الجار في الإسلام وحقوقه المهمة

حقوق الجار في الإسلام

من الحقوق الأساسية التي يجب على المسلم الالتزام بها هو حق الإحسان إلى جاره، بغض النظر عن وضعه. فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره”. وقد أولت الشريعة الإسلامية أهمية خاصة لعلاقة الجوار، وفي هذا المقال سنستعرض حقوق الجيران وفقًا لما حددته الشريعة، ونعرض الأنواع المختلفة لهذه الحقوق كما يلي:

الجار الذي له ثلاثة حقوق

يشمل هذا الجار الذي لديك معه صلة قرابة وهو مسلم، حيث تترتب عليه ثلاثة حقوق: حق الجوار، حق الإسلام، وحق صلة الرحم. قال -تعالى-: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى”. تشير هذه الآية إلى أهمية العناية بالجار القريب لما له من حقوق عظيمة بسبب تجتمع الحقوق فيه.

الجار الذي له حقان

يشمل هذا الجار المسلم الذي ليس بينك وبينه قرابة. وتشتمل حقوقه عليك على حق الإسلام وحق الجوار. ومن الحقوق المتعددة التي نص عليها الإسلام هي حقوق المسلم على المسلم، ومنها ما رواه أبو هريرة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “حَقُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلَامِ، وَعِيَادَةُ المَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الجَنَائِزِ، وَإجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَتَشْمِيتُ العَاطِسِ”. وتبقى هذه الحقوق مستحبة ولا تجب؛ لما لها من فوائد جليلة في نشر الخير والمحبة بين المسلمين.

الجار الذي له حق واحد

يقصد بالجار الذي ليس بينك وبينه صلة قرابة ولا يُعتبر مسلمًا. في هذه الحالة، يكون حقه عليك هو حق الجوار فقط. فقد قال -تعالى-: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ”. وفي هذا السياق، يشير الجار بالجنب إلى الجار غير المسلم، ومع ذلك، يؤكد ديننا الكريم على ضرورة الإحسان له ورعاية حقوقه كجار.

يمثل هذا الحق للجار غير المسلم دليلاً على تسامح المسلم وسلوكياته الأخلاقية، إذا ما التزم بتعاليم الله وآياته؛ إذ تحرص الشريعة الإسلامية على حماية أمن المجتمعات وتعزيز العلاقات بين الأفراد، لمنع حدوث العداوات التي قد تضر بالمجتمع وأفراده.

حرمة إيذاء الجار

تتنبه العديد من نصوص الشريعة الإسلامية والسنة النبوية إلى التحذير من إيذاء الجار أو التعرض له بأي شكل من الأشكال التي قد تلحق الضرر به أو بأسرته. فقد اعتبرت الشريعة الإحسان إلى الجار علامة من علامات إيمان الشخص، لذا يجب على المسلم أن يتعامل مع جاره بالإحسان ويقدم له كل معروف.

وإذا لم يجد منه ذلك الإحسان، فعليه أن يكف أذاه عنه وأن يسلم من شره. وإذا واجه ما يزعجه من جاره، فعليه أن يتحلى بالصبر وأن يدعو الله للإصلاح فيما بينهما. وقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ بالله من جار السوء، حيث أن الجار يكون دائمًا قريبًا منك، وإن كان سيئًا، فسيؤثر سلبًا على راحتك في الحياة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *