لقد أرسل الله نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- برسالة الإسلام التي تهدف إلى تعزيز السلام والمحبة والمودة بين أفراد المجتمع، وتعني الانقياد التام لأوامر الله -عز وجل-. ورغم ذلك، واجه هذا الدين العديد من الأعداء الذين سعوا جاهدين لإيقافه ومنع انتشاره.
زيد بن حارثة: أول من أسلم من الموالي
- عندما أرسل الله نبيه بدين الإسلام، كان يوضح للمقربين منه مبادئ وتعاليم هذا الدين القيم.
- نظراً لهذا الشرح، آمن المقربون من النبي -صلى الله عليه وسلم- بما جاء به،
- واختاروا تصديق رسالته بسبب محبتهم الكبيرة له.
- فقد كانوا على دراية بأن الرسول هو الصادق الأمين الذي لا يكذب أبداً.
- أول من أسلم من الرجال كان سيدنا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-،
- وهو أقرب الأصدقاء للنبي وأعرفهم بأخلاقه الرفيعة.
- أما بالنسبة للنساء، فإن السيدة خديجة -رضي الله عنها- كانت أول من أسلمت، فهي زوجة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأم أولاده.
- تُعتبر السيدة خديجة الزوجة الأولى للنبي، وتزوجته وهو في الخامسة والعشرين من عمره، بينما كانت تكبره سناً بكثير.
- على الرغم من أنها لم تكن زوجته الأولى، إلا أنها أحبته حباً عظيماً، حتى أنها طلبت الزواج منه.
- أنجبت له ولدين هما القاسم وعبد الله، وثلاث بنات: رقية، وأم كلثوم، وفاطمة الزهراء.
- زيد بن حارثة كان أول من أسلم من الموالي، والمولى هو الشخص الذي كان عبداً ثم أعتق.
- أيضاً، كان علي بن أبي طالب هو أول من أسلم من الصبية،
- فهو ابن عم الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقد آمن به في سن مبكرة عندما كان في العشر سنوات.
- بعد ذلك، أسلم العديد من خيرة الصحابة من أشراف القوم، مثل:
- عبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله.
- بالإضافة إلى عثمان بن عفان، وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، وغيرهم ممن خلد التاريخ أسماؤهم.
نبذة عن زيد بن حارثة: أول من أسلم من الموالي
- زيد بن حارثة هو ابن حارثة بن شراحيل الكعبي، وينتمي إلى بني معن من طيء.
- اسم والدته هو سعدى بنت ثعلبة بن عامر، وكان يُطلق عليه زيد بن محمد
- لأنه نشأ تحت رعاية الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
- وقد نزل فيه قول الله تعالى:
- “ادعوهم لآبائهم هو أقسطُ عند الله فإن لم تعلموا آباءَهم فإخوانكم في الدين ومواليكم.
- وليس عليكم جناحٌ فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان اللهُ غفوراً رحيماً”.
- كان زيد في البداية من الرقيق، حيث أخذته والدته سعدى في زيارة إلى قومها.
- أثناء هذه الزيارة، هاجمتهم مجموعة من بني القين بن جسر، فتم اختطافه وبيعه كعبد في سوق عكاظ.
- اشترى حكيم بن حزام زيداً لعمته السيدة خديجة، وعندما تزوجت السيدة خديجة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهبته زيداً كهدية.
- عندما علم والده بذلك، غضب وطلب تحريره، فذهب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليطالب بذلك.
- فرد عليه النبي قائلاً: “إن له الخيار إن اختاركم فهو لكم بغير مقابل وإن اختارني فلست بتاركه”.
- بالطبع اختار زيد النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأحبه الرسول حباً شديداً وعامله وكأنه ابنه.
- كان زيد معروفاً بين الصحابة بعمق حبه للنبي، لأنه فضله على والده.
- تزوج زيد من زينب بنت جحش -رضي الله عنها- ثم طلقها، فتزوجها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك.
- في هذا الشأن نزل قول الله تعالى:
- “فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها.
- لكي لا يكون على المؤمنين حرجُ في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهنَّ وطراً وكان أمر الله مفعولاً.”
- استشهد زيد بن حارثة في غزوة مؤتة التي وقعت في السنة الثامنة من هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
يمكنكم أيضاً الاطلاع على:
قصة إسلام زيد بن حارثة
- من الطبيعي أن يتأثر الطفل الذي رباه الرسول -صلى الله عليه وسلم- به ويصدقه في كل أفعاله.
- عندما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم-
- يخرج في الصباح الباكر إلى الكعبة لأداء صلاة الضحى،
- كان زيد يراقبه برفقة علي بن أبي طالب.
- نتيجة لذلك، كان زيد أول من صدق النبي في دعوته وآمن به.
صفات زيد بن حارثة: أول من أسلم من الموالي
- كان زيد قصير القامة ووجهه أفطس، لكنه تميز بطيبة قلبه وصفائه وأخلاقه الحميدة.
- استحوذ زيد بن حارثة على كافة الصفات النبيلة التي جعلته من أبرز الرجال في تاريخ الإسلام.
- كما عُرف بالإخلاص الشديد،
- الذي جعله يرفض العودة إلى والده ويظل مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
- كان معروفاً بقوة إيمانه وصدق عقيدته،
- مما جعله من أوائل المؤمنين برسول الله، حيث كان يطيع أوامره بشكل تام.
- الشجاعة والتضحية في سبيل الله كانت من صفاته أيضاً،
- إذ كان النبي يمنحه الراية في الغزوات.
- شارك في عدة غزوات، منها غزوة بدر وغزوة مؤتة، التي استشهد فيها.
- وكان زيد يتمتع بالأمانة والصدق والكرم،
- وأيضاً حاملًا للعديد من الصفات النبيلة التي تربى عليها في كنف النبي -صلى الله عليه وسلم-.