مولد هارون الرشيد
وُلد هارون هاشم الرشيد في منطقة الري الإيرانية عام 148 هجرية، وهو أبو جعفر هارون بن المهدي محمد بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي العباسي. والده كان أميراً على خراسان ووالدته تُدعى أم الهادي. منذ صغره، أظهر هارون قوة وشجاعة ملحوظتين، مما مكنه من قيادة حملات عسكرية متعددة في زمن والده، رغم أن عمره لم يكن يتجاوز العشرين عاماً حينها.
نشأة هارون الرشيد
نشأ الخليفة العباسي هارون الرشيد في دار الخلافة ببغداد، حيث عهد إليه والده بقيادة غزو الروم في القسطنطينية. حصلت مُصالحة مع الملكة إيريني التي دفعت فدية سنوية قدرها 50,000 دينار لصالح خزانة الخليفة. بعد وفاة أخيه الهادي عام 170 هـ، بايعه الناس بالخلافة، وقد أدّى مسؤولياته بإخلاص، مما أدى إلى ازدهار الدولة وتطورها في عهده.
تجدر الإشارة إلى أن هارون الرشيد كان يقرّب الشعراء والأدباء وعلماء الأمة من مجالسه، وفي عهده شهدت حركة التجارة الخارجية نمواً ملحوظاً، وتوطدت العلاقات السياسية بين الخلافة العباسية وممالك أوروبا. ومن الأدلة على هذه العلاقات الهدايا القيمة التي كان يرسلها هارون إلى الإمبراطور شارلمان، والتي عكست تقدم وازدهار الحضارة العربية في تلك الفترة. كما اكتسبت شهرة هارون الرشيد من خلال روايات “ألف ليلة وليلة” التي تروي الحياة الفاخرة التي عاشها الخلفاء العباسيون.
وفاة هارون الرشيد
توفي الخليفة هارون الرشيد في عام 192 هـ أو 193 هـ، وقد اختلف المؤرخون حول عمره عند وفاته، فأصبح البعض يعتقد أنه توفي عن 43 عاماً، بينما رأى آخرون أنه توفي عن 45 أو 47 عاماً. تولى هارون الخلافة عام 170 هـ، واستطاع أن يلعب دوراً مهماً ومؤثراً في تعزيز عزّة الإسلام والمسلمين والدولة الإسلامية.