إعراب أنواع النواسخ التي تدل على الفعل

ما هو إعراب النواسخ الفعلية؟

تعرّف النواسخ في اللغة بأنها ألفاظ تُدخل على الجملة الاسمية، مما يغيّر حكمها إلى حكم آخر. تشمل النواسخ بعض الأفعال التي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر، وأخرى تنصب المبتدأ والخبر، بالإضافة إلى الحروف التي تنصب المبتدأ وترفع الخبر. ومن ثم، فإن النواسخ يمكن تصنيفها إلى قسمين: أفعال وحروف. الأفعال تشمل كان وأخواتها، وأفعال المقاربة، والرجاء، والشروع، بالإضافة إلى ظن وأخواتها. وفيما يلي توضيح لإعراب كل نوع:

إعراب كان وأخواتها

تُعتبر هذه الأفعال نواسخ ناقصة، حيث تتكون من ثلاثة عشر فعلاً هي: (كان، ظل، بات، أصبح، أضحى، أمسى، صار، ليس، زال، برح، فتئ، انفك، دام). تدخل “كان” وأخواتها على المبتدأ لترفعه، ويطلق عليه اسمها، وعلى الخبر لتنصبه، ويطلق عليه خبرها. يمكن تقسيمها من حيث عملها إلى:

  • أفعال تعمل دون شرط

وهذه تشمل الأفعال الثمانية: “كانَ، أمسى، أصبحَ، أضحى، ظَلَّ، باتَ، صارَ، ليس”، كمثال:

كان المسجدُ مزدحمًا

كان: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره.

المسجدُ: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

مزدحمًا: خبر كان منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

  • أفعال يشترط في عملها أن تكون مسبوقة بأداة نهي، أو استفهام، أو نفي

وهذه تشمل أربعة أفعال: “زالَ، انفكَّ، فتئ، بَرَحَ”، كمثال:

ما فتئ الظلامُ منتشرًا

ما فتئ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره.

الظلامُ: اسم ما فتئ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

منتشرًا: خبر ما فتئ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

  • ما يشترط في عمله أن تسبقه “ما” المصدرية الظرفية

وهذا يتضمن فعلًا واحدًا: دام، مثل:

{وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا}

ما دمتُ: فعل ماضٍ ناقص مبني على السكون لاتصاله بتاء المتكلم، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع اسم ما دام.

حيًا: خبر ما دام منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

إعراب أفعال المقاربة والرجاء والشروع

تُعتبر هذه الأفعال ناقصة، وتُعرف بـ “كاد وأخواتها”، وتعمل عمل “كان وأخواتها”، لكنها تختلف في أن خبرها لا يجوز أن يكون اسمًا مفردًا، بل يجب أن يكون جملة فعلية مصدرة بـ “أن” أو غير مصدرة. وفيما يلي تعريف وإعراب كل منها، ويمكن أيضًا تقسيمها إلى:

  • أفعال المقاربة

هي الأفعال التي تدل على قرب وقوع الخبر، مثل: (كادَ، أوشكَ، كرب)، ومن المسموح أن يأتي خبرها على شكل مصدر بـ “أن”، ولكن غالبًا ما يأتي خبرها مجردًا. كمثال:

أوشكَ القطارُ أنْ يصلَ.

أوشكَ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره.

القطارُ: اسم أوشك مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

أنْ: حرف مصدري ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

يصلَ: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والمصدر المؤول من (أن يصلَ) في محل نصب خبر أوشك.

  • أفعال الرجاء

هي الأفعال التي يُرجى بها وقوع الخبر، مثل (عسى، حرى، اخلولق). فيما يتعلق بخبرها، يمكن للفعل “عسى” أن يأتي خبره بـ “أن” وبدونها، بينما “حرى” و”اخلولق” يتطلبان أن يكون الخبر بـ “أن”، مثال على ذلك:

عسى العروبةُ أن تصحو

عسى: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر.

العروبةُ: اسم عسى مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

أنْ: حرف مصدري ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

تصحو: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي، والمصدر المؤول من (أن تصحو) في محل نصب خبر عسى.

  • أفعال الشروع

تُشير إلى بدء الفعل الذي يُخبر عنه، وتشمل العديد من الأفعال مثل (شرع، أنشأ، طفق، أخذ، بدأ، جعل، هلهل، هبَّ). يجب أن تكون هذه الأفعال بمعنى (شرع) وإلا تخرج من هذا الباب. يُشترط في خبر هذه الأفعال أن يكون مجردًا من “أن”. كمثال:

هبَّتْ الرياحُ تشتدُ.

هبَّتْ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره، والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب.

الرياحُ: اسم هبَّ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

تشتدُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي، والجملة الفعلية (تشتد) في محل نصب خبر هبَّ.

إعراب أفعال القلوب والتحويل

بعض الأفعال الناسخة تدخل على المبتدأ والخبر، فتقوم بتحويلهما إلى مفعولين منصوبين ولا يمكن الاستغناء عن أي منهما.

أفعال القلوب

سُميت بذلك نظرًا لاتصال معانيها بالقلب كاليقين والشك والإنكار، وتنقسم إلى قسمين:

  • القسم الأول

أفعال اليقين التي تؤكد حدوث الفعل، مثل: (علم، وجد، درى، ألفى، تعلَّمْ، رأى)، كمثال:

  • علمتُكَ مناضلًا

علمتُكَ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء المتكلم، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والكاف: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول. مناضلًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

  • القسم الثاني

أفعال الرجحان التي ترجح حدوث الفعل (ظن وأخواتها)، وهي: (ظن، خال، حسب، زعم، عدَّ، حج، هبْ)، كمثال:

  • ظننتُ الدراسة سهلةً

ظننتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء المتكلم، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.

الدراسةَ: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

سهلةً: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

أفعال التحويل (التصيير)

تُفيد في تحويل الشيء من حالة إلى أخرى، ومنها: (صيَّرَ، جعل، اتخذ، ترك، حوَّل، ردَّ). كمثال:

  • صيّر الحائكُ القماشَ ثوبًا

صيرَ: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره.

الحائكُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

القماشَ: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

ثوبًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

أمثلة على إعراب النواسخ الفعلية

استعرضت الفقرات السابقة أنواع النواسخ الفعلية واحتوت على إعراب لكل منها، وفي هذا الجزء يتواجد إعراب لبعض الشواهد القرآنية والشعرية الخاصة بالنواسخ الفعلية:

  • {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى}

ووجدكَ: الواو: حرف عطف، وجدَ: فعل ماضٍ مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والكاف: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول.

ضالًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

  • {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا}

إنهم: إنَّ: حرف توكيد ونصب، وهم: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم إن.

يرونه: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول،

والجملة الفعلية في محل رفع اسم إن.

بعيدًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

  • قَضَى اللّهُ يا أَسْماءُ أَنْ لَسْتُ زَائِلًا ** أُحِبُّكِ حَتّى يُغْمِضَ العَيْنَ مُغْمِضُ

لستُ: ليس: فعل ماضٍ ناقص مبني على السكون لاتصاله بتاء المتكلم، التاء: ضمير متصل مبني في محل رفع اسم ليس.

زائلًا: خبر ليس منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

  • {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ}

طفقا: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره، وألف الاثنين: ضمير متصل مبني في محل رفع اسم طفق.

يخصفان: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، وألف الاثنين ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.

والجملة الفعلية (يخصفان) في محل نصب خبر طفق.

تدريبات على إعراب النواسخ الفعلية

بعد مراجعة ما سبق، يمكن لبعض التدريبات أن تساعد في تعزيز المعلومات. وفيما يلي بعض التدريبات على النواسخ الفعلية:

استخرج النواسخ الفعلية وحدد نوعها

المثالالنواسخ الفعليةنوع النواسخ الفعلية
أمسى الرجلُ سعيدًا
عسى الدعاءُ أن يُجابَ
ظننتُ الجوَ مشمسًا
وجدتُ البيتَ هادئًا
ما زال التعديلُ جاريًا

أعرب النواسخ الفعلية في الجمل التالية

  • حسِبَ الرجلُ الطريقَ سهلةً.
  • ظَلَّ الكتابُ مفتوحًا.
  • أوشكَ الطعامُ أن ينضج.
  • شرعَ المهندسُ يعملُ.

استعرض المقال أنواع النواسخ الفعلية وطرق إعرابها، حيث يأتي ما بعد “كان” وأخواتها، وأفعال المقاربة والرجاء والشروع كاسم لها، يتبعها الخبر. بينما أفعال القلوب والتحويل تأتي بعدهما فاعل، مفعول به أول، ومفعول به ثانٍ.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *