دور الفلزات في تصنيع الأدوية
لقد تم استخدام الفلزات والمعادن وأملاحهما لأغراض طبية على مر العصور. يمكن الاستفادة من الخصائص الفريدة للأيونات المعدنية في تصميم أدوية جديدة ضمن نطاق الكيمياء الطبية غير العضوية. وقد أسهم تقدم الكيمياء غير العضوية في تطوير مجموعة من المركبات الفلزية الانتقالية، التي تحمل فائدة طبية ويمكن استخدامها كعلاج. فيما يلي قائمة بالفلزات المستخدمة في صناعة الأدوية:
الحديد
يُعتبر الحديد من أكثر الفلزات أهمية في جسم الإنسان، حيث يتم استخدامه في مجموعة متنوعة من التطبيقات الطبية. يحتاج الفرد إلى حوالي 8-18 ملغ من الحديد يوميًا، مع ضرورة زيادة هذه الكمية في حالات معينة. يُستخدم الحديد أيضًا في تصنيع المكملات الغذائية لعلاج فقر الدم الناجم عن الحمل، أو سوء التغذية، أو فقدان الدم، أو عجز الجسم عن امتصاص الحديد بشكل فعال.
الزنك
تشير بعض الدراسات إلى أن الزنك يحفز نشاط ما يقرب من 100 إنزيم مختلف في جسم الإنسان. يتواجد الزنك في جميع أنسجة الجسم، ويحتاجه الجسم بكميات صغيرة للحفاظ على نمط حياة صحي. ويتم استخدام الزنك لعلاج مجموعة من الحالات الطبية، مثل:
- التهاب القولون التقرحي أو التهاب الأمعاء.
- فقدان القدرة على التذوق.
- داء كرون.
- متلازمة داون.
- مرض هانسن.
- الزهايمر.
- اضطراب فرط النشاط ونقص التركيز لدى الأطفال.
البلاتينيوم
البلاتينيوم هو فلز ثمين وقد أصبح منذ السبعينيات جزءًا أساسيًا في تصنيع العديد من الأدوية والعقاقير، وذلك بفضل خصائصه العلاجية الفعالة. يُستخدم البلاتينيوم في تنظيم ضربات القلب، وعلاج السرطان، وإنتاج أدوات القسطرة والدعامات الطبية.
تشير الأبحاث المرتبطة بالسرطان إلى أن البلاتينيوم يُستخدم عالميًا في تصنيع أكثر من 50% من الأدوية المضادة للسرطان. ومن بين هذه الأدوية، عقار سيسبلاتين وكاربوبلاتين، والتي أثبتت فعاليتها في علاج الأورام الشائعة، مثل سرطان الثدي والمبيض والرئة.
أهمية استخدام الفلزات في تصنيع الأدوية
قد يعتبر البعض أن استخدام الفلزات في مجال الأدوية أمر غير مألوف، إلا أن لها دورًا حيويًا في القطاع الطبي. ويمكن تلخيص تلك الأهمية في النقاط التالية:
- يُساعد استخدام الفلزات في الطب على بناء روابط بين الكيمياء غير العضوية والطب.
- تُعتبر المواد الفلزية والأدوية المُصنّعة باستخدام الفلزات عوامل رئيسية في تشخيص وعلاج الأمراض.
- تلعب الفلزات دورًا مهمًا في التطبيقات البيولوجية حيث تحظى آليات عمل الفلزات ودورها في التنظيم الخلوي والإشارات الصحية والمرضية باهتمام كبير.
- تعمل بعض الفلزات على تثبيط الأورام، وتلعب دورًا كمضادات للميكروبات والفطريات، نظرًا لارتباط البعض منها بالحمض النووي البشري.
