أنواع فن الأوبرا: استكشاف مختلف أشكال هذا الفن الراقي

أنواع الأوبرا

تعتبر الأوبرا شكلاً راقياً من أشكال السرد الدرامي، حيث تُروي القصص من خلال الغناء. تجمع الأوبرا بين عناصر الفن، الكلمات، الموسيقى، الدراما، والرقص، وتُصنَّف إلى عدة أنواع اعتماداً على مضمونها. فيما يلي أبرز الأنواع المتعارف عليها للأوبرا:

الأوبرا الهزلية (Comic Opera)

تعرف أيضاً بالأوبرا الكوميدية، حيث تتميز بنهايتها السعيدة. عادة ما يتم استخدام الحوار بدلاً من الغناء في بعض الأجزاء، مثل أوبرا “لا سيرفا بادورنا” التي كتبها جيوفاني باتيستا بيرغوليسي. وتدور الأحداث حول شخصيات من الطبقات العاملة مثل الخادمات والفلاحين، التي تسعى لتحقيق أفضل ما يمكنها لمصلحة أصحاب العمل.

الأوبرا الجادة (Serious Opera)

يطلق عليها أيضاً الأوبرا النوبلية، نسبةً إلى مدينة نابولي التي نشأت فيها. تركز القصص في هذا النوع على الأبطال والأساطير، وتعتمد بشكل كبير على الصوت المنفرد وأسلوب الغناء بيل كانتو، كما هو الحال في أوبرا “رينالدو” للملحن جورج فريدريك هاندل. وغالباً ما تتسم هذه القصص بالطابع المأساوي، إذ تضم أبطالاً وملوكاً وأسطورة وآلهة قديمة، وغالباً ما تتسم بخيال واسع.

الأوبرا شبه الجادة (Semiseria)

يمتاز هذا النوع بقصصه الجادة التي تتضمن نهاية سعيدة، وهو نوع يجمع بين الأوبرا الكوميدية والجادة. من الأمثلة عليها أوبرا “لا غازا لادرا” لجوازينو روسيني.

الأوبرا الكرونية (Cronique)

يُعتبر هذا النوع ضمن الأوبرا الفرنسية التي تعتمد على قراءة النصوص بدلاً من غنائها، حيث بدأت كسخرية لكنها أصبحت تأخذ طابعاً جدياً مع مرور الزمن. من الأمثلة المعروفة على ذلك أوبرا “كارمن” لجورج بيزيه.

الأوبرا الكبرى (Grand Opera)

ظهرت الأوبرا الكبرى في باريس خلال القرن التاسع عشر، وتتميز بالملابس الراقية، الفرق الموسيقية، ورقصات الباليه، كما هو الحال في أوبرا “روبرت لو ديابل” للملحن جياكومو مييربير. تتطلب هذه الأوبرا طاقم عمل كبير وتتناول مواضيع مثل الملوك والبطولة، وغالباً ما تكون عروضها طويلة.

الأوبرا الواقعية (Opera Verismo)

نشأت هذا النوع من الأوبرا في أواخر القرن التاسع عشر، حيث تتناول شخصيات من الحياة الواقعية، كالأشخاص العاديين. من أبرز أمثلتها أوبرا “باجلياتشي” للملحن روجيرو ليونكافالو.

أوبرا الدراما الموسيقية

يتم ابتكار هذا النوع من الأوبرا بواسطة ملحن واحد يقوم بكتابة النص والموسيقى لتعزيز إمكانية التعبير الدرامي. يتميز بإدماج أشكال فنية متعددة، حيث يعتني كل منها بنفس أهمية الأشكال الأخرى. وقد أشار الملحن ريتشارد فاجنر إلى هذا الأسلوب.

أشكال الغناء في الأوبرا

لقد تم إطلاق العديد من الأسماء على الأوبرا قديماً مثل “قصة عبر الموسيقى” أو “دراما بتوجيه موسيقي”، حيث تُستخدم الموسيقى لسرد تفاصيل القصة بشكل كامل، مثل قصة روميو وجولييت، وسندريلا، وهنسل وغريتل. يختلف شكل الغناء من عرض إلى آخر، ويمكن تصنيفه في الأشكال التالية:

  • التلاوة (Recitative): يتم فيها تقليد الأنماط، وليس لها لحن محدد، وتتبع إيقاعات الكلام المنطوق.
  • الأغنية: حيث يعبر المغني عن مشاعره من خلال تدفق اللحن.
  • بل كانتو (Bel Canto): وتعني الغناء الجميل باللغة الإيطالية.
  • كاستراتو (Castrato): حيث يتم الحفاظ على نغمة صوته لتبقى طفولية، مع تجنب العمق المفرط في الصوت.

تاريخ الأوبرا ونشأتها

بدأت الأوبرا في عام 1573، عندما اجتمع فريق فلورنتين كاميراتا لإعادة إحياء الدراما الإغريقية من خلال غناء القصائد القديمة بدلاً من قراءتها. في البداية، كانت الأوبرا مخصصة للطبقات العليا والأغنياء من الشعب. ومع مرور الزمن، تطورت الأوبرا لتصبح فنًّا يمتع جميع فئات الجماهير.

تولى فن الأوبرا العديد من التفاصيل، مثل الحبال الصوتية، الشخصيات، المشاهد في المسرح، والمواضيع الغنائية المختارة. من بين الأعمال المسرحية المعروفة في الأوبرا نجد: “زواج فيغارو” والتي كتبها دون جيوفاني، و”المزمار السحري” التي لحنها الفنان موتزارت، و”لا ترافياتا” لجيمس غلوسوب.

أشهر مؤلفي الأوبرا

اكتسبت الأوبرا شهرة واسعة بفضل العديد من المؤلفين الذين ساهموا في تطورها عبر العصور. ومن أبرز هؤلاء المؤلفين على مستوى العالم:

  • بينجامين بريتين.
  • جايتانو دونيزيتي.
  • ولفغانغ موزارت.
  • جياكومو بوتشيني.
  • هينري بروسيل.
  • ريتسارد ستراوس.
  • جيوسيبي فيردي.
  • ريتسارد وانغر.
  • فينسينزو بيليني.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *