لا تنتظر شخصاً خذلك
لا تنتظر شخصاً خذلك في الماضي، بل انتظر ضوءاً جديداً قد يتسلل إلى قلبك الحزين.
هذا الضوء يمكن أن يعيد البهجة إلى أيامك ويعيد لقلبك نبضه الجميل.
لا تسعَ وراء حلمٍ خذلك، بل اجعل من انكسارك بداية لمشروع حلم جديد.
لا تقف طويلاً عند الأطلال، خاصةً إذا كانت الخفافيش تسكنها والأشباح قد عرفت طريقها.
ابحث عن صوت عصفور يصدح على الأفق مع شروق صباح جديد.
لا تنظر إلى الأوراق التي تغير لونها وضاعت معالمها بين الألم والوحشة.
سوف تكتشف أن هذه السطور ليست أجمل ما كتبتها، وأن هذه الأوراق ليست آخر ما سطرت.
تعلم أن تفرق بين من أخذ سطورك بعينين مخلصتين ومن ألقاها في مهب الريح.
لم تكن تلك السطور مجرد كلمات عابرة، بل كان بها مشاعر قلب عاشها حرفاً بحرف.
كان هنالك إنسان يحمل هذه المشاعر كحلم، واحتمل آلامها بشغف.
لا تكن مثل طائر الحزين
لا تكن مثل طائر الحزين، ذلك الكائن العجيب الذي يغني أجمل ألحانه وهو ينزف.
فلا شيء في هذه الحياة يستحق نقطة دم واحدة.
إذا أغلق الشتاء أبواب منزلك وأحاطتك تلال الجليد، فتوقع قدوم الربيع وفتح نوافذك لنسمات الهواء النقي.
انظر بعيداً لترى أسراب الطيور تعود لتغني، وسترى الشمس تلقي خيوطها الذهبية فوق أغصان الأشجار.
هذا المشهد سيساهم في خلق عمر جديد، وحلم جديد، وقلب جديد.
استثمر وقتك كاملاً في إحساس صادق وقلب يحتضنك، ولا تضيع لحظة واحدة في سبيل شخص هارب أو قلب تخلّى عنك بلا سبب.
لا تذهب إلى الصحراء بحثاً عن الأشجار الجميلة، فلن تجد فيها سوى الوحدة.
انظر إلى المئات من الأشجار التي تمنحك ظلها، وتُسعدك بثمارها وتغنيك بألحانها.
لا تحاول إعادة حساب ما فاتك من الأيام؛ فالعمر عندما تسقط أوراقه لا يمكن أن يعود.
لكن مع كل ربيع جديد، تظهر أوراق جديدة، لذا انظر إلى تلك الأوراق التي تغطي السماء.
اترك ما سقط على الأرض، فقد أصبح جزءاً منها.
إذا ضاع الأمس، فاليوم بين يديك، وإذا كان اليوم سيجمع أغراضه ويرحل، فالغد يأتي حاملاً الأمل.
لا تحزن لأن الأمس قد ولّى، ولا تأسف على اليوم، لأنه سيرحل كذلك.
قد نعتاد الحزن حتى يصبح جزءاً منّا، وفي أحيانٍ أخرى تكتسب العين القدرة على التعايش مع ألوان معينة وتفقد قدرة إدراك غيرها.
لو حاولت أن تتأمل ما حولك، ستكتشف أن اللون الأسود جميل، ولكن الأبيض أجمل، وأن لون السماء الرمادي يثير المشاعر، لكن الأزرق أكثر صفاءً.
ابحث عن الصفاء حتى لو كان للحظة، وابحث عن الوفاء حتى لو كان متعباً.
لا تترك قلبك وذكرياتك وأوقاتك لأشياء ولّت. إذا لم تتمكن من العثور على من يسعدك، حاول أنت أن تسعد نفسك.
إذا لم تجد من يضيء لك الطريق، فلا تبحث عن شخص أطفأ قنديله.
وإذا لم تجد من يغرس وروداً في أياديك، فلا تلاحق من غرس في قلبك سهماً ورحل.
أحياناً تبتلعنا الأحزان حتى نعتاد عليها ونسى أن هناك أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا.
حولنا وجوه متعددة يمكن أن تضيء في ظلام أيامنا. ابحث عن قلب يمنحك الضوء، ولا ترض أن تبقى رهينة لأحزان الليالي الحالكة.
في ليلة حزينة
في إحدى الليالي الحزينة، وفي ركن من غرفتي المظلمة، أمسكت قلمي لأدون همومي، لكنه سقط مني وهرب. حاولت استرداده لكنه كان يتجنب أصابع يدي المرتجفة.
تفاجأت وسألته: «هل تهرب مني أم من قدري الحزين؟» فأجاب بصوت يملؤه الأسى: «لقد تعبت من كتابة معاناتك ومواجهة هموم الآخرين.»
ابتسمت وقلت له: «ألا تترك جراحنا وأحزاننا دون أن تُظهر؟» قال: «اذهب، وعبّر عمّا في أعماقك لإنسان أعزّ عليك بدلاً من تعذيب نفسك.»
سألته: «وإذا كانت تلك الجراح بسبب إنسان هو أعز من الروح، لمن أبوح؟» فنظر إليّ بقلب محير، وأسقط ورقة بيضاء أمامي. أخذتها واعتقدت أنه سيساعدني في كتابة أفكاري.
لكن رأيت الحبر يتدفق من قلمي، فتعجبت وأخذت أنظر إليه قائلاً: «ماذا تعني؟» أجاب: «هل تريد مني أن أكتب أحزانك بدون أن أشاركك الآلام؟»
الفراق
نعم، لحظة الفراق صعبة للغاية، حيث تنتهي الكلمات وتكتفي الدموع بالتعبير عن الحزن.
دمعة العين واسترجاع الذكريات المؤلمة، هي العناصر التي تبقى لدينا بعد الفراق. تلك الذكريات قد تمزج بين ابتسامة ودمعة، أو تضيف دمعة إلى دموع الفراق.
تتجمع ذكريات السنين التي قضيناها مع الأحبّة في دقائق، لكن السبب هو الفراق. فكلما زاد حبنا، زادت صعوبة لحظة الوداع.
سأرحل
قررت الرّحيل، ورحيلي لن يتأجل. كان قراري اضطرارياً.
سأرحل ولن أعود. “ارحلي!” كانت كلمة ترددت على مسامعي، فاعتقدتها مزحة.
لكنها قيلت لي بصوت عالٍ وبكل جدية. سأرحل وسأبتعد، سأختفي.
ولا أدري إلى أين سأذهب، أو ماذا تخبئ لي الأيام القادمة.