يتحدث هذا البحث بشكل مختصر عن مرض جنون البقر، الذي يُعتبر من أخطر الأمراض التي تُصيب الماشية، حيث يُحدث اضطرابات في الجهاز العصبي للأبقار، مما قد يؤدي إلى تدمير الدماغ وحتى الوفاة في النهاية.
ما يثير القلق هو إمكانية انتقال المرض إلى البشر في حال تناولهم لحوم أو ألبان من حيوانات مصابة. وللأسف، لم يتم اكتشاف علاج أو لقاح للحد من انتشار هذا المرض حتى الآن.
ما هو مرض جنون البقر؟
- يُعرف مرض جنون البقر علمياً باسم “مرض التهاب الدماغ الإسفنجي”، وهو مرض يؤثر على الجهاز العصبي لدى الأبقار.
- يتسبب هذا المرض في ضمور كل من الحبل الشوكي والدماغ، والمُقلق هو أن جميع أنواع الأبقار يمكن أن تُصاب به، بغض النظر عن مكان تواجدها.
- تستمر فترة حضانة المرض لفترة طويلة تتراوح بين 2.5 إلى 8 سنوات.
- تُظهر الدراسات أن الغالبية العظمى من الأبقار المصابة تتراوح أعمارها بين 4 إلى 5 سنوات.
- تمتلك الأبقار مصادر بديلة للبروتين كجزء مهم من تغذيتها،
- لكن من الخطأ الاعتقاد بأنها تُصاب بالمرض بمجرد تناولها أعلاف غنية بالبروتين.
- بل يعتبر الرأي الصحيح هو أن مرض جنون البقر يحتاج إلى فترة طويلة لتتطور أعراضه.
تاريخ مرض جنون البقر واكتشافه
- تم تسجيل أول حالة للإصابة بمرض جنون البقر في عام 1986 في المملكة المتحدة.
- ومع الأسف، انتقل المرض من بريطانيا إلى عدة دول أوروبية، على الرغم من اعتقاد بعض الخبراء بأنه يقتصر على الأبقار البريطانية فقط، لكن هذا الاعتقاد تم دحضه عند اكتشاف إصابات في العديد من قطعان الأبقار في دول أخرى.
- كانت هناك أزمات اقتصادية كبيرة نتيجة لظهور مرض جنون البقر، حيث تأثرت أسواق اللحوم في بريطانيا وخارجها،
- لا سيما مع إلغاء جميع العقود الخاصة بتصدير اللحوم بسبب مخاوف المستوردين بشأن استيراد لحوم قد تكون مصابة بهذا المرض الذي لا يوجد له علاج.
- المملكة المتحدة كانت الأكثر تضرراً، خاصة بعد قرار الاتحاد الأوروبي في عام 1996 الذي فرض حظراً شاملاً على استيراد اللحم البقري من إنجلترا.
كيف انتشر المرض بين الأبقار؟
- ظل هذا السؤال يثير تساؤلات الكثير من العلماء ومربي الماشية،
- خاصة أن هذا المرض يبدو غامضاً وقد انتقل الضرر إلى البشر أيضاً.
- ولكن الدراسات أثبتت لاحقاً أن البريون هو العامل المسبب لهذا المرض.
- أما كيفية إصابة الأبقار بهذا المرض في المملكة المتحدة، يتعلق بإدخال مواد غير صحية من لحوم الخراف النافقة.
- حيث بدأ الأمر عندما قام بعض المزارعين بطحن لحوم هذه الخراف وخلطها بالأعلاف التي تُعطى للأبقار يومياً.
- بعد ذلك، تبيّن أن نفوق الخراف كان بسبب إصابتها بمرض يعرف باسم “الحك والفرك”
- وهذا يُعتبر من أخطر الأمراض البريونية، مما أوضح للعلماء كيف يمكن أن تُصاب الأبقار بمرض الاعتلال الدماغي، المعروف بمرض جنون البقر.
ما هو البريون المسؤول عن مرض جنون البقر؟
- أظهرت الدراسات العلمية أن البريون الذي يسبب مرض جنون البقر يُعتبر بروتين غير حي.
- وتوجد هذه البريونات في أنسجة الأبقار، ولكن العلماء لم يعرفوا بعد الوظيفة التي تؤديها.
- لكن ما توصلوا إليه هو أنها قادرة على التحلل وتبدأ في التطور شيئاً فشيئاً.
- ينتهي الأمر بالإصابة بمرض التهاب أو اعتلال إسفنجي في الدماغ.
- وأشارت الدراسات أيضاً إلى أن البريون يُعتبر من الجراثيم أو الفيروسات،
- وذلك بسبب قدرته على التكيف مع درجات الحرارة العالية التي قد تصل إلى 100 درجة مئوية.
- ويمكن أن ينقل العدوى إلى الأبقار حتى بعد وفاتها.
- نتيجة لذلك، يقوم البعض بتجفيف الأبقار المصابة، التي لا ينبغي تناولها من قبل البشر،
- ثم يتم طحنها لاستخدامها كعلف للأبقار وحيوانات أخرى.
- وبمجرد أن تتناول الأبقار هذا العلف، تكون عرضة للإصابة بالمرض بشكل تلقائي.
علامات الإصابة بمرض جنون البقر
- تظهر علامات الإصابة عندما تفقد الأبقار توازنها بشكل كامل.
- تُعاني الأبقار المصابة من صعوبات في الحركة مثل المشي والوقوف.
- يمكن أن تظهر هيجان عصبي على الأبقار المصابة.
- قد تلجأ الأبقار إلى استخدام العنف تجاه من يحاول الاقتراب منها، خصوصاً أثناء فترات الحلب.
- يؤدي المرض إلى تغييرات واضحة في سلوكها.
- تعاني الأبقار أيضاً من حركات لاإرادية واضطرابات ورعشة.
- تظهر على الأبقار علامات فقدان الوزن بشكل ملحوظ.
- تُعاني من أعراض تعرف بنقص التنسيق العصبي الحركي.
- تستمر أعراض مرض جنون البقر في التفاقم حتى تصل إلى مرحلة الوفاة.
إصابة البشر بمرض جنون البقر
- أثبتت بعض الدراسات العلمية أن مرض جنون البقر يمكن أن ينتقل إلى الإنسان عبر تناول لحم بقر مصاب.
- لذلك، تنصح بعض المنظمات الطبية بتجنب بعض الأجزاء مثل الدماغ والحبل الشوكي واللحم المفروم.
- سُجلت 10 حالات إصابة بمرض كروتزفيلد جاكوب في بريطانيا عام 1996.
- بينما نفت بعض الآراء العلمية أن تكون تلك الإصابات ناتجة عن تناول لحم الأبقار المصابة.
- لكن الدلائل تشير إلى وجود عوامل مشتركة بين مرض جنون البقر ومرض كروتزفيلد جاكوب.
- كلاهما يندرجان تحت تصنيف أمراض البريونات ويؤديان إلى اعتلال إسفنجي في الدماغ.
- أظهرت الأبحاث العلمية أن عدد المصابين بمرض جنون البقر بلغ 231 مريضاً حول العالم،
- وأن معظم هؤلاء المرضى كانوا في بريطانيا، في حين أن أربع حالات حدثت في الولايات المتحدة.
- لكن من المهم التأكيد على أن المرض لا ينتقل من إنسان مصاب إلى إنسان آخر سليم.
كيفية الوقاية من مرض جنون البقر
قدمت منظمة الصحة العالمية مجموعة من التوصيات للوقاية من مرض جنون البقر، نظراً لعدم وجود علاجات أو لقاحات فعالة حتى الآن، حيث يتم استخدام الأدوية فقط لتخفيف انتشار المرض.
- يجب منع نقل الدم من أي شخص عاش في الدول التي شهدت تفشي مرض جنون البقر.
- ضرورة وضع ضوابط ومعايير صارمة لاستيراد اللحم البقري من الدول المتضررة، وخاصة بريطانيا ودول أوروبا.
- يتعين فرض قيود ورقابة على صناعة الأعلاف الحيوانية، مع الالتزام باستخدام أنواع صحية محددة من قبل الجهات المختصة.
- يجب التأكيد على اتخاذ جميع التدابير الوقائية عند التعامل مع الأبقار المصابة.
- يجب إجراء الفحوصات المستمرة لجميع الأبقار للتحقق من خلوها من مرض جنون البقر، لضمان سلامة البشر والحد من مخاطر الإصابة.