موقع الغدة النكافية
تُعتبر الغدد النكافية (Parotid Glands) من أكبر الغدد اللعابية في الجسم، حيث تقع في الجزء الأمامي السفلي من منطقة الأذنين. تقوم هذه الغدد بإنتاج اللعاب، ويتواجد القوس الوجني في الجزء العلوي منها، بينما تحيط بها القناة السمعية الخارجية من الخلف. كما توجد العضلة الإبرية والأوعية الوداجية والأوعية السباتية الباطنية في المنطقة السفلية، بينما تلاصق العضلة الماضغة تلك الغدة من الأمام. بالقرب من الغدة النكافية، يمكن العثور على الوريد الخلفي للفك السفلي وشريان السباتي.
هيكل الغدة النكافية
تحاط الغدة النكافية بعدد من الخلايا والأنسجة الدهنية التي تُفرز السوائل المصلية. وتأخذ حجرة الغدة شكل مثلث، حيث تتكون كل غدة من قسمين أو فصيّن: الفص السطحي والفص العميق. ويقع العصب الوجهي بين هذين الفصين، وهو العصب المسؤول عن التحكم في إغلاق العينين، الابتسامة، ورفع الحواجب.
وظيفة الغدة النكافية
تتمثل الوظيفة الأساسية للغدد النكافية في إنتاج اللعاب، والذي يُعرف بأنه محلول تنتجه الغدد اللعابية ويتضمن إنزيمات، الكهارل وجزيئات كبيرة الحجم. ويلعب اللعاب دوراً مهماً في العديد من وظائف الجسم. بالتالي، فإن اختلال وظيفة الغدة النكافية قد يؤدي إلى انخفاض في تدفق اللعاب، مما يتسبب في مشاكل عديدة.
إليكم بعض الوظائف التي يؤديها اللعاب:
- يساعد في الحفاظ على رطوبة الفم.
- يساهم في عمليات المضغ، البلع، والكلام.
- يلعب دوراً رئيسياً في الهضم، حيث يساعد على تكسير الطعام بفضل إنزيم الأميليز الضروري لكسر الكربوهيدرات.
- يساعد في الوقاية من العدوى في الفم والحلق.
- يساهم في الحماية من تسوس الأسنان.
الأمراض الشائعة التي تصيب الغدة النكافية
توجد مجموعة من الاضطرابات التي قد تؤثر على صحة الغدة النكافية ووظائفها، ونظراً لأهمية هذه الغدة في أداء العديد من المهام في الجسم، فإن هذه الاضطرابات قد تؤثر على الجسم بشكل شامل. إليكم بعض الأمراض التي قد تصيب الغدة النكافية:
- الحصى اللعابية (Sialolithiasis):
يُعتبر من أكثر الأمراض شيوعاً بين اضطرابات الغدد اللعابية. يحدث عندما تتجمع حصاة أو جسيمات صغيرة داخل القناة اللعابية، مما يتسبب في تورم وآلام أثناء تناول الطعام. وغالباً ما يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية لاستئصال الحصى، بالإضافة إلى استخدام أدوية لتحفيز تدفق اللعاب.
- أورام الغدة النكافية (Parotid Gland Tumors):
تكون هذه الأورام عادةً حميدة، ولكن يمكن أن تتطور إلى أورام خبيثة. يتم اعتماد استئصال الورم كعلاج في كلتا الحالتين، حيث يمكن أن تؤثر هذه الأورام على وظيفة الغدة وتسبب تورماً في الفك والوجه.
- التهاب الغدد اللعابية (Sialadenitis):
ينتج عادةً عن إصابة الغدد بفيروسات أو بكتيريا، أو انسداد في قنوات اللعاب، مما يؤثر سلباً على تدفق اللعاب في الفم. قد يتسبب ذلك في تفاقم العدوى، الألم، وتورم الغدد كما يحدث في حالة مرض أبو دغيم (النكاف). يمكن تخفيف التهاب الغدد من خلال ترطيب الفم، واستخدام الكمادات الدافئة، بالإضافة إلى تناول المضادات الحيوية والأدوية المحفزة لإفراز اللعاب.
- متلازمة شوغرن (Sjögren’s syndrome):
تعتبر مرضاً مناعياً ذاتياً، حيث يهاجم جهاز المناعة الغدد التي تحافظ على رطوبة أجزاء مختلفة من الجسم، مثل الغدد اللعابية والدمعية، مما يؤدي إلى الشعور بجفاف في الفم والعينين.
- أكياس الغدة النكافية (Parotid Cysts):
تُعد من الحالات النادرة التي تؤثر على الغدة النكافية. تظهر هذه الأكياس على شكل أورام أو كتل دون الشعور بالألم، والمسبب وراء أكياس الغدة النكافية لا يزال غير معروف.
خاتمة المقال
تُعتبر الغدة النكافية من أكبر الغدد اللعابية وتقع على جانبي الوجه في الجهة الأمامية السفلى من الأذنين. تتمثل الوظيفة الرئيسية لهذه الغدة في إفراز اللعاب، الذي يلعب دوراً هاماً في عملية الهضم وتكسير الطعام، فضلاً عن حماية الأسنان والحلق من التسوس والعدوى. يوجد العديد من الاضطرابات المحتملة التي يمكن أن تصيب هذه الغدة، مثل الحصى اللعابية، أورام الغدة النكافية، التهاب الغدد اللعابية، متلازمة شوغرن وأكياس الغدة النكافية.