تتعدد التجارب التي يمر بها الأفراد مع سورة عبس، لكن يُعتبر إدراك المعاني والدروس التي تتضمنها هذه السورة العظيمة أمرًا مهمًا. فإذا تأمل الشخص في آياتها، سيجد أن الدروس المستفادة منها تعينه على النجاح في الحياة الدنيا والآخرة. في هذا المقال، سأسرد لكم تجربتي مع سورة عبس.
معلومات عن مكان نزول سورة عبس وترتيبها
- سورة عبس هي من السور المكية، حيث تحتوي على 42 آية وفقًا لأهل مكة، بينما تُحسب 41 آية عند البصريين و40 آية عند الشاميين.
- تُعد السورة الرابعة والعشرين في ترتيب سور القرآن الكريم.
- حملت عدة أسماء، منها:
سميت بالصاخة، استنادًا لقوله تعالى في إحدى آياتها (فإذا جاءت الصاخة).
كما عُرفت بسورة السفرة، نسبةً إلى كلمة سفرة الواردة فيها (سفرة بررة).
وسميت بسورة الأعمى، لورود لفظ الأعمى في الآية (إذ جاءك الأعمى).
وجاءت تسميتها بسورة عبس، لأنها ابتدأت بـ (عبس وتولى).
كذلك عُرفت بسورة ابن أم مكتوم، وذلك إشارةً إلى عبد الله بن أم مكتوم الذي كانت السورة تخاطبه.
تسبق هذه السورة سورة النجم، وتأتي بعدها سورة القدر في ترتيب النزول على الرسول صلى الله عليه وسلم.
تجربتي مع سورة عبس
- تم تداول الكثير من الأقاويل حول فوائد سورة عبس في التخلص من السحر والعوارض، إلا أن صحة هذه الأقوال غير مثبتة.
- لم يرد نص واضح في القرآن أو السنة ينص على أن لهذه السورة فضل خاص في طرد الجن أو السحر.
مع ذلك، نعلم أن قراءتها تحمل ثوابًا كما هو الحال مع بقية القرآن. ومع ذلك، هناك من تناقل تجارب فردية مرتبطة بالسورة، ومنها تجربة سيدة قالت:
إنها عانت من سحر، ورغبت في التخلص من الأعراض التي نتجت عنه، فقرأت سورة عبس 41 مرة قبل النوم، وتوجهت بالدعاء إلى الله بشأن إزالة السحر وإحراق العوارض. بعد القراءة، نامت وتوقعَت أن ترى نتائج مدهشة. ولكن يُؤكد أن هذه مجرد تجربة منقولة.
فضل سورة عبس
لا توجد أحاديث محددة تبرز فضل سورة عبس، لكن يُعادل ثواب قراءتها بقية سور القرآن الكريم، حيث كل حرف يُحتسب بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها.
يُذكر أن عمر بن الخطاب كان يتلو السورة، وعندما وصل إلى الآية (وفاكهة وأبًا) أعرب عن تساؤله حول معناها، ليشير إلى أن ما يقرأه يتجاوز فهمه.
أما ما يُشاع عن فضل سورة عبس لطرد السحر، فلا يوجد له دليل، إذ إن القرآن كله يُعتبر تحصينًا من أذى الشياطين.
سبب نزول سورة عبس
تبدأ السورة بتوجيه اللوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي ملاحظة ذات دلالة عظيمة، إذ يعاتبه الرب جل وعلا لأجل عبدٍ أعمى جاءه راغبًا في سبيل النجاة.
فعبد الله بن أم مكتوم جاء إلى الرسول ليطلب المعرفة حول الإسلام، ولكن صادف عبوس وجهه من أجل أشراف قريش، مما أثر عليه وجعله يغادر حزينًا.
وهذه الواقعة تُظهر عظمة مكانة ابن أم مكتوم عند الله، فما هي إلا لحظات حتى نزل جبريل ليذكّر الرسول بمكانة هذا العبد.
فقال الله تعالى: (عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يتذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكي وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى).
تعزيز سبب نزول سورة عبس
شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنبض حدث وأنطلق يدعو إلى ابن أم مكتوم، مما يُعطي درسًا مهمًا للجميع حول أهمية تقدير الناس بناءً على تقواهم وأخلاقهم، وليس حسب مكانتهم الاجتماعية.
أيها الأخوة والأخوات، لنتذكر أن من أكرمنا عند الله هو من يتقرب إليه، وهذا هو الجوهر الحقيقي لما يُعلمنا إياه الإسلام.
الدروس المستفادة من سورة عبس
الرفعة لمن رفعه الله
- لا مكانة إلا لمن منحها الله، ولا انحطاط إلا لمن أراده الله، وقد أُشير إلى ذلك في آيات عدة في القرآن.
في سورة آل عمران، يقول الله: (اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير).
أما في سورة عبس، فيُشار إلى أن العبد الأعمى ورد ذكره في صحف مكرمة، مما يُظهر عظم مكانته.
استمرارًا لفكرة الرفعة لمن رفعه الله
إنما رفع ابن أم مكتوم هو قلبه الذي جاء به إلى رسول الله، فقال الله تعالى: (ما وسعتني السماوات والأرض ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن).
- فالذي يرغب في رفعته عند الله عليه أن يُطهر قلبه.
لقد أشار العلماء إلى موضوع تطهير القلوب، مما يُنبّهنا إلى ضرورة الاستغفار والتوبة.
تساؤل حول الملك اليوم
- يهتف الله إلى الإنسان تُذكيره بآياته، قائلًا: (قتل الإنسان ما أكفره).
- هذه الآية ليست فقط عن كفر الإيمان بل كفر النعمة.
فلا يمكن للإنسان أن ينكر فضل الله وآلائه عليه، فهو مُلزم بشكر الله على كل نعمة.
تساؤلات حول الملك اليوم تتواصل
يؤكد الله عز وجل أننا خُلقنا من شيء حقير، ومن ثم جعل لنا السبيل الذي يجب أن نسلكه، وفي النهاية نُنشر مرة أخرى.
وفي النهاية، دعونا نتذكر أن العديد منا قد مر بتجربة سورة عبس؛ حيث تجاهل العديد من الناس الفقراء والمحتاجين. فلنتواصل فيما بيننا بفهم إنسانيتنا وتقدير كل أفراد المجتمع.
معلومات إضافية عن سورة عبس
تُعتبر سورة عبس السورة رقم 80 في القرآن الكريم، وهي من السور المكية، حيث نزلت في مكة المكرمة. تتكون السورة من 42 آية، وتسلط الضوء على أهمية الإيمان والرحمة، مع تحذير المستكبرين من عواقب عدم الإيمان.
مضامين سورة عبس
- دعوة للإيمان: تدعونا السورة للايمان بالله ورسوله.
- توجيهات اجتماعية: تعليم كيفية التعامل مع الآخرين، وخاصة المحتاجين.
- تذكير بالعواقب: توضيح عواقب الكفر والغرور، مع التركيز على جزاء الآخرة.
سبب تسمية سورة عبس
تُسمى سورة “عبس” استنادًا إلى الفعل “عبس” الذي ذُكر في الآية الأولى، حيث عبس النبي محمد صلى الله عليه وسلم في وجه الأعمى عبد الله بن أم مكتوم، مما يُظهر أهمية تقدير الجميع، وعدم الحكم عليهم بناءً على مظهرهم أو ظروفهم.
أسرار سورة عبس
- التركيز على حقوق المعاقين: تُبرز السورة أهمية الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة.
- تنبيه للمسلمين: درس مهم حول أهمية العبادة والتواصل الفعال بغض النظر عن الظروف.
- تعزيز التواصل: إبراز أهمية عدم الاستهانة بأسئلة الآخرين.