
- سأل رجل يُدعى جاهمة الرسول صلى الله عليه وسلم: “يا رسول الله، إني كنت أريد الجهاد معك ابتغاء وجه الله والدار الآخرة.” فقال: “ويحك، أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قلت: نعم. قال: ارجع فبرِّها.” ثم أتيته من الجانب الآخر، فقلت: “يا رسول الله، إني كنت أريد الجهاد…” فقال: “ويحك، أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قلت: نعم يا رسول الله. قال: ارجع إليها فبرِّها.” ثم أتيته من أمامه، فقُلت: “يا رسول الله، إني كنت أريد الجهاد…” فقال: “ويحك، أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قلت: نعم يا رسول الله. قال: “ويحك الزم رجلها فثم الجنة.”
- سأل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أي الأعمال أحب إلى الله تعالى؟ فقال: الصلاة لوقتها.” فقلت: “ثم أي؟” فقال: “ثم بر الوالدين، ثم قلت: “ثم أي؟” قال: “الجهاد في سبيل الله.” ولو استزدتُه لزادني.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه.”
- روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: “ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر، أو سُئلَ عنها فقال: الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين.”
للمزيد من التفاصيل حول بر الوالدين، يمكن الاطلاع على المقالات التالية:
- ((موضوع قصير عن بر الوالدين)).
- ((كيف يكون بر الوالدين)).
- ((أهمية بر الوالدين)).
أحاديث حول الصبر
يعتبر الصبر من الأخلاق الحميدة التي لها فضائل عديدة في حياة الإنسان، فهو طاعةً لله سبحانه وتعالى، وقوة وثبات في مواجهة التحديات. ومن الأحاديث التي تتحدث عن الصبر وفضله ما يلي:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفّر الله بها عنه، حتى الشوكة يُشاكُها.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المؤمن من وصب، ولا نصب، ولا سقم، ولا حزن، حتى الهم يُهمُّه، إلا كفّر به من سيئاتِه.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيًرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيًرا له.”
للمهتمين بمعرفة المزيد حول الصبر، يمكن الاطلاع على مقالة: ((مفهوم الصبر في الإسلام)).
أحاديث حول صلة الرحم
تتضمن الأحاديث النبوية الشريفة العديد من الإشارات حول فضل صلة الرحم، ومن هذه الأحاديث:
- روى أبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: “أخبرني بعمل يُدخلني الجنة، قال: ما له؟ ما له؟ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أرَبٌ، ما له، تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الرحم شجنة متمسكة بالعرش تتكلم بلسان ذلق: اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني.” فيقول الله تبارك وتعالى: “أنا الرحمن الرحيم، وإني شققت للرحم من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتكته.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سرَّه أن يُبسَط له رزقه، وأن يُنسَأ له في أثره، فليصل رحمه.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعِموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخُلوا الجنة بسلام.”
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أعمال بني آدم تُعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يُقبل عمل قاطع رحم.”
للمزيد من المعلومات حول صلة الرحم، يمكن الاطلاع على المقالات التالية:
- ((أحاديث صلة الرحم)).
- ((مفهوم صلة الرحم في الإسلام)).
- ((فوائد صلة الرحم)).