إبراهيم باشا الفرنجي
يُعتبر إبراهيم باشا الفرنجي أحد الشخصيات البارزة في الحقبة العثمانية، وقد عينه السلطان سليمان القانوني في منصب رفيع. وُلِد إبراهيم في عائلة مسيحية بالقرب من مدينة بارغا، التي تقع على الساحل اليوناني، وكان والده بحارًا. بعيدًا عن عائلته، اكتسب إبراهيم شهرة واسعة نتيجة الظروف الغامضة المحيطة بمقتله. في هذا المقال، سنقوم بتسليط الضوء على حياته بشكل عام.
براعة إبراهيم باشا الفرنجي
يُعتبر إبراهيم باشا من القادة العسكريين المتميزين بقدرتهم ونفوذهم. وقد نمت اهتماماته العسكرية منذ صغره، حيث درس الخطط والفنون القتالية مستفيدًا من أساليب الإسكندر الأكبر. لذا، يعود الفضل إليه في تحقيق العديد من الانتصارات للدولة العثمانية، وخاصة في فتح بلغراد. حيث اقترح على السلطان سليمان القانوني نقل الجيش والمعدات عبر نهر طونا بدلاً من السير في الغابات، ونجحت تلك الاستراتيجية المفاجئة في تحقيق النصر.
المؤامرات على السلطة
تجدر الإشارة إلى أن العديد من المؤرخين ذكروا أن إبراهيم باشا كان ضحية لمؤامرات عديدة، من أبرزها تلك المدبرة من قبل خرم، وهي ابنة كاهن من الطائفة الأرثوذكسية، التي دبرت له مكائد تسببت له في مشكلات كبيرة.
إعدام إبراهيم باشا
أصدر السلطان سليمان القانوني قرارًا بإعدام إبراهيم باشا، حيث وُجد مشنوقًا في غرفته في ليلة 22 من رمضان عام 942هـ. وأشار المؤرخون إلى أن إبراهيم قد قُتل قبل تنفيذ الحكم عليه بسنوات عديدة.
أزمة التماثيل
يشير المؤرخون إلى أن إبراهيم ظل متمسكًا بمعتقداته المسيحية، وكان يسعى إلى تعزيز العلاقة بين اليونانيين والعثمانيين. لجلب أفراد أسرته للعيش معه في الدولة العثمانية، أحضر العديد من التماثيل المقدسة من بوذا ووضعتها أمام القصر، مما أدى إلى انتشار الإشاعات حول خطره على الدولة العثمانية. تم تداول العديد من الأبيات الشعرية التي تؤكد تمسكه بدينه، وخاصة تلك التي كتبها الشاعر فيجاني، حيث جاء فيها:
في هذا العالم ظهر إبراهيمان
الأول هَدَمَ، والآخر نَصَبَ الأوثان.
ما عُرف عن إبراهيم باشا
- إساءة استخدام السلطة: يُزعم أن بعض المؤرخين العثمانيين رأوا أن إبراهيم باشا أساء استخدام سلطته، حيث كان يبذر الأموال بشكلٍ غير معقول، مما قاد إلى إعدامه.
- إبراهيم باشا وإسكندر حلبي: وفقًا لبعض الروايات، يُعتقد أن إبراهيم باشا تم اتهامه بدفع ضريبة لإعدام إسكندر حلبي، رغبةً منه في تولي العرش مكانه.
- الخيانة: وُجهت لإبراهيم باشا اتهامات بالتواطؤ والخيانة مع دول النمسا، مما أغضب السلطان سليمان القانوني بشدة.
- المحسوبية: تعرض إبراهيم للانتقادات بسبب المحسوبية، حيث اتُهم بحماية أقاربه المسيحيين اليونانيين واستضافتهم في الباب العالي.