ميلاد ابن سينا
وُلِد الفيلسوف العربي ابن سينا في منطقة أفشنة بالقرب من مدينة بخارى في عام 980 هـ. يُعرف باسم أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا، ويُطلق عليه لقب “ابن سينا” (بالإنجليزية: Avicenna). يُعتبر واحداً من أبرز الأطباء والفلاسفة والعلماء المسلمين الذين اشتهروا في العصور الوسطى. له العديد من المؤلفات في مجالات متنوعة، بما في ذلك الفلسفة والطب، حيث نال شهرة واسعة بفضل كتابه الشهير “الشفاء”، الذي يُعد موسوعة علمية وفلسفية شاملة. ومن بين أبرز أعماله في الطب كتاب “القانون في الطب”.
لمحة عن نشأة ابن سينا
تربى ابن سينا في بيئة علمية منذ طفولته، حيث كان والده حريصاً على تعليمه وتثقيفه منذ الصغر، مما جعله محباً للمعرفة والقراءة. درس تحت إشراف مجموعة من الأساتذة والمربين، وكان ذلك قبل أن يتجاوز سن العشرين. يُذكر أنه قام بقراءة مؤلف “إيساغوجي” لابن ابن الناتلي، بالإضافة إلى دراسة علم المنطق وإقليدس والمجسطي، حيث اكتشف العديد من الرموز والإشكاليات التي لم يتطرق لها الناتلي. في مجال الطب، تمكن ابن سينا من التعلم بسرعة، وبعد أن برع في هذا المجال، بدأ في معالجة مرضاه مجاناً دون أن يسعى للربح المادي، بل كان يهدف إلى فعل الخير ومساعدة المجتمع من خلال علمه. ومع بلوغه العشرين من عمره، بدأ ابن سينا في تأليف الكتب والكتابة في مجالات الفلسفة والطب.
وفاة ابن سينا
توفي ابن سينا في مدينة همذان عام 428 هـ الموافق 1037م، تاركاً وراءه إرثاً غنياً من العطاء والإبداع. أصبحت ابتكاراته ومؤلفاته مرجعاً يُعتمد عليه في العالم الغربي لتدريس الطب، وترك بصمة واضحة في تطور المعرفة والفكر. ولا يزال ذكره محل تقدير في قلوب الكثيرين؛ حيث يُظهر قبره في همذان مكانته التاريخية الرائعة، إذ يتردد إليه العديد من الزوار والسياح. تم تجديد القبر وتحويله إلى ضريح جميل مُزيّن بتصاميم مستوحاة من الطراز المغولي، كما تم إنشاء متحف ومكتبة بجوار ضريحه، مما جعله وجهة مميزة للعلماء والسياح والجمهور بشكل عام.