الغدة الدرقية
تعتبر الغدة الدرقية من أبرز الغدد في جسم الإنسان، وتقع تحديدًا أسفل الرقبة على شكل فراشة. وهي تعد واحدة من الغدد الصماء الكبيرة، حيث تلعب دوراً حيوياً في تنظيم العمليات الغذائية قبل الهضم عن طريق إفراز هرمونات تساهم في تزويد الجسم بالنشاط والطاقة. كما أنها تنظم مستويات الإنسولين في الدم، وتعمل كنظام تحكم فعال لجميع الوظائف الحيوية في الجسم. وتجدر الإشارة إلى أن الغدة الدرقية قد تتعرض لعدة مشكلات تتطلب استئصالها، مثل تغيير مستويات هرمونات الجسم، أو الإصابة بالأورام، أو نوبات ضيق التنفس الحادة، أو ظروف صحية أخرى تستدعي إزالتها بشكل عاجل.
إزالة الغدة الدرقية
تؤثر إفرازات الغدة الدرقية وهرموناتها على تفاعلات كيمياء الدماغ، مما يلعب دورًا مهمًا في شعور الإنسان بالجوع والشبع وزيادة الشهية. حيث تقوم الغدة بإفراز هرمون السيروتونين، وهو ما يؤثر على رغبات الفرد في تناول الطعام. وفي حالة حدوث خلل خارج عن السيطرة في مستويات هرمونات الغدة الدرقية، قد يكون استئصالها ضروريًا بعد محاولات فاشلة لفقدان الوزن. إذ تُعتبر الغدة مركزًا للتحكم في وزن الجسم ونشاط الإنسان، وعندما يحدث اضطراب كبير في إفرازاتها، قد يصبح فقدان الوزن مهمة شبه مستحيلة حتى مع ممارسة التمارين الرياضية. فالجسم في تلك الحالة يشهد تباطؤًا في عمليات الأيض، مما يؤدي إلى شعور بالخمول والاكتئاب وزيادة الوزن مجددًا. تؤثر إفرازات الغدة أيضًا على مستويات الإنسولين في الدم، مما يعكس التحكم في مستوى السكر. عندما تفشل الغدة في أداء وظيفتها، قد يؤدي ذلك إلى استهلاك كميات أكبر من النشويات والسكريات، مما يسهم في زيادة الوزن بشكل ملحوظ.
إزالة الغدة الدرقية وزيادة الوزن
تلعب الغدة الدرقية دورًا رئيسيًا في العديد من حالات السمنة المفرطة، لأنها مسؤولة عن تنظيم العمليات الغذائية والنشاط البدني في الجسم. يمكن معالجة بعض الحالات في المرحلة الأولى باستخدام اليود المشع لتقليل إفراز هرمونات الثايروكسين المسؤولة عن الشعور بالجوع والشبع. ومع ذلك، إذا فشلت هذه الأساليب أو شعر المريض بصعوبة في التنفس، يُفضل الانتقال إلى الخيار الجراحي لإزالة الغدة الدرقية كليًا أو جزئيًا وفق تقدير الطبيب بناءً على حالة المريض، مثل وجود ورم سرطاني أو مشاكل في التنفس أو سمنة مفرطة لا تستجيب للعلاج. على الرغم من أن الاستئصال يعتبر حلاً سريعًا للتخلص من النحافة والمشكلات المرتبطة بها، إلا أنه قد يرافقه عدة مضاعفات مثل النزيف، الالتهابات، سهولة الإصابة بالعدوى، بحة في الصوت، صعوبة في بلع اللعاب، وزيادة إفراز هرمونات غدد أخرى في الجسم، مما يؤدي إلى نقص الكالسيوم في الدم، والحاجة إلى هرمونات بديلة.