موقع مسجد عمر بن الخطاب
يُعتبر مسجد عمر بن الخطّاب من المعالم الإسلامية البارزة في فلسطين، حيث يقع في مدينة القدس الشريف. يُعد هذا المسجد صغير الحجم، إذ بُني في المكان الذي صلّى فيه الخليفة عمر بن الخطاب أمام كنيسة القيامة، الواقعة في البلدة القديمة بالقدس. يشتمل المسجد على مدخل يقوم بخدمة كل من المسجد وكنيسة القيامة، ويقع في الجهة الشرقية من الكنيسة، بينما تصل الطريق الحالية التي تؤدي إلى المسجد من سوق يُعرف بسوق الدباغة.
تاريخ بناء المسجد
تم فتح بيت المقدس في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في السنة الخامسة عشر من الهجرة، بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح بعد حصاره لمنطقة إيليا. ولكن بطريرك القدس أصر على تسليم مفاتيح المدينة للخليفة عمر بن الخطاب شخصياً.
عندما وصل عمر بن الخطاب إلى القدس، لم يدخلها كقائد متغطرس، بل سار على قدميه، حيث كان يتناوب مع خادمه على استخدام الدابة في الطريق. وعند وصوله، كان دوره في السير، لذا استمر في المشي ولم يقبل تغيير الأدوار.
بعد استلامه مفاتيح المدينة، صلّى ركعتين شكرًا لله تعالى على هذا الفتح في ساحات بيت المقدس، وليس في قبة الصخرة. تلبيةً لرغبته، بُني مسجد في المكان الذي قام فيه عمر بالصلاة، وسُمي باسمه، بعد ذلك كتب وثيقة صلح وضعت شروطًا تنظم بقاء أهل القدس، وهي العهدة العمرية المعروفة.
أسباب رفض عمر بن الخطاب للصلاة في كنيسة القيامة
رفض عمر بن الخطاب أن يُصلّي في كنيسة القيامة عند دخوله القدس فاتحًا، بل اختار أن يصلي بجانبها في الموقع الذي أصبح يعرف الآن بمسجده. وعند استفسار القديس له عن ذلك، أوضح عمر الأسباب التالية:
- خشية عمر على أن يعتقد المسلمون أن الصلاة في الكنيسة تعني ملكيتها للمسلمين، مما قد يؤدي إلى حرمان النصارى منها.
- خوفه من أن تتحوّل هذه الصلاة إلى عادة، مما قد يسهل على المسلمين التوجه للصلاة في الكنائس.
وصف مسجد عمر بن الخطاب
تم بناء مسجد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- من الخشب، وأخذ شكل المربع، حيث تم تصميمه باستخدام أعمدة وبقايا جذوع الأشجار. على الرغم من أن حجمه ليس كبيرًا مقارنةً بمسجد الصخرة، إلا أنه يتسع لنحو ثلاثة آلاف مصلٍّ.