أنواع القروض المتاحة للجمهور

القروض العامة

تصنف أحكام القروض ضمن أحكام التبرعات في الفقه الإسلامي، حيث يُعتبر القرض شكلاً من أشكال التبرع الذي يقدمه المسلم لمساعدة أخيه المسلم. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “ما مِن مُسلِمٍ يُقرِضُ مسلمًا قرضًا مرَّتينِ إلَّا كانَ كصدقتِها مرَّةً”.

مع تزايد استخدام الناس للقروض واختلاف معتقداتهم وأنماط حياتهم، تعددت أشكال وأنواع القروض، منها ما يعتبر محرماً ومنها ما هو جائز. وتختلف أنواع القروض وفقاً لمعايير معينة، حيث إنَّ لكل معيار خصائصه. سنتناول في ما يلي تصنيف أنواع القروض بناءً على اعتبارات مختلفة.

أنواع القروض

أنواع القروض من حيث الحكم الشرعي

تنقسم القروض إلى نوعين حسب الحكم الشرعي، وهما:

  • أولاً: القرض الجائز، وهو القرض الذي يحصل عليه الفرد من جهة أخرى بغرض الاستعانة، ويكون سداد هذا القرض وفقاً لما تم الاتفاق عليه، دون أي زيادة أو نقصان. يُعرف هذا النوع بالقرض الحسن.
  • ثانياً: القرض المحرم، وهو القرض الذي يتضمن عناصر من التحريم، مثل القرض الربوي الذي ينقسم إلى نوعين: قرض ربا الفضل، الذي يتمثل في اقتراض (100) دينار واسترداد (115) دينار، وقرض ربا النسيئة، حيث يُقرض (100) دينار ويستردها بعد فترة معينة، ولكن مع توفر النية لتحقيق الربح من الزمن بدلاً من صالح التعاون.

يكمن الاختلاف بين القرض الحسن والقرض المحرم في النية فقط؛ إذ يكون القرض الحسن نابعًا من نية الإرفاق، بينما يكون الهدف من القرض المحرم الكسب من خلال البيع أو التجارة، مما يميز بينهما بشكل دقيق.

أنواع القروض بحسب فترة السداد

تصنف القروض بحسب وقت السداد إلى فئتين كما يلي:

  • أولاً: القروض ذات الأجل المحدد، حيث يتم تحديد موعد سداد القرض بشكل واضح، ويُحدد المقترض وقتًا معينًا لسداد المبلغ المقترض.
  • ثانياً: القروض غير محددة الأجل، التي لا يُحدد فيها موعد السداد، حيث يُمكن للمقترض استخدام المال دون قيود زمنية.

أنواع القروض وفقًا لموثوقيتها

تنقسم القروض بناءً على معيار التوثيق إلى نوعين:

  • أولاً: القروض الموثقة، حيث يقوم الدائن بتوثيق الدين من خلال رهن يُقدم من المدين، أو من خلال تقديم كفيل يتعهد بتسديد الدين في حالة تقصير المدين.
  • ثانياً: القروض غير الموثقة، وهي القروض التي تفتقر إلى أي نوع من التوثيق سواء كان برهن أو كفالة.

أنواع القروض وفقًا لإمكانية السداد

يتم تقسيم القروض أيضًا وفقًا لإمكانية السداد إلى نوعين:

  • أولاً: قروض مرجوة السداد، حيث يكون لدى المقرض توقع بأن المدين سيسدد دينه في الموعد المحدد أو بالفترة المتفق عليها.
  • ثانياً: قروض غير مرجوة السداد، التي يُعتقد فيها أن المدين لن يكون قادرًا على سداد الدين بسبب عجزه أو إنكاره.

توجد أنواع أخرى من القروض، مثل القروض الإنتاجية الخاصة بالاستثمار أو الاستهلاك، وذلك وفقًا للهدف من القرض. كما توجد مسميات وأشكال متنوعة للقروض، لاسيما القروض البنكية الحديثة التي يصعب حصرها في مقال واحد.

قد يجتمع في القرض الواحد عدة خصائص مما تم ذكره سابقًا، فعلى سبيل المثال القرض الحسن الذي هو محدد الأجل وموثق برهن ومرجو الأداء. ومع اختلاف أنواع القروض، يتوجب اعتبار الأحكام المرتبطة بكل نوع، مثل أحكام الزكاة والإعسار والمقاصة. ومن المستحب توثيق الديون، كما أوصى بذلك الله -تعالى- في قوله: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ”.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *