موقع مدينة العقبة
تُعتبر مدينة العقبة من أهم المدن الأردنيّة الواقعة على الساحل الشرقي للبحر الأحمر، حيث تقع في أقصى الجنوب الأردني. تشكل العقبة مركز محافظة العقبة، وتبعد عن العاصمة عمّان بمسافة تقدر بحوالي 330 كم. تُعد هذه المدينة المنفذ الوحيد للأردن على البحر، وتشترك في الحدود مع مدينة حقل في المملكة العربية السعودية عبر مركز حدود الدرة، ومع جمهورية مصر، ومع مدينة إيلات من خلال معبر وادي عربة. تشتهر العقبة بشواطئها الخلابة ومواقعها المناسبة للغوص، ويبلغ عدد سكانها نحو 148,398 نسمة وفقاً لإحصائيات عام 2015.
تاريخ مدينة العقبة
العصر اليوناني والروماني
تاريخ العقبة يمتد لأكثر من أربعة آلاف عام قبل الميلاد، حيث استوطنتها العديد من الشعوب بسبب موقعها الاستراتيجي المطل على البحر. كانت المدينة نقطة التقاء للطرق التجارية التي تربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا. وقد اعتبرت العقبة واحدة من أهم المدن للنبيين الذين استقروا في المنطقة. كما كانت المدينة محطة حيوية للتجارة الدولية المتجهة إلى الحجاز وجنوب الجزيرة العربية ومتجهة أيضاً نحو مصر وبلاد الشام.
أطلق الإغريق عليها اسم “بيرنايس”، بينما أطلق عليها الرومان اسم “إيلا” أو “إلينا”. خلال الحكم الروماني، كانت هناك طريق تُعرف باسم فيانوفاتريانا يربط دمشق بالعقبة، وكان هذا الطريق متصلاً بالطريق الغربي المؤدي إلى فلسطين ومصر.
العصر الإسلامي
دخلت العقبة في حوزة الحكم الإسلامي خلال عصر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وتم إدارتها من قبل عدة سلالات مثل الأمويين والعباسيين والفاطميين والمماليك. في القرن الثاني عشر الميلادي، استولى عليها الصليبيون وقاموا ببناء قلعة لا تزال قائمة إلى اليوم، بالإضافة إلى جزيرة فرعون التي تقع على بعد سبعة كيلومترات من المدينة.
استرد صلاح الدين الأيوبي العقبة وجزيرة فرعون من السيطرة الصليبية عام 1170م، ولكنها عادت تحت الحكم المملوكي عام 1250م، حيث قام المماليك بتشييد حصن في المدينة. مع بداية القرن السادس عشر، انتقلت العقبة تحت السيطرة العثمانية مما أدى إلى تراجع أهميتها وتحولها إلى قرية صغيرة تعتمد على صيد الأسماك.
خلال الحرب العالمية الأولى
في خضم الحرب العالمية الأولى، أجبرت القوات العثمانية على مغادرة العقبة بفعل هجمات الجيش العربي بقيادة الشريف حسين بن علي، مما جعل المدينة جزءاً من مملكته في الحجاز. أدى ذلك إلى فتح خطوط الإمدادات التي كانت تُرسل من مصر إلى القوات العربية والبريطانية في الأردن وفلسطين.
السياحة في العقبة
تتميز السياحة في العقبة بفضل موقعها الساحلي المطل على البحر الأحمر، حيث تحتوي على مجموعة من المعالم السياحية. من بين هذه المعالم محطة العقبة لمراقبة الطيور، التي تُعد من أبرز المشاريع في مجال السياحة البيئية، حيث تستقطب عشرات الآلاف من الطيور المهاجرة من أوروبا إلى إفريقيا خلال مواسم الهجرة في الخريف والربيع. تشمل المحطة أيضاً غابات وأشجار وحدائق ومسطحات مائية، مما يجعلها وجهة جذابة لمحبي مراقبة الطيور. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي العقبة على محطة للعلوم البحرية ومعرض للأحياء البحرية، حيث يمكن للزوار مشاهدة مجموعة متنوعة من الكائنات البحرية مثل الأسماك والمرجان.