مكان دفن بلال بن رباح
بعد وفاة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، انتقل بلال بن رباح -رضي الله عنه- إلى الشام، حيث أقام فيها حتى وفاته في السنة العشرين من الهجرة، ويُذكر أيضًا أنه توفي في السنة الثامنة عشرة، عن عمر يناهز الستين عامًا. وتم دفنه في منطقة باب الصغير في دمشق.
تعريف بلال بن رباح
بلال بن رباح هو مؤذن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومولى أبي بكر، وأمه حمامة مولاة بني جمح. وُلِد بلال -رضي الله عنه- في السراة، ويُعرف بألقاب أبو عبد الكريم، أو أبو عمرو، أو أبو عبد الله. وقد روى الحديث عنه الكثير من الصحابة، بينهم أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-.
إسلام بلال بن رباح وثباته
كان بلال بن رباح -رضي الله عنه- من المسلمين الذين تعرضوا للاضطهاد والتعذيب بسبب إيمانهم، وكان سيده أمية بن خلف هو المشرف على تعذيبه. ومن أساليب التعذيب التي استخدمها أمية أنه كان يُخرج بلال -رضي الله عنه- إلى صحارى مكة في وسط النهار، ويجعله مستلقيًا على ظهره بينما يضع صخرة ثقيلة على صدره، ومع ذلك لم يكن بلال يقول في هذه اللحظات إلا: “أحدٌ أحد”.
اقترح رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على أبي بكر -رضي الله عنه- أن يشتري بلال من سيده، فلبى أبو بكر -رضي الله عنه- هذا الطلب. ولقي العباس بن عبد المطلب وطلب منه أن يشتري بلال من سيده، وقد قام العباس بشرائه ثم أرسله إلى أبي بكر. ويُذكر أن أبا بكر قد أظهر كرمًا كبيرًا في عتق بلال -رضي الله عنهما-، حيث اشتراه بخمس أواق مع استعداده لدفع مئة أوقية حينما رفض سيده بيعه.
فضائل بلال بن رباح ومميزاته
هناك العديد من الفضائل التي يتمتع بها بلال بن رباح -رضي الله عنه-، ومن أبرزها:
- أنه كان مؤذن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ولم يؤذن لأحد بعده، حيث انتقل إلى الشام بعد وفاة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، ولكنه أذّن عندما فتح عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الشام.
- تقديره بوصفه أحد سادة الأمة، كما قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: “أبو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وأَعْتَقَ سَيِّدَنَا، يَعْنِي بلالًا”.
- كونه -رضي الله عنه- مع أبي بكر -رضي الله عنه- أول من أعلن إسلامه.
- روى البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال لبلال: “عند صلاة الفجر يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإنّي سمعت دف نعليك بين يدَيَّ في الجنة”.
- قال بلال لأبي بكر -رضي الله عنهما-: “إن كنت إنما اشتريتني لنفسك، فأمكِكني، وإن كنت اشتريتني لله، فدعني في سبيل الله.”