تاريخ اسم مدينة إربد القديم

التسميات القديمة لمدينة إربد

عُرفت مدينة إربد عبر الزمن بعدة أسماء، مثل “مدينة الأُقحوانة”، وذلك بسبب انتشار زهور الأقحوان في المنطقة. كما أطلق عليها الإغريق اسم “أرابيلا”. ومع دخول الإسلام والفتوحات الإسلامية، تغير اسم المدينة ليصبح إربد، وهو مشتق من “الرُّبدة”، الذي يعكس لون التربة الزراعية الحمراء وسواد الصخور البركانية المحيطة بها. يقال إن العبارة “اربدَّ وجهه” تعني احمرّ وجهه مع وجود سواد أثناء غضبه. بعض الروايات تشير إلى أن الاسم الحديث هو تعديل للاسم الروماني القديم “بيت إربل” (Beth Arbel)، وقد أشار ياقوت الحموي في معجم البلدان إلى أن الاسم كان يُنطق بالكسر (إربد) وبالفتح (أربد)، وقد ذكره العرب قديماً بالفتح والتسكين كـ”أرْبِد”.

لمحة عن مدينة إربد

تقع مدينة إربد، المعروفة بلقب “عروس الشمال”، في الجزء الشمالي من المملكة الأردنية الهاشمية، وهي مدينة آرامية قديمة شهدت تأسيس عدة حضارات تركت ورائها العديد من الآثار والمعالم التاريخية. تعد إربد اليوم ثاني أكبر مدينة في المملكة، وتحتوي على مجموعة من المصادر المائية التي تساهم في ري المحاصيل الزراعية، بما في ذلك نهر اليرموك وينابيع المياه. تتميز المدينة بجغرافيتها السهلة الخصبة، وتُعتبر مركزًا زراعيًا وصناعيًا مهمًا في الإقليم، واحتضنت العديد من الجامعات التي لعبت دورًا في تطوير المدينة، مثل جامعة اليرموك وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية. بلغ عدد سكانها حوالي 307,480 نسمة في عام 2019.

موقع مدينة إربد

تتواجد مدينة إربد جغرافياً في شمال الأردن، تحديداً على التلال الشمالية لجبال جلعاد، وتبعد حوالي 85 كم عن العاصمة عمّان. أما إحداثياتها الفلكية فتقع على خط طول 35.85 وخط عرض 32.56، وترتفع المدينة حوالي 570 م عن مستوى سطح البحر.

تاريخ مدينة إربد

شهدت مدينة إربد مرور عدة عصور تاريخية، وفيما يلي لمحة عن بعض هذه العصور:

العصر البرونزي

تشير الأبحاث الأثرية في معهد الآثار بجامعة اليرموك إلى وجود آثار تعود إلى الفترة البرونزية، الممتدة من 3000 قبل الميلاد إلى 1200 قبل الميلاد، كما تُظهر بعض الأدلة وجود مستوطنات بشرية قديمة. ومع ذلك، فإن بعض الظواهر الطبيعية مثل الزلازل والحرائق أثرت سلباً على تطور المنطقة خلال هذه الفترة.

العصر الهلنستي

تميزت الفترة الهلنستية بدمج الثقافة اليونانية مع الثقافة الشرقية في المنطقة. ووفقًا للدراسات التاريخية، قام الإسكندر الأكبر بإعادة بناء بعض المدن على الطراز الإغريقي، مثل طبقة فحل وتل الفخار. بعد وفاة الإسكندر، قامت فترة الحكم البطلمي بإعادة ترميم العديد من المدن الأخرى، واستمر التأثير اليوناني خاصة في مدن مثل البصلية وقويلبة.

العصر الروماني

استطاعت الإمبراطورية الرومانية السيطرة على إربد في فترة ضعف الدولة السلوقية. أثرت هذه الفترة بشكل إيجابي على المدينة من خلال المعالم التاريخية التي أُقيمت، وكذلك التحسينات، مثل حفر القنوات لتوفير المياه، وترميم المدن حسب الطراز الروماني. من أبرز إنجازات الحاكم بومبي كان تأسيس حلف الديكابولس، الذي ضم عددًا من مدن إربد.

العصر البيزنطي

انتشر في العصر البيزنطي الدين المسيحي، مما أدى إلى بناء العديد من الكنائس، لكن لم يستمر الوجود البيزنطي في المنطقة طويلاً بسبب الفتوحات الإسلامية.

العصر الإسلامي

شكّلت معركة اليرموك، تحت قيادة خالد بن الوليد، نقطة تحول في تاريخ إربد حيث أُدرجت تحت الحكم الإسلامي. لعبت المدينة دورًا محوريًا خلال هذا العصر بفضل موقعها الاستراتيجي.

العصر الأموي

شهدت إربد في العصر الأموي ازدهارًا اقتصاديًا، فقد كانت مركزًا لحركة قوافل الحج. ولكن، بعد وفاة الخليفة الأموي، تعرضت المدينة لزلزال مدمر وطاعون عمواس.

العصر العباسي

انتقلت المدينة إلى الحكم العباسي بعد سقوط الدولة الأموية، وتراجعت أهميتها مع انتقال الخلافة إلى دمشق وبغداد.

العصر الأيوبي

في العهد الأيوبي، كانت إربد مركزًا لعبور الجيوش الإسلامية، مما سهل تحركات الجيوش نحو حطين وبيت المقدس.

العصر المملكي

ازدهرت التجارة في إربد خلال العصر المملوكي، حيث أصبحت مركزًا لقوافل التجارة والاتصالات بين مصر وبلاد الشام.

العصر العثماني

شهدت المدينة في العصر العثماني تشييد العديد من المباني، مثل دار الحكومة والمساجد. في نهايات القرن التاسع عشر، كانت إربد مدينة صغيرة الحجم تعتمد على الزراعة وتربية المواشي.

العصر الحديث

تأسست إمارة شرق الأردن في عام 1921، وتولى الأمير عبدالله بن الحسين الحكم، مما أدى إلى تحويل إربد إلى مدينة حديثة وعصرية.

المواقع الأثرية والتاريخية في إربد

تحتضن إربد العديد من المواقع التاريخية التي تعكس الغنى الحضاري للمدينة، ومن أبرزها:

  • أم قيس: كانت تُعرف قديماً بجدارا، تقع على قمة تل بالقرب من إربد وتقدم إطلالات رائعة على وادي الأردن وبحر الجليل ومناطق أخرى.
  • طبقة فحل: تُعرف أيضًا باسم بيلا، حيث شهدت معركة هامة بين المسلمين والبيزنطيين، وتحتوي على العديد من الآثار المهمة.
  • كهف عيسى: يقع غرب أم قيس ويُعتقد أن النبي عيسى مكث فيه لتحرير شعبه من الوثنية.
  • المزار الشمالي: مزار ديني مهم يشير إلى النبي داوود.
  • مقام الصحابي أبي الدرداء: يقع شمال غرب إربد ويُعتبر من المواقع الدينية الهامة.

متاحف مدينة إربد

تحتوي المدينة على مجموعة من المتاحف التي تعكس تاريخها، منها:

  • دار السرايا: متحف مهم يجمع مجموعة من القطع الأثرية، وقد أُسس عام 1886.
  • بيت عرار: تصميمه مستوحى من الطراز الدمشقي ويحتوي على مخطوطات شعرية قيمة.
  • متحف التاريخ الطبيعي الأردني: يعرض تنوع الحياة البرية في الأردن.
  • متحف التراث الأردني: يقدم لمحة عن التطور الحضاري للبلاد.
  • متحف آثار إربد: يعود تاريخه إلى الستينات ويحتوي على مقتنيات أثرية من مراحل تاريخية مختلفة.
  • متحف أم قيس: يقع في منزل أثري تم ترميمه ويعرض تاريخ المدينة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش

*حلف الديكابولس: اتحاد لعدة مدن في بلاد الشام تم تأسيسه في العصر اليوناني بغرض الحماية المتبادلة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *