أروع أبيات الشعر
تتعدد أروع أبيات الشعر، ومن أبرزها ما يلي:
قصيدة من أجل عينيك
يقول الشاعر عبدالله فيصل:
أستشفُ الوجدَ في صوتكَ آهاتٍ خفية
تتوارى بين أنفاسكَ كي لا أستبينها
لستُ أدري، هل هو الحبُّ الذي خفت شؤونه
أم أنك خفت من اللوم فاخترت السكينة؟
ملأتَ درب الهوى بهجة
كالنور في وجه صبحٍ ندي
وكنتَ حين أحسستَ بشقوتي
تبكي كطفلٍ خائف مُنهك
وبعد أن أغويتني لم أجد
سوى سرابٍ تعلقَت به يدي
لم أحصد منه سوى طيفٍ رحل
غابَ عن عيني ولم أستطع اهتداء.
قصيدة أعرتك ناظري
يقول الشاعر محمد عبدالمطلب جاد:
أعرتك ناظري ففقأت عيني
رفعتك للعلا فوضعت شاني
كسوتك ملبسي فكشفت جسمي
كالفائز في المهرجانِ
سترتك من سهام الفتك عمرا
فسلطت السهام على حصاني
وما أنت الملوم، فكيف أرجو
خروج المسك من غير المكان؟
قصيدة كان لي بالأمس قلب فقضى
يقول جبران خليل جبران:
كانَ لي بالأمس قلبٌ فقضى
وأراحَ الناسَ منه واستراح
ذاك عهدٌ من حياتي قد مضى
بينَ تشبيبٍ وندبٍ وبكاء
إنما الحبُ كنجمةٍ في الفضاء
نورها يُمحى بأنوار الصباح
وسرور الحب وهمٌ لا يدوم
وجمال الحب ظلٌ لا يقيم
وعهود الحب أحلامٌ تذهب
عندما يستيقظُ العقل السليم
كم سهرتُ الليل والشوق معي
ساهرٌ أرقبُهُ كي لا أَنام
وخيال الوجد يحميني في مضجعي
قائلاً: لا تَدنُ فالنومُ حرام
وسقامي همساتٌ في مسمعي
من يريد الوصل لا يشتكي السقام
تلكَ أيامٌ قد تقضت فابشري
يا عيوني بلقاء طيفِ الكرى.
قصيدة المدامع
يقول الشاعر:
لم يعد ثمة أطلال للبكاء عليها.
كيف تبكي أمةٌ
أخذوا منها المدامع؟
بعد هذا الغزل السري في أوسلو
خرجنا عاقرين…
وهبونا وطناً أصغر من حبة قمحٍ…
وطناً نبلعه من غير ماءٍ
كحبوب الأسبرين!!..
بعد خمسين سنة….
نجلس الآن، على الأرض الخراب…
ما لنا مأوى
كآلاف الكلاب!!
قصيدة قعقعة
يقول الشاعر فكري القباطي:
ما ضاعَ سوفَ يعودُني إلا اندثارُ طموحي
إن الطموحَ حديقةٌ أزهارُها أحلامي
إن هزني حدثٌ، أردد للسماء غمامٌ
وسينجلي غيمُ السماء لصحوة الأيام
فاليومَ ولّى مدبراً وغداً يحينُ لقائي
ببكور صبحٍ خاضعٍ لإرادتي ومرامي.
وشايةُ الغروب
يقول الشاعر فكري القباطي:
مكثت تحدق في الغروب وتدمع
والشمسُ من عَسف الغياهب تهلع
تتأرجح الأحلامُ في عينيها
ما بين أطياف تغيبُ وتسطع
والصمتُ يعزف في فلاة شرودها
لحناً يبدد كل صوت يُسمع
يبدو الغروب كمعبدٍ في صرحهِ
رسل الوجوم نُسّاكٌ يتضرّعون
قالت تُكابد بحّةً في صوتها:
أسفاهُ من زمنٍ يُذلُ ويقمع.
قصيدة الماضون خلف الشمس
يقول الشاعر فكري القباطي:
الماضون خلف الشمس
لمَ الأشجانُ ديدنُها التلاقي
وللأشواقِ باعٌ في الفراق؟!
عنِ الأوجاع، نسألُ ما دهاها؟!
تبر بنا.. إذا شئنا التراقي
تسوق لنا من الأطلال ذكرى
تحضرها الدموع من حِداقِ
أما والله إن الشوق حلو
وبعضُ الحلو مرٌ في المذاق.
قصيدة الناس من جهة التمثال أكفاء
يقول الإمام عليّ بن أبي طالب:
الناسُ من جهة التمثال أكفاء
أبوهُم آدَم والأم حواء
نفسٌ كنفسٍ وأرواحٌ مشاكلةٌ
وأعضاء خُلِقَت فيها وأعضاء
وإنما أمهاتُ الناس أوعيةٌ
مُستودَعات وللأحساب آباء
فإن يكن لهم من أصلهم شرفٌ
يفاخِرون به فالتّينُ والماء
ما الفضلُ إلا لأهل العلم إنهم
على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدَرُ كل امرئ ما كان يُحسنهُ
وللرجال على الأفعال أسماء
وضد كل امرئ ما كان يجهلهُ
والجاهلون لأهل العلم أعداء
وإن أتيت بجودٍ من ذوي نسبٍ
فإنَ نسَبَتنا جودٌ وعلياء
ففُز بعلمٍ ولا تطلب به بديلاً
فالناسُ موتى وأهل العلم أحياء.
قصيدة يا قوم لا تتكّلموا
يقول الشاعر معروف الرصافي:
يا قوم لا تتكلموا
إن الكلام محرم
ناموا ولا تستيقظوا
ما فاز إلا النوّم
وتأخروا عن كل ما
يَقضي بأن تتقدّموا
ودعوا التفهم جانباً
فالخير أن لا تفهموا
وثبتوا في جهلكم
فالشر أن تتعلموا
أما السياسة فاتركوا
أبداً وإلا تنموا
إن السياسة سرّها
لو تعلمون مطلسم
وإذا أفضتم في المباح
من الحديث فجمجموا
والعدل لا تتوسموا
والظلم لا تتجهّموا
من شاء منكم أن
يعيش اليوم وهو مكرّم
فليُمسِ لا سمعٌ ولا
بصر لديه ولا فم
لا يستحق كرامة
إلا الأصم الأبكم
ودعوا السعادة إنما
هي في الحياة توهّم
فالعيش وهو منعم
كالعيش وهو مذمّم.
قصيدة رثاء الأندلس
يقول الشاعر قيس بن ذريح:
ألا نفوسٌ أبياتٌ لها هممٌ
أما على الخير أنصارٌ وأعوانُ
يام رَبّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما
كما تفرَّقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةً مثل حسن الشمسِ إذ طلعت
كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً
والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
هما الرحماء
وإذا رحمت فأنت أمٌ أو أبٌ
هذان في الدنيا هما الرحماء
ما مضى مضى
فلا تبكين في إثر شيء ندامة
إذا نزعتَه عن يدك النوازع
فليس لأمر حاول اللّه جمعه
مشت ولا ما فرّق اللّه جامع.
قصيدة حفظ السر
يقول الإمام الشافعي:
إذا المرء أفشى سره على لسانه
ولام عليه غيره فهو أحمقُ
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه
فصدر الذي يُستَودعُ السر أضيقُ.
قصيدة واحرَّ قلباه
يقول أبو الطيّب المتنبّي:
إن كان سرّكم ما قال حاسدُنا
فما لجُرحٍ إذا أرضاكم ألَمُ
وبيننا لو رعيتُم ذاك معرفةٌ
إن المعارفَ في أهلِ النُّهى ذِمَمُ
كم تطلبونَ لنا عيباً فتعجزكم
ويكرهُ اللهُ ما تأتون والكَرَمُ
ما أبعد العيبَ والنقصان عن شَرَفي
أنا الثُّريا وذانِ الشيبُ والهَرَمُ
ليت الغمامَ الذي عندي صواعقهُ
يزيلهنّ إلى من عندَه الديّمُ
أرى النوى يقتضيني كل مرحلَةٍ
لا تستقل بها والخادة الرُسُمُ
لئن تركنَ ضميراً عن ميامينا
لَيحدثنَّ لمن ودعتُهم نَدَمُ
إذا ترحلتَ عن قومٍ وقد قدروا
ألا تُفارِقهم فالرّاحلون همُ
شر البلاد مكانٌ لا صديق بهِ
وشر ما يكسب الإنسان ما يَصِمُ
وشر ما قنصته راحتي قنصٌ
شهبُ البزاة سواءٌ فيه والرُّخُمُ
بأي لفظٍ تقول الشعرَ زعنفهٌ
تجوز عندك لا عُربٌ ولا عجمُ
هذا عتابكَ إلا أنَّهُ مقَةٌ
قد ضُمِّنَ الدُرَّ إلا أنَّهُ كَلِمُ
قصيدة بقائي شاء ليس هم ارتحالا
يقول أبو الطيّب المتنبّي:
ومن يكُ ذا فمٍ مرٍّ مريضٍ
يجد مرّاً به الماءَ الزلالا
وقالوا هل يبلغك الثُريّا
فقلت نعم إذا شئت استفالا
هو المفني المذاكي والأعداء
وبيض الهند والسمر الطوالا
وقائدُها مسومَةٍ خفافاً
على حيٍ تصبّحُه ثقالا
جَوائِلَ بالقُنِيِّ مثقفاتٍ
كأن على عواملِها الذُبالي.
إذا وصفت بأيديها صخوراً
يفئن لوطءِ أرجلِها رمالا
جوابُ مسائلي ألَه نذيرٌ
ولا لك في سؤالك لا ألالا
لقد أمنت بك الإعدامَ نفسٌ
تعدّ رجاءها إيّاك مالا
وقد وجلت قلوبٌ منك حتى
غدت أوجالُها فيها وجالا
سروركَ أن تسرّ الناسَ طُرّاً
تعلمهم عليك به الدلالا.