تاريخ الحضارة اليونانية القديمّة

تاريخ الحضارة الإغريقية يبدأ في القرن الثامن قبل الميلاد، حيث ازدهرت هذه الحضارة القديمة قبل أن تنهار بعد غزو الرومان لليونان عام 146 قبل الميلاد. تُعتبر هذه الفترة محورية في تاريخ العالم، حيث شهدت تطور العديد من الجوانب الثقافية والسياسية والاجتماعية التي أثرت على الحضارات التالية من بعد.

الجدول الزمني للحضارة الإغريقية

  • 776 ق.م: تاريخ بدء أول دورة من الألعاب الأولمبية.
  • 750 ق.م: بدأت المدن اليونانية في إنشاء مستعمرات على سواحل البحر الأبيض المتوسط، وتكييف الأبجدية الفينيقية لاستخدامها، قبل اعتماد العملات المعدنية من ليديا.
  • 594 ق.م: قدم سولون لأثينا دستورًا جديدًا، مما يعتبر بداية صعود الديمقراطية في اليونان.
  • 479-490 ق.م: الحروب الفارسية حيث قادت أثينا وأسبرطة الإغريق في الدفاع ضد غزو الإمبراطورية الفارسية.
  • 447 ق.م: بدأ بناء البارثينون في أثينا في ذروتها التاريخية.
  • 404-431 ق.م: الحرب البيلوبونيسية الثانية التي أسفرت عن هزيمة أثينا واعتلاء أسبرطة عرش القوة في اليونان.
  • 399 ق.م: إعدام الفيلسوف سقراط بسبب تشكيكه في الأفكار التقليدية.
  • 338 ق.م: هزيمة الملك فيليب الثاني المقدوني لدول المدن اليونانية، مما أدى إلى فرض سيطرته عليها.

تاريخ اليونان القديمة

تعتبر هزيمة مقدونيا لدول المدن اليونانية نهايةٌ لحقبة “اليونان الكلاسيكية” وبداية “العصر الهلنستي”، الذي يتضمن فتوحات الإسكندر الأكبر ويستمر حتى غزو روما (146-431 ق.م).

ينقسم تاريخ اليونان القديمة إلى أربع فترات رئيسية: الفترة القديمة التي تمتاز بتطور سمات الحضارة المنظّمة من القرن الثامن إلى السادس قبل الميلاد، وازدهار اليونان الكلاسيكية في القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد.

تضمنت هذه الفترات الحروب الفارسية (510-479 ق.م)، والعصر الذهبي لأثينا (479-404 ق.م)، والعصر الكلاسيكي اللاحق (404-338 ق.م).

أثرت الحضارة الإغريقية بشكل كبير على الحضارة الرومانية، حيث يعتبر بعض العلماء أن العصر الروماني هو استمرار للحضارة الإغريقية، معرفين إياها بـ “الحضارة اليونانية الرومانية”.

نتيجة للغزو الروماني، تم نقل العديد من سمات الحضارة اليونانية إلى أجزاء من العالم المتوسطي وأوروبا الغربية، مما جعل الحضارة الإغريقية تشكل الثقافة الأساسية للحضارة الغربية.

جغرافيا الحضارة الإغريقية

شهدت الجغرافيا التي تغطي الحضارة اليونانية القديمة تغييرات ملحوظة خلال تاريخها، حيث انطلقت من أرض اليونان وجزر بحر إيجة.

كما امتدت إلى الساحل الغربي لآسيا الصغرى (تركيا الحديثة)، وسط طبيعة جبلية وبحرية مميزة.

ويمكن العثور على الأراضي الصالحة للزراعة في قيعان الوديان المحاطة منحدراتٍ شديدة الانحدار، أو في الجزر الصغيرة المحاطة بالمياه.

نتيجة لذلك، تألفت اليونان القديمة من العديد من الأراضي الصغيرة ذات اللهجات الثقافية وهوياتها الخاصة.

عُرفت المدن أنها تقع في الوديان بين الجبال أو على السهول الساحلية الضيقة، وكانت “دول المدن” مستقلة عن بعضها.

بدءًا من حوالي 750 ق.م، أرسل الإغريق مستعمراتهم إلى جميع الاتجاهات مستقرين على سواحل وجزر البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود.

وبحلول عام 600 ق.م، أصبحت دول المدن اليونانية تنتشر على نطاق واسع كما وصفتها إحدى الكتابات اليونانية، من سواحل إسبانيا في الغرب إلى قبرص في الشرق، ومن الشمال حتى أوكرانيا وروسيا، ومن الجنوب حتى مصر وليبيا.

برزت صقلية وجنوب إيطاليا كبؤر رئيسية للاستعمار اليوناني تحت مسمى “ماجنا جرايكا”.

في وقت لاحق، أدت فتوحات الإسكندر الأكبر إلى انتشار الحضارة اليونانية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث تداخلت مع الثقافات القديمة لتلك المنطقة لتؤسس حضارة هجينة أطلق عليها العلماء اسم “الهيلينية”.

المجتمع في الحضارة الإغريقية

  • كان الإغريق القدماء يعتبرون أنفسهم “شعبًا واحدًا”، يتشاركون الدين واللغة والثقافة، حيث كانت دول المدن ترسل شبابها كل أربع سنوات للمنافسة في الألعاب الأولمبية.
  • سياسيًا، كانت اليونان القديمة مكونة من العديد من دول المدن المستقلة (بوليس)، التي دافعت بشراسة عن استقلالها.
  • لم تكن هناك وحدة سياسية إلا عندما فُرضت من الخارج، وذلك عندما غزا الملك فيليب الثاني مقدونيا دول المدن اليونانية في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد.

وصف الدولة الإغريقية

  • تعالت مباني مدينة يونانية نموذجية حول تلة محصنة تُدعى “الأكروبوليس”، حيث كان هناك المعبد الرئيسي وخزينة المدينة وبعض المباني العامة.
  • وعلى الصعيد المركزي، كانت “الأغورا” مركز الاجتماعات العامة والتجارة، وكانت عادةً محاطة بأعمدة.
  • تم الإنتاج الصناعي في ورش صغيرة يديرها أفراد الأسرة والعبيد كمصدر للعمالة.
  • تراوحت الأنشطة التجارية في أجزاء مختلفة من المدينة، وغالبًا ما كانت قريبة من الأغورا.
  • كانت المدينة محاطة بأسوار قوية، وبدلاً من ذلك، كانت الفترات اللاحقة تحتوى على جدران مبنية من الحجر والطوب.
    • كانت الأبراج تُبنى على فترات منتظمة، وتم إنشاء بوابات محصنة للسماح بمرور الطرق.
  • خارج الجدران كانت هناك أماكن عامة، مثل صالات الألعاب الرياضية، حيث تمارس الرياضة.
  • توفرت الأروقة المغطاة للتدريب في المناخ السيّء ومنحت مناطق مظللة للأنشطة المختلفة مثل الموسيقى والنقاش.
    • كانت العديد من صالات الألعاب الرياضية تحتوي أيضًا على حمامات عامة ملحقة.
  • لاحظ أن الأراضي الزراعية كانت تحيط بالمدينة، حيث كان العديد من المواطنين يقيمون داخل الأسوار، ويعملون في حقولهم يوميًا.
  • أولئك الذين كانت أراضيهم بعيدة كانوا يعيشون في القرى الصغيرة ويعودون إلى المدينة في المناسبات الخاصة.
  • الكثير من المدن اليونانية كانت تقع على السواحل أو على جزر صغيرة.

الدين في الحضارة الإغريقية

  • أدرك الإغريق أهمية الدين لتحسين حياتهم، فعبدوا العديد من الآلهة واعتقدوا أن هذه الآلهة ترعاهم في حياتهم وبعد موتهم.
  • اعتقدوا أن آلهتهم تسيطر على جميع مجالات الحياة، بدءًا من الفائز في السباقات إلى الأمواج في المحيط.
  • كان لكل إله دور محدد، وبنوا معابد رائعة تكريمًا لهم.
  • توجهوا للصلاة وتقديم الذبائح للحيوانات خلال المهرجانات التي كانت تشمل الولائم والموسيقى والمسرحيات والرقص.

الزراعة في الحضارة الإغريقية

  • كان مجتمع الإغريق يعتمد قبل كل شيء على الزراعة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
  • شملت زراعتهم الحبوب، والكروم، والزيتون، بالإضافة إلى تربية الأغنام والماعز والماشية.
  • عرفت مزارعهم بأنها صغيرة جدًا، حيث كانت المساحة لا تتجاوز بضعة أفدنة، في حين كان الأرستقراطيون يمتلكون مزارع أكبر تُستخدم فيها العمالة العبودية.
    • لكن مساحة مئة فدان كانت تعتبر كبيرة.

التجارة في الحضارة الإغريقية

  • وقعت دول المدن اليونانية على الأثر البحري، وكان الكثير منها يواجه صعوبة بسبب التلال والجبال الشديدة، مما أدى إلى نقص في الأراضي الزراعية.
  • نتيجة لذلك، نظر العديد من اليونانيين إلى البحر كمصدر للإعاشة، وفي الفترة حوالي 150 عامًا بعد 750 ق.م، أرسلت العديد من دول المدن مجموعات من مواطنيها لتأسيس مستعمرات على الشواطئ النائية في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود.
  • عزز هؤلاء السكان العلاقات التجارية القوية مع مدنهم الأم، وسرعان ما برز التجار اليونانيون في التجارة البحرية في المتوسط متفوقين بذلك على الفينيقيين.

المواليد في الحضارة الإغريقية

  • كما هو الحال في العديد من المجتمعات القديمة، تعرض الأطفال غير المرغوب فيهم للموت، بينما كان يُفضل الولد على البنت.
  • فكانت الفتيات الصغيرات يعانين من هذه الممارسة الظالمة، وكانت هذه الظاهرة غير معاقب عليها قانونيًا، على الرغم من أن الطفل يصبح محميًا بالكامل بموجب القانون بعد مرور 10 أيام من الولادة.
  • عاشت النساء تحت حراسة مشددة، بدءًا من الوالدين ثم أزواجهن، حيث كانت الزيجات تُرتب من قبل الأسر.
  • الرجل كان الشريك المهيمن في إطار الزواج، وكانت مهمة المرأة تتعلق بالتدبير المنزلي ورعاية الأطفال.
    • عائلات في الطبقات الفقيرة كانت تساعد النساء أزواجهن في الزراعة، وهو ما كانت تفعله الغالبية العظمى من الرجال.
  • كان الطلاق سهلاً بالنسبة للرجال، بينما كان شبه مستحيل بالنسبة للنساء.

سقوط اليونان في يد الرومان – اليونان الرومانية

  • بعد أن أصبحت مقدونيا مقاطعة رومانية، انتهت معركة كورنثوس، وتحت الحكم الروماني عام 146 ق.م أُخضعت شبه الجزيرة اليونانية.
  • في ذلك الوقت، بقيت بعض المدن اليونانية الكبرى تحت حكم تقييد جزئي وتفادت الضرائب الرومانية المباشرة.
  • شنت أثينا ومدن يونانية أخرى حملات مقاومة ضد الرومان في عام 88 ق.م، لكن الجنرال سولا قمع هذه الحملات. شهدت الحرب الأهلية تراجعاً اقتصادياً مدمراً.
    • استمر ذلك حتى استعاد أوغسطس تنظيم شبه الجزيرة، التي أُطلق عليها مقاطعة آخايا في عهده (27 ق.م).
  • برغم غزو روما لليونان ودفع الاقتصاد نحو الركود، حققت البلاد انتعاشًا سريعًا بعد الحرب تحت قيادة الحكومة الرومانية.
  • تجاوزت المدن اليونانية في آسيا الصغرى تأثير الفتوحات الرومانية بشكل أسرع من مدن شبه الجزيرة اليونانية التي عانت كثيرًا من النزاعات مع سولا.
  • كنتيجة لذلك، استثمرت روما الموارد واستعادت هيكلها من خلال إعادة بناء المدن اليونانية الرومانية.
    • تم تعيين كورينث كعاصمة لآخايا، فيما ازدهرت أثينا كمركز ثقافي للفلسفة والتعليم والمعرفة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *