موقع سفينة نوح
بعد أن نجت سفينة نوح -عليه السلام- من الطوفان، استقرت على جبل يُعرف بجبل الجودي. وقد جاء أمر الله -عز وجل- ليؤكد رسو السفينة هناك، كما ورد في الآية الكريمة: (وَقيلَ يا أَرضُ ابلَعي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقلِعي وَغيضَ الماءُ وَقُضِيَ الأَمرُ وَاستَوَت عَلَى الجودِيِّ وَقيلَ بُعدًا لِلقَومِ الظّالِمينَ). وقد اختلف العلماء في تحديد موقع جبل الجودي، فمنهم من قال إنه موجود في جزيرة قرب الموصل، بينما أشار آخرون إلى وجوده في إحدى المناطق التركية القريبة من الحدود السورية والعراقية.
سفينة نوح
استجابةً لأمر الله -تعالى-، بدأ نوح -عليه السلام- في بناء السفينة. وعندما كان قومه يمرون به، سخروا منه بسبب هذا العمل الذي قام به على اليابسة بعيدًا عن البحر. وبعد أن أتم بناء السفينة وتجهيزها، حمل فيها من كل نوع من الحيوانات زوجين ولمن آمن معه من البشر، انتظارًا للعقاب الذي سيعمّ قومه الذين رفضوا الدعوة وأصروا على الشرك بالله.
ولما جاء أمر الله -تعالى- بعقاب قوم نوح، أمر السماء بأن تمطر بغزارة، وانفجرت الأرض بالماء، ليتجمع الماء من كل الجهات ويغمر الأرض، بحيث لم ينجُ من الطوفان إلا سيدنا نوح ومن كانوا معه على متن السفينة. قال تعالى: (فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ* ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ* إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ* وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).
دعَا نوحٌ ابنه للإيمان بالله -تعالى- والصعود معه في السفينة، لكنه استكبر ورفض، م believing أنه سيجد النجاة عند الاحتماء بجبل عالٍ، معتقدًا أن ذلك سيحميه من الغرق، إلا أنه غرق مثل بقية الذين كفروا برسالة نوح. قال تعالى: (وَنادى نوحٌ ابنَهُ وَكانَ في مَعزِلٍ يا بُنَيَّ اركَب مَعَنا وَلا تَكُن مَعَ الكافِرينَ* قالَ سَآوي إِلى جَبَلٍ يَعصِمُني مِنَ الماءِ قالَ لا عاصِمَ اليَومَ مِن أَمرِ اللَّـهِ إِلّا مَن رَحِمَ وَحالَ بَينَهُمَا المَوجُ فَكانَ مِنَ المُغرَقينَ).
نوح عليه السلام ودعوته
تعريف بنبي الله نوح
نوح -عليه السلام- هو أبو البشرية الثاني، وأحد أولي العزم من الرسل. وُلد بعد آدم -عليه السلام- في زمن بدأ فيه الناس في الابتعاد عن التوحيد وظهرت بينهم عبادة الأصنام. وعاش نوح لمدة ألف سنة إلا خمسين عامًا، حيث دعا قومه لعبادة الله وحده وترك الشرك.
دعوة نوح لقومه
كان قوم نوح -عليه السلام- قد آمنوا بالتوحيد في البداية، لكنهم اتخذوا تماثيل لرجال صلحاء من بينهم، ثم بدأوا في عبادتهم مع مرور الزمن. لذلك، بعث الله عز وجل نوح -عليه السلام- إلى قومه ليخرجهم من ظلمات الشرك ويرشدهم للإيمان بالله -تعالى- وحده.
اتبعت دعوة نوح -عليه السلام- كل السبل الممكنة، لكن قومه كفروا برسالته ورفضوا استجابته بأبشع الصور، بل سخَروا منه. ومع رؤية نوح لعنادهم وكبريائهم، دعا الله -عز وجل- أن يُنقذه منهم، وكانت الإجابة أن أغرقهم بطوفان، وأنجى نوحًا ومن آمن معه.