تُعتبر اللغة العربية من اللغات الغنية بالمعاني والمرادفات المتعددة، وتتميز بنظام نحوي معقد يُساهم في إضفاء جمال خاص عليها.
كل حرف في اللغة العربية يحمل دلالة معينة، وكان مثالاً على ذلك هو حرف اللام، الذي سنتعرف عليه في هذا المقال، حيث سنوضح الفروق بين لام التعليل ولام الجحود.
تعريف لام التعليل
- لام التعليل تشير إلى حرف اللام الذي يأتي بشكل مكسور، مما يجعلها تدل على التعليل وعادة ما تُستخدم كمعادل لكلمة (كي) في الجملة.
- يمكن أن تحضر لام التعليل ضمن الجملة الفعلية، ويليها مباشرة فعل مضارع منصوب، كما في جملة (أجتهد لأنجح).
- هنا تتضح العلاقة بين الاجتهاد والنجاح، حيث تعطي معنى “أجتهد كي تنجح”.
- الفعل الذي يأتي بعد لام التعليل هو فعل مضارع منصوب بالفتحة، وتكون لام التعليل في موقع إعرابي مجرور بالكسرة.
تعريف لام الجحود
- لام الجحود تُستخدم كأداة تشير إلى الإنكار أو النفي في المعنى العام للجملة، فهي تدخل في صياغة الجملة الفعلية لتعبر عن النفي.
- توجد في موضع الجملة مباشرة قبل الفعل المضارع، وتكون في موقع إعرابي مجرور بالكسرة، تمامًا مثل لام الأمر.
- تتبعها أيضًا فعل مضارع منصوب، كما في المثال: (ما كان العاقل ليصدق الخرافات)، حيث يدخل النفي على الجملة ولام الجحود تؤكد نفي الفعل المضارع.
تعريف لام الأمر
- تظهر لام الأمر عادة في سياقات تطلبية، حيث تعبّر عن رغبتك في أن يقوم شخص معين بعمل شيء محدد.
- تكون في موضع إعرابي مجرور وتظهر كالكسرة، كما في المثال (لتذاكر يا محمد)، حيث تعبر عن طلب ملح للجد والاجتهاد.
- إذا وُجدت في منتصف الجملة، أو لم يسبقها أي حرف، على سبيل المثال: (وليكن ما يكون)، تكون ساكنة وتجبر الفعل المضارع على أن يُجزَم بعدها.
تعريف لام التوكيد
- تمثل لام التوكيد وجود تأكيد واضح، وتكون في موضع إعرابي مفتوح.
- بخلاف لام الأمر ولام التعليل ولام الجحود، التي تظل مجرورة.
- لا تؤثر بأي شكل على الفعل المضارع الذي يأتي بعدها، كما نرى في جملة (إن التاريخ ليعيد نفسه).
- يمكننا حذف اللام دون التأثير على معنى الجملة أو إعرابها، حيث تظل فقط دليلاً على التأكيد.
أنواع أخرى من اللام في اللغة العربية
توجد أنواع متنوعة من اللام في اللغة العربية يجب أن نتعرف عليها، وأهمها:
لام الجر
- تشير لام الجر إلى التخصيص، كما يتضح في مثال قوله تعالى: (للذين يؤلون من نسائهم).
لام التفضيل
- تُفضل اسمًا على الآخر، مثل: (لزيد أفضل من عمر).
لام داخلة
- تدخل على كلمة إن وتدخل على اسمها، كما في قوله تعالى: (إن ربكم لبالمرصاد).
لام واقعة
- تستخدم في رد كلمتي (لولا)، كما في قوله تعالى: (لولا من الله علينا لخسف بنا).
- تظهر في لام القسم، مثل قوله تعالى: (إن سعيكم لشتى).
لام التعريف
- تدخل على الاسم النكرة وتمنحه صفة التعريف، كما أن الشمس تتحول من كلمة “شمس” إلى “الشمس” بعد دخولها عليها.
لام الشمسية
- هي لام تُكتب ولكن لا تُنطق بوضوح، وغالبًا ما تكون الحروف التي تليها مشددة.
- مثل كلمة “الشمس”، حيث كتبناها لكن لم تظهر لام واضحة في النطق.
لام القمرية
- هي لام تُنطق عند الكتابة بوضوح، وعادةً ما تأتي بعدها حروف غير مشددة.
- تكون دائمًا ساكنة، كما لو كانت “القمر” التي تُكتب وتُقرأ بوضوح.
الفرق بين لام التعليل ولام الجحود
توجد فروقات واضحة بين لام التعليل ولام الجحود يجب علينا التعرف عليها:
- عمومًا، تتصل لام التعليل مباشرة بالفعل المضارع وتعمل على نصبه، مما يستلزم أن يكون معنى ما قبلها مرتبطًا بما يليها.
- كما يتضح في قول الله في القرآن الكريم: “إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا، ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر”.
- أما لام الجحود، تسبقها أداة نفي مثل “ما كان” أو “ما لم يكن”، حيث تساهم في نفي الجملة وتستخدم لنصب الفعل المضارع المتصل بها.
- مثل قوله تعالى: “وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون”.
سبب تسمية لام الجحود
- اتفق العلماء على أن لام الجحود سُمّيت بهذا الاسم لأنها تُستخدم لنفي وإنكار ما يأتي بعدها بشكل واضح.
سبب تسمية لام التعليل
- لام التعليل تأتي قبل الفعل المضارع لتوضيح سبب حدوث الفعل وتربطه بالحدث السابق عليه.
شروط عمل لام الجحود
توجد شروط يجب استيفاؤها في لام الجحود لكي تؤدي عملها بشكل صحيح:
- يجب أن تكون لام الجحود مسبوقة بأفعال الناسخة مثل “كان” و”يكن” و”يكون”.
- يجب أن تسبق هذه الأفعال إما لام النافية أو ما النافية، مثل “ما كان” أو “لم يكن”.
- ينبغي أن يتبع الفعل الناسخ على الفور أي من الأسماء الظاهرة، ويُمنع أن يظهر بصيغة ضمير، سواء كان ظاهرًا أو مستترًا.
طريقة إعراب لام التعليل
- يتطلب إعراب لام التعليل أن تكون مجرورة بالكسرة، ويكون الفعل المضارع الذي يليها منصوبًا بالفتحة.
- عند إعراب هذا الفعل، يُعتبر فعلًا مضارعًا منصوبًا بلام التعليل وعلامة نصبه تكون الفتحة.
طريقة إعراب لام الجحود
- تظهر لام الجحود كحرف جر مجرور بالكسرة، بينما يكون إعرابها كما يلي: حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.
- الفعل المضارع الذي يليها يكون منصوبًا، مرتبطًا بالفعل الناسخ (كان، يكن).