يحيى في القرآن الكريم
ذُكر اسم يحيى في القرآن الكريم في سورة مريم، حيث أشار إلى ابن زكريا -عليه السلام-. ولم يُطلق هذا الاسم على أحد آخر قبله في آيات القرآن. ويرجح الكثير من العلماء أن الله -عز وجل- هو من اختار اسم يحيى -عليه السلام-، حيث أشار الإمام الطبري -رحمه الله- في تفسيره إلى أن لا أحد سُمي بهذا الاسم قبل يحيى -عليه السلام-، مستنداً إلى قول الله تعالى: (يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيى لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا).
أسباب اختيار اسم يحيى
حدد العلماء عدة أسباب لتسمية يحيى بهذا الاسم، من أبرزها أن الله -عز وجل- قد أحياه بالإيمان. كما قيل أن سبب التسمية يعود إلى تقدير الله بأن يُستشهد. وتوجد آراء أخرى تشير إلى أن التسمية جاءت نتيجة لإحياء الله -عز وجل- للناس بالهدى من خلاله. ولا يخفى أن ولادة يحيى -عليه السلام- كانت استجابة لدعاء زكريا -عليه السلام- الذي كان يخشى على مستقبل الدين بعده، مما جعل ولادة يحيى علامة على استمرار الدعوة إلى الله -تعالى-.
مميزات اسم يحيى
يشير السياق القرآني في الآية السابقة إلى الأمر الإلهي لزكريا -عليه السلام- بتسمية ابنه يحيى، حيث وردت الإشارة: “اسمه يحيى”، مما يدلّ على أنه أمره بتسميته بهذا الاسم. وقد أكرم الله -عز وجل- زكريا بجعل اسم ابنه مبتكراً، ويُعرف أن الأسماء المبتكرة تحمل ميزة عن الأسماء الأخرى نظراً لعدم تشابهها مع أي أسماء أخرى، خاصة في حالة اسم يحيى -عليه السلام-. كما أن الاسم المبتكر يُعد بمثابة قدوة للناس في تسمية أبنائهم به، وأصبح اسم يحيى يُستخدم تيمناً، وخاصة أنه اسم يتفضل الله بتسميته. وقد مُنح يحيى -عليه السلام- الشرف بأن يصبح نبيّاً في شبابه، بالإضافة إلى أن ولادته كانت غير مألوفة بين الناس، حيث وُلد من والدين عجزا عن الإنجاب ولم يتوقع أحد ولادته في ذلك العمر المتقدم.