منظمة العمل الدولية
تُعرف منظمة العمل الدولية، التي تُطلق عليها أيضاً مكتب العمل الدولي، بأنها هيئة عالمية تأسست في عام 1919. يقع مقر المنظمة في مدينة جنيف بسويسرا، وقد تم إنشاؤها استجابةً للتداعيات الناتجة عن الحرب العالمية الأولى. تعتمد المنظمة على مبدأ أساسي نصه أن السلام المستدام والعادل لا يمكن تحقيقه إلا بناءً على العدالة الاجتماعية.
حددت المنظمة مجموعة من المعايير التي تميز المجتمعات الصناعية، ومنها تحديد ساعات العمل لتكون بحد أقصى ثماني ساعات يومياً، وكذلك وضع سياسات تتعلق بالسلامة العامة وظروف العمل. كما تروج لعلاقات صناعية قائمة على أسس متينة. في هذا السياق، لا يمكن لأي دولة أو صناعة تطبيق هذه المعايير دون تعاون مشترك من قبل الدول الأخرى.
في عام 1969، حصلت منظمة العمل الدولية على جائزة نوبل للسلام تكريماً لجهودها في تعزيز السلام بين الأفراد والطبقات الاجتماعية، والسعي لتحقيق العدالة للعاملين، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الفنية للدول النامية.
كما سجلت المنظمة عددًا من الشكاوى ضد بعض الكيانات التي تنتهك القوانين الدولية. ومع أنه يُمكن للمنظمة رفع مثل هذه الشكاوى، إلا أنها لا تستطيع فرض عقوبات على الدول أو الحكومات التي تنتهك هذه القواعد.
المؤتمر الدولي للعمل
يُعقد المؤتمر الدولي للعمل سنوياً في شهر يونيو، حيث تقوم منظمة العمل الدولية بتنظيمه في مدينة جنيف، وتتولى وضع التوصيات والاتفاقيات والمصادقة عليها.
يُعرف هذا المؤتمر، الذي يُعقد بانتظام كل عام، باسم “برلمان العمل”. ويُناقش فيه كافة القرارات المتعلقة بالسياسات العامة لمنظمة العمل الدولية. يمثل كل دولة من الدول الأعضاء أربعة مندوبين في المؤتمر، حيث يتوزع هؤلاء المندوبون إلى اثنين يُمثلان الحكومة، وواحد يُمثل أصحاب العمل، وآخر يُمثل العمال، ويُعطى لكلٍ منهم حق التصويت بشكل فردي. الصوت هنا متساوي بغض النظر عن عدد سكان الدولة العضو.
أثناء المؤتمر، يتم عادةً اختيار ممثلين عن أصحاب العمل والعمال بناءً على الأكثر تمثيلاً ضمن منظمات كلٍ من فئتي أصحاب العمل والعمال، وغالباً ما يتم التنسيق بين العمال المندوبين خلال عملية التصويت. الأمر نفسه ينطبق على أصحاب العمل؛ حيث يتمتعون بحقوق التصويت نفسها. أما بالنسبة للتجميعات، فلا حاجة لعملية تصويت ضمنها.
