احفظ الله يحفظك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (احفظْ مني يا غلامُ: احفظِ اللهَ يحفظْك احفظِ اللهَ تجدْهُ تِجاهَك. إذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعنتَ فاستعنْ باللهِ. رُفعتِ الأقلامُ وجَفتِ الصحفُ، والذي نفسي بيدِه لو جَهِدتِ الأمَّةُ لِيضرُّوك بغيرِ ما كتبَ اللهُ لك ما قدَرتْ عليه أو ما استطاعتْ) [رواه الترمذي]. يُظهر هذا الحديث قيمة عظيمة للأمة الإسلامية في كيفية تحقيق القوة والتمكين على الأرض ومواجهة التحديات، وذلك من خلال حفظ الله سبحانه وتعالى، والذي سنستعرض تفاصيله في هذا المقال.
تفسير حديث احفظ الله يحفظك
احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك
في بداية الحديث، يوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم النقاط الأساسية بعبارة “احفظ الله يحفظك”، ويُفهم من هذه العبارة أن حفظ الله تعالى يتحقق من خلال الالتزام بأوامره والقيام بما يرضيه والابتعاد عن نواهيه. بالمقابل، يمنح الله الحماية لعباده. ويجدر بالذكر أن حفظ الله يأتي على نوعين:
- حفظ العبد في الدنيا: ويتعلق بحماية الله للعبد في جوانب حياته كماله وأسرته وصحته ومسكنه. حيث يُعيّن الله ملائكة لرعاية عباده وحمايتهم من الأذى. فقد نجا إبراهيم عليه السلام من النار، وموسى عليه السلام من الغرق، كما يُعلمنا أن حفظ الله يشمل ذريته بعد وفاته، كما في قوله تعالى في سورة الكهف: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) [الكهف:82].
- حفظ العبد في الدين: حيث تعهد الله بحماية عباده من الانزلاق إلى الشهوات والمعاصي، كما حدث عندما حمى يوسف عليه السلام من فتنة امرأة العزيز، مما يؤدي إلى فوز العبد بجنات الخلد يوم القيامة.
إذا سألت فاسأل الله
يُعتبر الدعاء والطلب من الله سبحانه وتعالى من أبرز مظاهر العبودية والخضوع للخالق. فالدعاء عبادة كما ورد في الأحاديث النبوية، وطرح الأسئلة على الله يعني الامتناع عن سؤال الآخرين والحفاظ على كرامة النفس، وقد قام نبينا الكريم ببيعته على الصحابة الكرام بترك سؤال الناس حتى في أبسط الأمور.
إذا استعنت فاستعن بالله
هذا يدل على أهمية اعتماد الإنسان على الله وحده للتوجه طلبًا للمساعدة. لأن حاجة الإنسان لا يمكن لأحد تلبيتها سواه، فقادر الأرض والسماء هو الله سبحانه وتعالى. لذا فإن من يعينه الله لن يُهجر، ومن خذله الله فلن يقف معه أحد.
من المهم أن نعلم أن اعتماد العبد على خالقه يعزز إيمانه بالقضاء والقدر، مما يعزز ثقة الإنسان بنفسه وبالله، ويجعل منه شخصًا غير خائف من مكائد الأعداء.
