أين توجد الكلية في جسم الإنسان؟

الجهاز البولي

يستهلك الإنسان الغذاء لتلبية احتياجاته من العناصر والطاقة اللازمة لأداء مختلف النشاطات الجسدية. يقوم الجسم بالتخلص من فائض فضلاته عبر الأمعاء والدم، حيث يساهم الجهاز البولي في إخراج الفضلات السائلة، المعروفة باليوريا، كما يحافظ على توازن المواد الكيميائية في الجسم مثل الصوديوم والبوتاسيوم، من خلال التخلص من العناصر التي تفوق الحاجة والحفاظ على مستويات الماء المناسبة.

تنتج كميات كبيرة من اليوريا عند تناول اللحوم والدواجن وبعض أنواع الخضروات الغنية بالبروتين. يتم التخلص من اليوريا في الدم عن طريق الكلى، التي تحولها إلى البول مع الفضلات الأخرى.

موقع الكليتين وشكلهما

توجد الكليتان خارج تجويف البطن في منطقة الظهر، تحديداً على جانبي أسفل العمود الفقري في الجزء الأخير من الظهر. علاوة على ذلك، تكمن الكليتان خلف الغشاء المصلي البطني، وتلامسهما عضلات الظهر، وتحيط بهما طبقة من الدهون لحمايتهما من الأضرار المحتملة. تكون الكلية اليسرى مرتفعة قليلاً عن اليمنى، والسبب في ذلك هو الحجم الأكبر للجانب الأيمن من الكبد. أما شكل الكلية فهو يشبه حبّات الفول.

يزن كل كلية تقريباً 150 غراماً، ويتكون سطحها من قشرة وخلفها النخاع الكلوي. تحتوي الكلية على كؤوس كلوية (بالإنجليزية: Calyces) وبداخلها اثنا عشر فصاً، يتصل كل منها من خلال أنابيب كلوية صغيرة، ويحتوي كل فص على كليونات تتصل بمحفظة بومان.

وظائف الكلى

تُعتبر الكلى من الأعضاء الحيوية في الجسم، وعلى الرغم من حجمها الصغير، فإن لها وظائف متعددة وهامة للغاية. فهي تقوم بتخليص الجسم من العناصر السامة وتنقية الدم من جميع السموم الكيميائية، مما يجعلها تعمل بمثابة فلتر ينظف الدم من الشوائب والترسبات. ويمكن تشبيه عملها بمحطة لتنقية المياه.

يمتلك الفرد الطبيعي كليتين، لكن يمكن للإنسان العيش بكلية واحدة حيث تستطيع الكلية الواحدة أداء نفس الوظائف بكفاءة. تتمثل وظيفة الكلى في الحفاظ على التوازن الدقيق للأملاح والماء والأحماض والعناصر الغذائية داخل الجسم، بالإضافة إلى التخلص من هذه المواد عبر البول، والذي يُنتج كنتيجة لعمليات الأيض للبروتينات. يمكن تلخيص وظائف الكلى في النقاط التالية:

• تنقية الدم والتخلص من المواد السامة.
• التخلص من المخلفات الكيميائية الناتجة عن الأدوية.
• الحفاظ على توازن الأملاح والماء في الجسم.
• المحافظة على توازن درجة حموضة الدم (PH) ضمن النطاق الطبيعي (7.4 – 7.2).
• أداء وظائف هرمونية متعددة تشمل إفراز هرمونات تنظم ضغط الدم.
• تنشيط نخاع العظم الذي يساهم في تكوين كريات الدم الحمراء.
• إنتاج هرمون الرينين الذي ينظم ضغط الدم عن طريق تضييق الشرايين.
• تكوين البول للتخلص من الفضلات الناتجة عن عمليات الأيض.

الوقاية من أمراض الكلى

تعد الكلى مثل باقي أعضاء الجسم عرضة للإصابة بالعديد من المشاكل المحتملة، وقد تتعرض لأحد الأمراض المزمنة والتي قد تكون خطيرة في بعض الحالات. يحدث ذلك نتيجة التراكمات التي تؤثر على الوحدات الكلوية مما يقلل من قدرتها على التخلص من الفضلات، مما يؤدي إلى اضطرابات الكلى غالباً نتيجة ارتفاع ضغط الدم المزمن، السكري، العدوى البكتيرية، واستخدام كميات كبيرة من الأدوية والمخدرات.

يمكن تشخيص أمراض الكلى من خلال ارتفاع مستوى اليوريا في الدم، ويتم ذلك عبر فحص الدم والبول والتصوير بالموجات فوق الصوتية. الأمراض الكلوية قد تؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم، المعروفة بالوذمة، كما تؤدي إلى ضعف العظام وزيادة مخاطر الكسور، بالإضافة إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات البوتاسيوم مما يسبب ضعف في عضلة القلب. كلما زادت هذه الأعراض، زاد احتمال الحاجة لغسيل الكلى أو زراعتها. لذلك، للحفاظ على صحة الكليتين ولتجنب الإصابة بأمراض الكلى، يُنصح بما يلي:

• القيام بفحوصات دورية للدم ومستويات اليوريا.
• تجنب تناول أي دواء دون استشارة الطبيب، وتفادي استخدامه بكميات كبيرة.
• الإكثار من شرب الماء بكميات كافية يومياً.
• الامتناع عن التدخين وتجنب الأماكن المزدحمة بالمدخنين.
• تجنب الإفراط في تناول الكحول.
• الحفاظ على وزن جسم صحي.

زراعة الكلية

يمكن اللجوء إلى إجراء عملية زراعة الكلية من متبرع لعلاج فشل كلوي حاد. تكمن المشكلة في إمكانية عدم قبول جسم المريض للكلية المزروعة، ولتجنب هذه المشكلة يخضع المريض لفحوصات دقيقة للتأكد من توافق الكلية مع جسمه. بعد الزراعة، يتوجب على المريض تناول أدوية مثبطة للمناعة، وقد يحتاج للخضوع لجلسات غسيل الكلى لضمان توافق الكلية الجديدة مع جسمه.

فيديو: أين توجد الكلى في جسم الإنسان؟

ندرك جميعاً أهمية الكلى في جسم الإنسان، لكن هل يمكننا تحديد موقعها بدقة؟