موقع قبر السيدة حواء
يُعد قبر السيدة حواء من المواقع التي يصعب تحديدها بدقة؛ حيث لا يوجد دليل قاطع مثبت من القرآن الكريم أو السنة النبوية يُشير إلى مكان قبر السيدة حواء أو قبر سيدنا آدم -عليه السلام-. المعلومات المتاحة في كتب السير تأتي في إطار الأخبار التي لا يمكن التحقق من صحتها بشكل قاطع.
في كتابه “العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين”، أشار التقي الفاسي إلى قول ابن عباس -رضي الله عنه- الذي يُفيد بأن قبر السيدة حواء يقع في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية. كما ذكر ابن جبير أنه يوجد موضع يحتوي على قبة كبيرة يُعتقد أنه منزل السيدة حواء، حيث نزلت إلى الأرض وتوفيت هناك.
كما أشار محمد علي مغربي في كتابه “أعلام الحجاز في القرن الرابع عشر للهجرة” إلى أن قبر السيدة حواء يقع في الناحية الشرقية، على الجانب الأيمن للقادم من مكة إلى جدة، مع وجود قبة كبيرة تُشكل مركز المكان، وممر طويل يمتد أمامها وخلفها.
فيما يتعلق بطول القبر، وصف الخضراوي قبر السيدة حواء بأنه يمتد لثلاثمئة ذراع، وهو طول يبدو مبالغًا فيه. وعند دخول القبر، يمر الشخص بممر طويل يحيط بالقبر، حيث تتواجد قبة كبيرة فوقه، والتي تقع في وسط جسد السيدة حواء.
تعريف السيدة حواء
أمنا حواء خلقها الله -تعالى- من ضلع سيدنا آدم -عليه السلام-، وسُمّيت حواء لأن أصلها من حيّ، فقد خُلِقت من سيدنا آدم بينما كان نائمًا، وعندما استيقظ وجدها بجانبه فشعر بالأنس بها.
قال -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)؛ حيث خلق الله -تعالى- آدم وخلق زوجته من ضلعه، وأنشأ بينهما الحب والرحمة.
قصة نزول آدم وحواء إلى الأرض
أقام الله -تعالى- آدم وحواء في الجنة، ونهاهما عن الأكل من شجرة معينة أشار إليها، حيث قال -تعالى-: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ).
إلا أن إبليس وسوس إلى آدم وحواء، مُشيرًا إلى إمكانية الخلود في الجنة إذا أكلا من تلك الشجرة. وبالفعل، أكلا منها، وظهرت لهما سوءاتهما، مما أدى إلى إخراجهما من الجنة وإنزالهما إلى الأرض.
قال -تعالى-: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ* فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).
يُقال إن آدم -عليه السلام- نزل في الهند، بينما نزلت السيدة حواء في منطقة جدة بالمملكة العربية السعودية. وتاب النبي آدم -عليه السلام- توبة صادقة إلى الله -تعالى-، وتقبل الله توبته بقبول حسن.