الصحابي الجليل كلثوم بن الهدم رضي الله عنه
يُعتبر كلثوم بن الهدم -رضي الله عنه- أحد الصحابة الكرام، وهو ابن امرئ القيس بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، حيث ينتمي إلى قبيلة الأوس، مما يجعله من الأنصار الذين نصروا النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ودافعوا عن دعوته. عاش كلثوم في منطقة قباء قبل قدوم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- والصحابي الجليل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- والمهاجرين من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
يُروى أن كلثوم بن الهدم -رضي الله عنه- كان أحد رجال بني زيد بن مالك، وأيضاً يُذكر أنه من رجال بني عبيد. وقد سكن في قباء، حيث استضاف النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عند وصوله إلى المدينة المنورة، وبالتحديد في بني عمرو بن عوف.
وقد عُرف الصحابي الجليل كلثوم بن الهدم -رضي الله عنه- بصحبة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، وكان رجلاً كبير السن، حيث أسلم قبل وصول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة.
استقبال النبي عند كلثوم بن هدم رضي الله عنه
عندما وصل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- مع الصحابي الجليل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، نادي كلثوم بن الهدم -رضي الله عنه- غلامه قائلاً: “يا نجيح”. وعندما سمع النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه-: “أنجحت يا أبا بكر”.
ظل النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيت الصحابي الجليل كلثوم بن هدم -رضي الله عنه- لمدة تقارب أربعة أيام، وخلال إقامته هناك، كان يجلب الناس في بيت الصحابي سعد بن خيثمة، ويتحدث معهم عند مغادرته لبيت كلثوم.
رحيل الصحابي الجليل كلثوم بن هدم رضي الله عنه
يُذكر أن الصحابي الجليل كلثوم بن الهدم -رضي الله عنه- توفي قبل غزوة بدر الكبرى، التي وقعت في السنة الثانية للهجرة بفترة قصيرة، ولذلك لم يُشارك في أي من الغزوات التي خاضها الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون ضد المشركين والكفار واليهود.
كما ورد في تواريخ الطبري أن كلثوم بن الهدم كان أول من توفي من الأنصار بعد قدوم الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، حيث توفي بعد لعدة أيام من قدومه، وكان ذلك في وقت بدء بناء مسجده وبيوته، وقد سبق وفاته وفاة أبي أمامة أسعد بن زرارة بعدة أيام. توفي بعده أسعد بن زرارة، وقد عُرف كلثوم بعلمه وأخلاقه الفاضلة.