تأثير التغير المناخي على النظم البيئية البحرية

تأثير تغير المناخ على البيئة البحرية يُعتبر تغير المناخ، وبخاصة ارتفاع درجات الحرارة واحتباس الحرارة، من العوامل الرئيسية التي تؤثر سلبًا على البيئة البحرية. في هذا المقال، نستعرض عوامل تغير المناخ وتأثيراتها على هذه البيئة الضرورية.

البيئة البحرية

  • تُعد المياه مصدرًا حيويًا في جميع مجالات الحياة، بما في ذلك الشرب والزراعة وعمليات الطهي. لذا، يعتبر الحفاظ على المياه من الأمور الأساسية.
  • تتنوع مصادر المياه في العالم، ومن أبرزها البحار والمحيطات والأنهار والبحيرات والعيون والآبار الجوفية، حيث تظل البحار والمحيطات والأنهار هي الأكثر أهمية.
  • رغم أن مياه البحار والمحيطات مالحة وغير صالحة للاستخدام في الشرب أو الزراعة، إلا أنها تلعب دورًا حيويًا في النقل البحري والحفاظ على الثروة السمكية والكائنات البحرية.
  • بهذا الشكل، تساهم هذه المياه في توفير الغذاء للعديد من البشر حول العالم، حيث تحتوي المحيطات على نحو 75 في المئة من الكائنات الحية المعروفة.
  • من ناحية أخرى، تعتبر مياه الأنهار والبحيرات العذبة والعيون والآبار مصدرًا للمياه العذبة، التي يمكن استخدامها في الشرب والزراعة، أو عبر تحلية المياه المالحة من مصادر أخرى.

تلوث البيئة البحرية

تتعدد العوامل المؤثرة على نسبة المياه العذبة، ومن ضمنها:

  • النزاعات بين الدول بشأن حصصها في الأنهار، أو حدوث تلوث في تلك المياه بسبب مخلفات أو نفايات أو انبعاثات المصانع.
  • تعتبر هذه الملوثات وغيرها من العوامل الخطرة التي تؤثر سلبًا على البيئة البحرية، خصوصًا عند تسربها إلى البحار والمحيطات، مما قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في الكائنات الحية البحرية.
  • أيضًا، فإن تلوث المياه يؤثر بشكل كبير على البيئة الزراعية التي تعتمد على هذه المياه في الري، مما يؤدي إلى تلوث المحاصيل والإنتاج، وبالتالي التأثير سلبًا على صحة المستهلكين.

1- تغير المناخ

  • المناخ هو الحالة العامة للجو على مدار فترات طويلة، بينما الطقس هو الحالة المدروسة لفترات زمنية قصيرة. يتغير المناخ على كوكب الأرض بشكل دوري لأسباب عدة.
  • تشمل هذه الأسباب تغيرات في الغلاف الجوي، وتفاعلات بين عوامل جيولوجية وبيولوجية وكيميائية في باطن الأرض والغلاف الجوي.
  • من أبرز أسباب تغير المناخ هو الاحتباس الحراري الناتج عن ارتفاع مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون CO2 في الجو، مما يؤدي إلى احتجاز حرارة الشمس داخل الغلاف الجوي.
  • هذا الأمر يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة عالمياً، وذوبان الثلوج في القطبين، وزيادة مستوى المياه في البحار والمحيطات، مما يؤدي إلى العديد من الآثار السلبية.
  • وتمثل انبعاثات المصانع الكبرى والعوادم الناتجة عن وسائل النقل أحد أسباب الاحتباس الحراري، خاصة في الدول الصناعية مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
  • ومن عواقب هذا الارتفاع في الغازات الضارة، التأثير السلبي على طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من الأشعة الضارة. وتعمل المنظمات العالمية على إيجاد حلول لهذه الأزمة.

2- الاحتباس الحراري وتأثيره على مياه المحيطات

  • يؤدي الاحتباس الحراري إلى زيادة درجات الحرارة وارتفاع مستويات المياه، حيث تشير بعض التقارير المتخصصة إلى زيادة واضحة في مستويات البحار والمحيطات.
  • تتوقع التقارير أن تصل نسبة ارتفاع درجات الحرارة في البحار إلى ما بين درجة واحدة وثلاث درجات مئوية، بينما يرتفع مستوى المياه بنحو يتراوح بين 0.18 و0.79 متر.
  • إلى جانب ذلك، تحدث تغييرات أخرى نتيجة لزيادة العواصف والأعاصير، وتغير نسبة أيونات الهيدروجين بسبب امتصاص المياه لغاز ثاني أكسيد الكربون.

3- تأثير تغير المناخ على البيئة البحرية

  • يتعين على الكائنات البحرية، سواء في البحار أو المحيطات، التكيف مع التغيرات البيئية والمائية. هذه التغييرات قد تؤثر على بيئتها الطبيعية ومخزونها الغذائي.
  • نظرًا لأهمية البيئة البحرية في توفير الغذاء، فإن العوالق النباتية تلعب دورًا حيويًا، وستتأثر هذه العوالق بالتغيرات المناخية.
  • من المتوقع أن تقل كميات هذه النباتات في المناطق ذات الحرارة المرتفعة، بينما تشكل درجة حرارة المياه عاملاً مهمًا في دورات حياة الكائنات البحرية.
  • تؤثر هذه المؤثرات في غذاء الكائنات البحرية ونموها وتكاثرها، مما قد يدفع الكائنات للظهور على السطح بحثًا عن مصادر غذائية.
  • كما أن التغير المناخي يهدد المناطق القطبية، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى ذوبان الجليد، مما يعزز من مستويات المياه ويشكل خطرًا على البيئة البحرية.
  • هذا قد يسبب حدوث فيضانات نتيجة لارتفاع مستوى المياه، مما يؤثر سلبًا على المناطق المحيطة كالقري المجاورة للمحيطات.

4- هجرة الكائنات البحرية

  • يمكن أن يدفع ارتفاع درجات حرارة المحيطات الكائنات البحرية إلى الهجرة إلى مناطق أكثر برودة، بينما تبقى الكائنات القادرة على التكيف في أماكنها الأصلية.
  • بالنسبة للكائنات التي لا تستطيع الهجرة، فإن ذلك قد يؤدي إلى آثار سلبية قد تصل للفناء، مما يسهم في زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في المحيطات.
  • هذا الأمر يؤدي إلى انخفاض في تركيز أيونات الهيدروجين، ما يؤثر سلبًا على العوالق النباتية ويؤثر أيضًا على بعض الأنواع البحرية مثل المرجان والمحار.

5- تأثير الإنسان في ظل تغير المناخ

  • إذا كان التغير المناخي يؤثر على البيئة البحرية، فإن الضغط الذي يسببونه الإنسان يزيد من تدهور هذه البيئة.
  • تتجلى هذه الضغوط في زيادة ممارسات الصيد، وتلوث المياه، واستغلال السواحل البحرية، مما يؤثر سلبيًا على الحياة البحرية.
  • تواجه الشعب المرجانية خطر الانقراض، حيث تتعرض خسائر كبيرة قد تصل إلى ثلث هذه الشعب، وهي ضرورية للكائنات البحرية وآكلات الطحالب.
  • يمكن التصدي لخطر انقراض الشعب المرجانية من خلال أبحاث تصنيف وعمل دراسات حول مدى تحملها للتغيرات، وضمان الحد من الصيد المفرط.

6- تأثر حركة الملاحة البحرية

  • يمكن أن تؤثر التغيرات في مستوى المياه على حركة الملاحة البحرية، كما حدث في نهر الدانوب في ألمانيا خلال فصل الصيف، الأمر الذي أثر على شحنات السلع.
  • نتيجة لذلك، كان من الضروري تقليل الحمولة بشكل كبير، مما يؤثر على تكاليف الشحن ويزيد من أسعار الخدمات الملاحة.
  • كما أدى انخفاض مستويات المياه إلى فرض رسوم إضافية على الشحن، مما يزيد من التكاليف ويتطلب عددًا أكبر من السفن لنقل البضائع.
  • يمكن أن يسهم هطول الأمطار وذوبان الجليد في حل هذه المشكلة وزيادة مسار حركة الملاحة دون تكاليف إضافية.

طرق حماية البيئة البحرية

هناك العديد من الإجراءات والإرشادات التي يجب اتباعها لحماية البيئة البحرية من تأثيرات التغيرات المناخية، ومنها:

  • التقليل من إنشاء المصانع ذات الانبعاثات الضارة، وتحديد مواقعها بعيدًا عن البحار والمحيطات.
  • تركيب أجهزة للحد من انبعاث الغازات من عوادم السيارات وإعادة استخدامها.
  • زيادة المساحات الخضراء من الأشجار والغابات لدورها في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون واستبداله بالأكسجين.
  • إجراء بحوث تتعلق بالكائنات البحرية والأسماك والشعب المرجانية، لمعرفة مدى قدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية.
  • تقليل استخدام المواد الكيميائية الضارة بالغلاف الجوي أو طبقة الأوزون، من خلال فرض قوانين صارمة وعقوبات على المخالفين.
  • منع المصانع من إلقاء العوادم في البحار والمحيطات للتقليل من التلوث والضرر بالكائنات البحرية.
  • الحد من الصيد المفرط والسماح بالصيد في المواسم المخصصة فقط لحماية الكائنات البحرية والشعب المرجانية.
  • إنشاء مناطق بحرية محمية لحماية الكائنات الحية والحفاظ على الشعاب المرجانية.
  • منع التجمعات بجانب السواحل والتأكد من عدم إلقاء النفايات في المياه لحماية العوالق النباتية والشعاب المرجانية.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *