مدينة الرياض
تعتبر مدينة الرياض، ومطقة الرياض بشكل عام، واحدة من أهم المناطق في المملكة العربية السعودية. تعد الرياض العاصمة الوطنية ومركز الحكومة، وتتألف من عددٍ من المحافظات، منها: الخرج، والدرعية، وعفيف، والزلفي، والسليل، والدوادمي، وضرما، ورماح، والمزاحمية، وحريملاء، وثادق، والغاط، والحريق. شهدت مدينة الرياض تحولًا جذريًا منذ نشأتها كمستوطنة محصورة بأسوار، لتصبح اليوم مدينة حديثة مترامية الأطراف، تمتد على مساحة تقارب 1782 كيلومتر مربع، مما يوازي حوالي ثلاثة أضعاف مساحة البحرين أو سنغافورة.
موقع مدينة الرياض
تقع مدينة الرياض في المنطقة الشرقية من هضبة الجزيرة العربية، والمعروفة بهضبة نجد، التي تمتد من جبال السروات في منطقتي الحجاز وعسير، وصولاً إلى الأراضي الرسوبية المنخفضة في الغرب. تتدرج المدينة نحو الشرق صوب منطقة المياه الضحلة في الخليج العربي ورمال الربع الخالي. وتحاط مدينة الرياض بعدد من المناطق السعودية من جميع الاتجاهات؛ حيث تحدها من الجنوب منطقة نجران، ومن الشرق المنطقة الشرقية، ومن الغرب المنطقة الغربية، ومن الشمال منطقة القصيم، مما يجعلها المركز الإداري لمدينة الرياض، وتعتبر أكبر المناطق في المملكة بعد الشرقية. ترتبط المنطقة الشرقية بالمدينة من خلال أطول حدود، ويصل طول حدودها مع المناطق الأخرى مثل مكة والقصيم ونجران وعسير حوالي 1000 كم.
يلعب الموقع الاستراتيجي للرياض دورًا بارزًا في تعزيز النمو الاقتصادي والتنوع الحضاري؛ حيث تقع المدينة في قلب الجزيرة العربية التي تتوسط منطقة التقاء ثلاث قارات هي: آسيا وأفريقيا وأوروبا. تمثل الرياض نقطة محورية لشواطئ أربعة بحار، مما يجعلها طريقاً تاريخيًا لهجرة الإنسان وتجارة التبادل، بالإضافة إلى أنها كانت طريقًا للحجاج. علاوة على ذلك، تسهم الظروف المناخية القارية شبه الصحراوية في تحديد بيئة المدينة، حيث تقع على بعد حوالي 100 كيلومتر شمال خط الاستواء، عند ارتفاع يناهز 600 متر فوق مستوى سطح البحر، على بعد 350 كيلومترًا عن الخليج العربي و1000 كيلومتر عن بحر العرب عبر الربع الخالي.
في العصر الحالي، ساهم الموقع الاستراتيجي بشكل كبير في تحفيز النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات المحلية والدولية إلى الرياض، إذ يمكن الوصول إليها جويًا في غضون ساعتين من جميع دول الجزيرة العربية، وتبعد about 6 ساعات بالطائرة عن نصف سكان العالم، مما يجعلها وجهة جاذبة للاستثمارات المتنوعة.
سكان مدينة الرياض
تُعد مدينة الرياض الأكبر من حيث عدد السكان في المملكة العربية السعودية، حيث بلغ عدد السكان وفق إحصاءات عام 2010 حوالي 5.3 مليون نسمة، مما يمثل نحو 23% من إجمالي سكان المملكة. شهد النمو السكاني في المدينة ارتفاعًا ملحوظًا في الربع الأخير من القرن العشرين، بمعدل نمو يقدر بحوالي 8% سنويًا. بين عامي 1978 و2000، ارتفع عدد السكان من حوالي 760 ألف إلى ما يقارب 3.8 مليون نسمة. إلا أن معدل الزيادة في الفترة ما بين 2005 و2010 انخفض إلى حوالي 4.2%، ورغم ذلك تظل هذه الأرقام مرتفعة مقارنةً بمعدلات النمو السكاني في مدن أخرى بالعالم. وفقًا للتوقعات، من المرجح أن يصل عدد سكان الرياض بحلول نهاية الربع الأول من القرن الحالي إلى نحو 7.4 مليون نسمة، ويرجع ذلك إلى زيادة الهجرة الداخلية والوصول للعمالة الوافدة بالإضافة إلى التوسع الجغرافي والنمو الطبيعي للسكان (زيادة المواليد ونقص الوفيات).
المراحل الأساسية لتطور مدينة الرياض
مرت مدينة الرياض بعدة مراحل رئيسية قبل أن تصبح المدينة العصرية المتطورة التي نعرفها اليوم، وهذه المراحل تشمل:
- المرحلة الأولى (1902-1950م): اتسمت هذه المرحلة بنمو سكاني ضعيف، حيث بلغ عدد سكان الرياض في عام 1950م حوالي 83 ألف نسمة، مع مساحة عمرانية تقدر بحوالي 4 كيلومتر مربع وكثافة سكانية بلغت 21 ألف نسمة لكل كيلومتر مربع.
- المرحلة الثانية (1951-1975م): خلال هذه المرحلة، تم إزالة سور المدينة وتنفيذ مشاريع حيوية عديدة، وزاد عدد السكان إلى حوالي 666 ألف نسمة مع مساحة عمرانية وصلت إلى 64 كيلومتر مربع، وكثافة سكانية قدرت بـ10 آلاف نسمة لكل كيلومتر مربع.
- المرحلة الثالثة (1976-1991م): شهدت المدينة خلال هذه المرحلة طفرة نوعية في النمو العمراني وتحسين المستوى الاقتصادي، وذلك نتيجة لزيادة إنتاج النفط وصرف الحكومة للأموال في مشاريع التنمية. وفي نهاية هذه المرحلة، بلغ عدد سكان الرياض حوالي 2.8 مليون نسمة ضمن مساحة عمرانية تقدر بـ600 كيلومتر مربع، وكثافة سكانية تقدر بـ4666 نسمة لكل كيلومتر مربع.
- المرحلة الرابعة (1992-2010م): خلال هذا الوقت، شهدت المدينة تطورًا ملحوظًا على الصعيدين العمراني والسكاني، وزادت المنشآت السكنية والمؤسسات الحكومية، إلى جانب إنشاء مطار الملك خالد الدولي وشبكة من السكك الحديدية التي تربط العاصمة بالموانئ والمناطق الصناعية. بلغت مساحة المدينة مع نهاية هذه المرحلة حوالي 1249 كيلومتر مربع، بزيادة مقدارها 206 كيلومتر مربع مقارنة بعام 2005، مما نجم عن التوسع نحو الأطراف وخصوصًا إلى شمال المدينة.