أول شخص سافر إلى الفضاء

الحرب الباردة

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ظهرت قوتان متنافستان تسعيان للهيمنة على الساحة العالمية: الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، الذين يمثلون النظام الرأسمالي الحر، والاتحاد السوفيتي وحلفاؤه، الذين يجسدون النظرية الاشتراكية ذات الاقتصاد الموجه. كانت تلك القوتان تتنافسان بشكل مستمر لجذب الدول إلى معسكرها، مما أطلق عليه مصطلح “الحرب الباردة”. وكان هذا التنافس شاملاً لمجالات متعددة، منها العسكرية والسياسية والعلمية، بالإضافة إلى استكشاف الفضاء.

الكلبة لايكا: الرائدة في الفضاء

كان النظام السياسي في الاتحاد السوفيتي مركزيًا، حيث كان تركيزه منصبًا على تحقيق الريادة على الولايات المتحدة الأمريكية. في عام 1957، أطلق الاتحاد السوفيتي أول مركبة فضائية “لونا 2” تحمل الكلبة “لايكا” بغرض استكشاف الفضاء وإظهار تفوق التكنولوجيا السوفيتية. رغم أن المركبة تمكنت من الهبوط على سطح القمر، إلا أن “لايكا” لم تعُد إلى الأرض، حيث تلاشت في الغلاف الجوي.

جاجارين: أول إنسان يستكشف الفضاء

في عام 1960، استعد الاتحاد السوفيتي لبرنامج فضائي جديد، لتفادي الأخطاء السابقة، وكان الهدف هو إرسال إنسان إلى الفضاء لاستكشاف أعماق هذا الفضاء الشاسع. تم اختيار رائد الفضاء “يوري جاجارين” لهذا المهمة.

في عام 1961، أُطلقت المركبة الفضائية السوفيتية تحمل إنسانًا لأول مرة، وعادت المركبة إلى الأرض بشكل آمن، وهو ما شكل إنجازًا كبيرًا على الصعيدين الدولي والسوفيتي. نتيجة لذلك، قامت القيادة السوفيتية باستثمار مبالغ ضخمة في تطوير برنامج الصواريخ الروسية على حساب القوات التقليدية.

بعد عودة جاجارين، عاد برؤى جديدة حول مفهوم الإله، وهو ما أثار غضب السلطات التي كانت قد جبلته على مفاهيم الإلحاد والمادية، مما دفعهم إلى المطالبة منه بالتراجع عن آرائه. توفي جاجارين لاحقًا في حادث تحطم طائرته أثناء رحلة تدريبية بسبب خلل فني لا يزال غير واضح.

غزو الفضاء من قبل الولايات المتحدة

أثار نجاح الاتحاد السوفيتي في غزو الفضاء منافسته الولايات المتحدة، التي قررت تعزيز جهودها في برنامج الفضاء الخارجي “برنامج أبولو”، الذي بدأ في عام 1961. وقد أنجز هذا البرنامج إنجازًا تاريخيًا بوصول الإنسان إلى القمر، حيث عاد رائد الفضاء أدوين أرمسترونغ مع عينات من الصخور والتربة القمرية، ليكون هو وأصدقاؤه من أوائل من وطئوا سطح القمر.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *