إيمان آسيا، الزوجة الصالحة لفرعون

آسيا، زوجة فرعون

تُعتبر آسيا بنت مزاحم من الشخصيات البارزة في تاريخ مصر القديمة. فقد كانت ملكة عظيمة من أصول عربية، حيث ينحدر والدها من جزيرة العرب وكان حاكماً لإحدى الممالك التي خضعت للحكم الفرعوني. في إطار الروابط السياسية بين الممالك، تزوجها فرعون، رغم أنها كانت عقيماً. وبفضل إيمانها، ساهمت في إنقاذ نبي الله موسى عليه السلام من القتل وهو رضيع، كما ورد في القرآن الكريم: (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ).

إيمان آسيا، زوجة فرعون

  • عاشت آسيا الملكة في أرقى القصور وأفخمها في تلك الحقبة التاريخية، وكانت تمتلك ثروة هائلة من الذهب والمجوهرات، وتحظى بشعبية وجوارٍ وعبيد كثر. ورغم حياة الرفاهية التي كانت تعيشها، اختارت التخلي عن كل ذلك في سبيل إيمانها بالله تعالى. تزوجت من فرعون الطاغية الذي كان يزعم أنه الإله، كما جاء في القرآن الكريم: (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى). وعند بعثة موسى عليه السلام، آمنت به وأسلمت لرب العالمين، رافضة كل الضغوط والمغريات للعودة إلى الكفر، وهي التي اختيرت بين التعذيب أو الاعتراف بفرعون كإله.
  • بحزم وإيمان، قررت آسيا أن تظل على إيمانها بالله حتى لو تعرضت لعذاب فرعون وجنوده. فأصدر فرعون أوامره لتعذيبها بأسوأ الطرق، حيث تم ربطها بأربعة أوتاد تحت شمس الظهر. ورغم آلامها، بقيت صابرة ومحتسبة متمسكة بإيمانها. ثم طلب فرعون أن تُلقى عليها صخرة كبيرة إن واصلت إيمانها. فتوجهت إلى السماء ورفعت يديها بالدعاء إلى الله: (رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). وقد استجاب الله لها، فتوفيت وشهدت بأنها أصبحت واحدة من سيدات أهل الجنة.
  • لقد خلد الله تعالى ذكر آسيا في القرآن الكريم، وجعلها نموذجًا يُحتذى به للمؤمنين، حيث قال: (وَضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).

تميز آسيا، زوجة فرعون بين النساء

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، ولَمْ يَكْمَلْ مِنَ النِّساءِ إلَّا مَرْيَمُ بنْتُ عِمْرانَ، وآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وفَضْلُ عائِشَةَ علَى النِّساءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ علَى سائِرِ الطَّعامِ). لذا، تُعتبر آسيا زوجة فرعون واحدة من أفضل النساء في عصرها وجميع العصور، حيث آمنت بالله وواجهت فرعون، أحد أعتى الطغاة على وجه الأرض.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *