يتناول هذا البحث السيرة النبوية الشريفة، حيث يُعتبر نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم أسمى وأشرف الخلق من حيث النسب والأخلاق والدين.
فقد كان نبي الله هو القدوة التي يجب أن نقتدي بها في كافة جوانب الحياة، كما جاء في كتاب الله: “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا”.
مقدمة في السيرة النبوية
- في مستهل هذا البحث، نلاحظ أن العرب قبل ظهور الإسلام لم يكن لديهم أي شكل من أشكال الوحدة الروحية أو السياسية التي تجمعهم.
- انتشر الفساد بين العديد من القبائل العربية، حيث لم تقتصر عبادتهم على الأصنام فحسب، بل شملت أيضًا عِبادة الماء والنار والشمس وغير ذلك.
- في ظل هذا الظلام الذي كانت تعيشه العرب، أرسل الله محمدًا صلى الله عليه وسلم لينشر الدين الحق وينقذ تلك القبائل من الضياع، مما شكل نقطة انطلاق السيرة النبوية.
نسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومولده
- النبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
- وُلِد في عام الفيل، في 12 من ربيع الأول في صباح يوم الاثنين، وتوفي والده عبد الله قبل ولادته بسبعة أشهر في يثرب.
حادثة شق الصدر
نتناول في هذا البحث حادثة شق الصدر الشهيرة التي وقعت عندما كان النبي عند حليمة السعدية.
- روى أنس بن مالك رضي الله عنه في صحيح مسلم: “أنه بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعب مع الغلمان، أتى إليه جبريل، فأخذه فصرعه، وشق عن قلبه…”
- ثم استخرج منه علقة فقال: (هذا حظ الشيطان منك)، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم وأعاده إلى مكانه. وعندما جاء الغلمان إلى أمه، أخبروها: إن محمدًا قد قُتِل، فلقوا النبي وهو منتقع اللون.” وقال أنس: “وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره”.
كفالة النبي محمد
- توفيت والدة النبي، آمنة بنت وهب، وهو في سن السادسة من عمره، حيث كانت تعود من زيارة لأخواله بين مكة والمدينة.
- بعد ذلك، عاش مع جده عبد المطلب الذي كان يهتم به كثيرًا، وعندما توفي جده، انتقل للعيش مع عمه أبو طالب الذي اصطحبه في رحلاته التجارية، حيث أخبره راهب أن محمدًا سيكون له شأن كبير.
عمل النبي محمد بالرعي والتجارة
- لم يقبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم الاستمرار مع عمه بعد العودة من الشام بسبب الظروف المالية التي كان يعاني منها. لذا أراد أن يكون له مصدر دخل يساعد به عمه.
- في بداية حياته العملية، عمل النبي محمد بالرعي، وهي مهنة الأنبياء المفضلة، حيث كان يرعى الأغنام لأهله وللآخرين مقابل أجر.
- استمر النبي محمد في هذا العمل حتى بلغ سن الشباب، ثم انتقل للعمل بالتجارة وسافر مع قوافل قريش إلى الشام.
- كان معروفًا بالصدق والأمانة، خاصة خلال رحلته مع مال السيدة خديجة بنت خويلد، حيث حقق أرباحًا وفيرة جعلتها ترغب في الزواج منه.
زواج النبي محمد من السيدة خديجة
- عندما عاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم من رحلته التجارية، أخبره غلامها ميسرة بما رآه من حسن سيرته، مما دفع السيدة خديجة، التي كانت في الأربعين من عمرها، إلى الرغبة في الزواج منه.
- على الرغم من أن العديد من أشراف قريش تقدموا للزواج منها بعد وفاة زوجها، إلا أنها أبت ذلك حتى سمعت عن النبي.
- أرسلت صويحباتها لتعرض الزواج عليه، فوافق النبي بعد استئذان عمه أبي طالب، وتم الزواج قبل الهجرة بثمانية وعشرين عامًا.
- توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها في السنة العاشرة للبعثة، ولم يفكر النبي في الزواج مرة أخرى وفاءً لها.
بناء الكعبة
- تناول البحث حادثة بناء الكعبة بعد أن تعرضت لحريق وتصدع، وكان النبي في الخامسة والثلاثين من عمره حينما تعاونت قريش على بناء الكعبة مجددًا.
- وبلغ الأمر ذروته عندما اختلفوا حول الحجر الأسود، كل قبيلة ترغب في شرف وضعه، فتدخل النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ الحجر بيده، وأمر كل قبيلة بأن تمسك بأطراف الثوب حتى تم وضع الحجر في مكانه.
بداية الوحي
- كان نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم يتعبد في غار حراء ويتفكر في خلق الله خلال شهر رمضان.
- وفي تلك اللحظات، ظهر له الملك وطلب منه القراءة ثلاث مرات حتى قال: “اقرأ باسم ربك الذي خلق”.
- عاد النبي إلى خديجة وهو في حالة من الخوف والارتباك، قائلاً: زملوني، وبهذا بدأت نزول الوحي.
انقطاع الوحي
- انقطع الوحي عن النبي محمد لفترة بعد نزول آيات سورة العلق، وقد اختلف العلماء بشأن مدة الانقطاع، لكن الأرجح أن هذه المدة لم تتجاوز الأربعين يومًا وانتهت بعودة جبريل بالوحي.
مراحل الدعوة الإسلامية
مرت الدعوة بمرحلتين رئيسيتين:
المرحلة السرية
- استمرت هذه المرحلة لمدة ثلاث سنوات، حيث كان النبي يدعو أقاربه فقط.
المرحلة العلنية
- في هذه المرحلة، دعا النبي أقاربه ثم صعد على الصفا لتنبيه قبائل مكة.
الهجرة إلى الحبشة
- عندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ما يتعرض له أصحابه من اضطهاد في مكة، فتح لهم باب الهجرة إلى الحبشة.
العهد المدني
بعد هجرة الرسول إلى المدينة في السادس عشر من ربيع الأول، أصبحت نقطة انطلاق الدعوة الإسلامية ومعقل للإيمان.
وضع النبي القواعد ليتحد المجتمع المسلم، ومن تلك القواعد:
- بناء المسجد: ليكون صلة الأمة بالله.
- المؤاخاة: لتوثيق صلة الأمة المسلمة ببعضها البعض.
- المعاهدة بين المسلمين واليهود: لفتح قنوات الاتصال مع غير المسلمين.
الغزوات
- غزوة بدر.
- غزوة أحد.
- غزوة بني النضير.
- غزوة الأحزاب.
- غزوة بني قريظة.
- غزوة الحديبية.
- غزوة خيبر.
- غزوة مؤتة.
- غزوة الفتح.
- غزوة حنين.
- غزوة تبوك.
لمعرفة تفاصيل هذه الغزوات، يُنصح بالاطلاع على كتب السيرة النبوية المتعددة.
زوجات النبي محمد
- خديجة بنت خويلد.
- سودة بنت زمعة.
- عائشة بنت أبي بكر الصديق.
- حفصة بنت عمر بن الخطاب.
- زينب بنت خزيمة.
- أم سلمة، هند بنت أبي أمية.
- زينب بنت جحش.
- جويرية بنت الحارث.
- صفية بنت حيي بن أخطب.
- أم حبيبة، رملة بنت أبي سفيان.
- ميمونة بنت الحارث.
حجة الوداع
- أراد النبي صلى الله عليه وسلم أداء الحج، فتوجه إلى البيت الحرام تاركًا المدينة.
- ألقى خلال حجة الوداع خطبة تعكس أهمية التمسك بالسنة والقرآن والابتعاد عن الربا.
وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
- توفي النبي في 12 من ربيع الأول، يوم الاثنين، في السنة الحادية عشر من الهجرة، إثر مرضه الشديد.
لا تفوت قراءة: