إسلام سعيد بن زيد
كان الصحابي الجليل سعيد بن زيد رضي الله عنه من أوائل الذين اعتنقوا الإسلام خلال فترات الدعوة الأولى. فقد أسلم رضي الله عنه قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وقبل أن تصبح مركزًا للدعوة الإسلامية. وكان سعيد بن زيد من السابقين إلى الإسلام حيث أسلم قبل ابن عمه عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، الذي عانى من الأذى جراء ذلك قبل إسلامه. ورغم أنه لم يشارك في غزوة بدر، إلا أنه حضر غزوة أحد والخندق وكل الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد روى عنه ثمانية وأربعون حديثاً.
نسب سعيد بن زيد
سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى، هو صحابي جليل يُنسب إلى كعب بن لؤي القرشي، ويُكنّى بأبي الأعور. وهو ابن عم الفاروق وصهره، حيث تزوج من أخته فاطمة بنت الخطاب، وعمر هو زوج أخته عاتكة بنت زيد. كان أبو زيد بن عمرو بن نفيل أحد الحنفاء الذين اتبعوا دين إبراهيم عليه السلام، إذ كان يمتنع عن الذبح للأصنام ولا يأكل الميتة، قائلاً لقومه: “يا معشر قريش، والله لا آكل ما ذُبح لغير الله، والله ما أحد على دين إبراهيم غيري”. وقد فارق دين قومه وتوفي في الوقت الذي كانت فيه قريش تبني الكعبة، أي قبل نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات. توفي رحمه الله ودُفن في المدينة المنورة، وقد اختلف المؤرخون في سنة وفاته، فمنهم من قال إنه توفي في السنة الثانية والخمسين، ومنهم من قال في السنة الخمسين، بينما ذكر آخرون أنه توفي في السنة الثامنة والخمسين للهجرة.
سعيد بن زيد من المُبشّرين بالجنة
يمتاز الصحابي الجليل بمناقب عديدة، لكن من أبرزها شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم له مع عدد من الصحابة رضوان الله عليهم بالجنة. حيث ورد عن عبد الرحمن بن حميد أنه سمع سعيد بن زيد يقول في مجلس قائلًا: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عشرةٌ في الجنة: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعلي وعثمان والزُبَيْر وطلحة وعبد الرحمن وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص). ثم سكت عن العاشر، فقال الناس: “ننشدك الله يا أبا الأعور، من هو العاشر؟” فقال: “نشدتُموني بالله، أبو الأعور في الجنة”.