تاريخ وفاة أم كلثوم يعد حدثاً مهماً في ذاكرة المصريين، خاصة الذين شهدوا تلك اللحظة. شعر الجميع بفقدان جزء من أرواحهم، إذ كانت كوكب الشرق تمثل عنصراً أساسياً في حياة المصريين.
أم كلثوم
- قد يكون غير معروف للكثيرين أن “أم كلثوم” هو اسم شهرة للسيدة “فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي”، التي نشأت في قريتها السنبلاوين بمحافظة الدقهلية.
- بدأت مسيرتها الفنية في طفولتها، حيث اكتشف والدها صوتها المميز، مما دفعه للاعتماد عليها ضمن فرقته للإنشاد الديني.
- على الرغم من أنها كانت طفلة، إلا أن الطموح الفني لم يفتها، مما ساعدها في أن تصبح نجمة مصر الأولى ثم أشهر صوت في العالم العربي، لتكون واحدة من أهم المطربين في القرن العشرين.
- تلقبت بألقاب كثيرة، من بينها “كوكب الشرق”، “الست”، “ثومة”، و”قيثارة الفن”.
- بعد نجاح أغنيتها “شمس الأصيل”، أُطلق عليها أيضًا “الجامعة العربية” نظراً لشعبيتها الكبيرة.
- إضافة إلى ذلك، نالت لقب “صاحبة العصمة” و”سيدة الغناء العربي”، كما أطلق عليها “فنانة الشعب” لارتباط أغانيها بجمهورها.
تاريخ وفاة أم كلثوم
- توفيت أم كلثوم في 3 فبراير 1975، بعد صراع طويل مع مرض الفشل الكلوي الذي بدأ عام 1971.
- في أحد حفلات عام 1971، تعرضت لوعكة صحية خطيرة، مما أجبرها على الكشف عن مشاكلها الصحية.
- قدمت آخر حفلاتها في 13 نوفمبر 1972، رغم تدهور صحتها، واستمرت في التحضير لعدد من المشاريع الجديدة.
- تداولت الصحف أخبار مرضها، ووجه جمهورها دعوات للتبرع بالدم لها، لكنها فضلت العودة إلى منزلها للراحة.
- في صبيحة 3 فبراير 1975، عند الساعة الرابعة، أعلن عن وفاتها بسبب قصور في عضلة القلب، لتنتهي رحلة فنية مميزة عن عمر ناهز79 عاماً.
- شيعت جنازتها من مسجد عمر مكرم، حيث شهدت حضوراً كبيراً من الجماهير ودُرست جنازتها كواحدة من أكبر ثلاث جنازات على مستوى العالم، حيث تراوحت أعداد الحضور بين مليوني إلى أربعة ملايين شخص.
- ذكرت الصحف الفرنسية أهمية أم كلثوم للشعب الفرنسي والعربي على حد سواء.
حياة أم كلثوم الشخصية
- ولدت أم كلثوم في قرية الخديوية التابعة لمركز السنبلاوين في محافظة الدقهلية، لأب مؤذن ومنشد هو إبراهيم البلتاجي، وأم ربة منزل هي فاطمة المليجي، ولها أخ وأخت أكبر منها.
- على الرغم من وضوح تاريخ وفاتها، فهناك الكثير من الاختلاف حول تاريخ ميلادها، إذ يذكر أن البعض يحدد يوم 4 مايو 1908، والبعض الآخر يشير إلى 30 ديسمبر 1898.
- على الرغم من ضيق الموارد المالية للأسرة، التي كانت تعتمد على إنشاد والدها، إلا أنهم حرصوا على تعليمها وتعلم القرآن الكريم منذ صغرها، وتفوقت في الغناء باللغة العربية الفصحى.
- عندما بلغت الثانية عشرة من عمرها، اكتشف والدها أنها تحفظ جميع الأغاني التي يتدرب عليها، مما دفعه لضمها إلى فرقته وإنشاء زي خاص لها للإنشاد.
- بدأت والدتها تدرك بسرعة أن موهبتها ستجلب المال للعائلة، حيث أصبحت مصدر الدخل الرئيسي.
- أثناء فترة من الزمن، أحضر والدها الشيخ أبي العلا محمد والشيخ زكريا أحمد للاستماع إلى موهبتها، وأقنعهم بدعوتهم للانتقال إلى القاهرة، ليبدأ بعدها مشوارها الفني.
بدايات أم كلثوم الفنية
- عند وصول أم كلثوم وعائلتها إلى القاهرة، واجهتهم صعوبات، حيث لم يكن الجمهور معتادًا على سماع امرأة تغني بزي الرجال، وطغى الإنشاد الديني على فنها آنذاك.
- واجهتهم تحديات كثيرة كانت ستعود بهم إلى السنبلاوين، لكن حب والدها لابنته ورغبتها في الاستمرار في التصوير قادهم إلى اتخاذ القرار بالبقاء في القاهرة في عام 1921.
- ظهرت أم كلثوم أولاً على مسرح البسفور، حيث أصر والدها على عدم استخدام فرقة موسيقية، إلى أن بدأت في تحقيق النجاح على مسرح حديقة الأزبكية.
- واحدة من المحطات البارزة كانت خلال غناءها قصيدة “وحقك أنت المني والطلب”، التي حققت مبيعات مقدرة بـ 18 ألف أسطوانة، مما أذهل الجميع.
- استمرت أم كلثوم في تعلم أصول الفن من أمين المهدي، كما تعلمت العزف على العود.
- برزت أم كلثوم في عام 1923 كمطربة مشهورة في حفلات الشخصيات البارزة، مما أتاح لها فرصة لقاء الموسيقار محمد عبد الوهاب.
- عند عودة الشاعر أحمد رامي في عام 1924 من أوروبا، دعا الشيخ أبو العلا محمد أم كلثوم للغناء، وهذا التعاون قاد لتأسيس شبكة نجاح بينهم.
- أيضاً تعاونت مع الملحن أحمد صبري النجريدي، ولكن انتهى ذلك التعاون بسرعة.
أول فرقة موسيقية بقيادة أم كلثوم
- بفضل دعم الملحن محمد القصبجي، الذي آمن بموهبتها، أسس أم كلثوم أول فرقة موسيقية لها، حيث كان أحد أعضائها عازف العود.
- انسحب والدها وأخيها من فرقتهما، عازفين دوراً أكبر في حياتها الشخصية.
- في أول حفل لها مع الفرقة، ارتدت أم كلثوم فستاناً لفت الانتباه، مما شكل تجربة جديدة لها.
بزوغ نجم أم كلثوم
- استفادت أم كلثوم من نجاحها في عام 1928 عند غنائها لنشيد “إن كنت أسامح وأنسى الآسية”، وهو ما حقق مبيعات هائلة وجعلها أشهر نجمات العالم العربي.
- في نفس العام، لحنت لنفسها أغنية “على عيني الهجر”، وفي عام 1936 كررت نجاحها بأغنية “يارتني كنت النسيم”.
- في عام 1934، كانت أم كلثوم هي أول صوت مصري يغني في الإذاعة المصرية عند افتتاحها.
- وأسست أم كلثوم نقابة الموسيقيين في عام 1943، وتولّت رئاستها لمدة 10 سنوات.
تعاون أم كلثوم مع السنباطي
- بدأ التعاون بين أم كلثوم ورياض السنباطي عام 1935، واستمر لنحو 40 عامًا.
- في الخمسينات، أصبح السنباطي ملحنها الأول حيث أنتجا العديد من الأعمال الناجحة معًا.
يمكنكم التعرف على المزيد:
أم كلثوم وثورة يوليو
- على الرغم من غنائها للجيش المصري خلال حصار الفالوجة، إلا أن بعض قادة الثورة لم يغفروا لها ذلك.
- بعد الإطاحة بعهد الملك فاروق، قام المسؤول عن الإذاعة بمنع أغانيها من البث، مما أدى إلى طردها من الإذاعة.
- لكن جمال عبد الناصر تدخل شخصياً لإلغاء تلك القرارات.
مرض أم كلثوم
- في عام 1954، قللت أم كلثوم من عدد حفلاتها بسبب أزمة صحية تتعلق بغدتها الدرقية.
- عرفت بظهورها في حفلاتها بنظارتها السوداء، حيث كانت تعاني من جحوظ في العينين، مما أثر على نشاطها في السينما.
زواج أم كلثوم
- على الرغم من الشائعات حول زواجها، إلا أن أم كلثوم لم تتزوج سوى مرة واحدة، في عام 1954 من طبيبها حسن الحفناوي، حيث استمرت علاقتهما حتى وفاتها.
موقف أم كلثوم من أغنية والله زمان يا سلاحي
- في 29 أكتوبر 1956، أدت أم كلثوم أغنية “والله زمان يا سلاحي”، التي أصبحت نشيدًا قوميًا في تلك الفترة.
- تحدت الظروف حين طلبت إحياء الأغنية أمام التهديدات بإطلاق العنان على مبنى الإذاعة المصرية.
مسلسل رابعة العدوية لأم كلثوم
- في الخمسينات، قامت بتسجيل جميع أغاني مسلسل رابعة العدوية الإذاعي، حتى أنها مثلت فيه، رغم أن البطولة أعيدت في فيلم لاحق بممثل آخر.
تعاون أم كلثوم مع بليغ حمدي
- عام 1959، أعطت كلمات أغنية “أنت فين والحب فين” لمحمد فوزي، لتبدأ بذلك تعاونها مع بليغ حمدي، الذي أثمر نجاحًا كبيرًا.
تعاون أم كلثوم مع عبد الوهاب
- في عام 1964، تحقق التعاون المنتظر بين أم كلثوم وعبد الوهاب، مع أغنية “أنت عمري”، التي حققت نجاحًا ملحوظاً.
- This collaboration came after a personal request from President Gamal Abdel Nasser himself.
أم كلثوم والنكسة
- كانت صدمة النكسة صعبة على أم كلثوم، لكنها استجمعت قواها وبدأت بالعمل بجدية.
- أقامت حفلات عديدة في مصر والعالم العربي وتبرعت بكل أجرها لصالح الجيش المصري، وبدأت حملة تبرعات بمساعدة جمهورها.
حفل أم كلثوم في فرنسا
- في نوفمبر 1967، أقامت أم كلثوم حفلها الوحيد في فرنسا، والذي ترك بصمة كبيرة على تاريخها الفني.
- أثناء هذا الحفل، صعد أحد الحضور ليقبل قدمها مما أدهش الجمهور.
أم كلثوم وخبر وفاة جمال عبد الناصر
- في 1970، تلقت أم كلثوم خبر وفاة جمال عبد الناصر خلال إحيائها لأحد حفلاتها في سوريا، مما جعلها تعود لبلادها بسرعة.
- سجلت أغنية “رسالة إلى الزعيم” لتكون من الأغاني التي يتغنى بها الشعب آنذاك.
جوائز وتكريمات أم كلثوم
- حصلت أم كلثوم على وسام “صاحبة العصمة” من الملك فاروق عام 1932.
- كما نالت عدة أوسمة من بلدان عربية، بينها وسام “الرافدين” من العراق ووسام “الأرز” من لبنان.
- وتستمر قائمة التكريمات بوسام الجمهورية من تونس ووسام النهضة من الأردن.
أم كلثوم في السينما
شاركت أم كلثوم في عدة أفلام غنائية حققت شهرة واسعة، حيث تتألف أعمالها السينمائية من ستة أفلام، وهي:
- فيلم “وداد” عام 1935.
- فيلم “نشيد الأمل” عام 1937.
- فيلم “دنانير” عام 1940.
- فيلم “عايدة” عام 1942.
- فيلم “سلامة” عام 1944.
- وأخيرًا فيلم “فاطمة” عام 1947.