مكان وفاة بلال بن رباح
توفي بلال بن رباح -رضي الله عنه- في مدينة دمشق، وقد نقلت سيرته في كتب الحديث بواسطة الشيخين البخاري ومسلم. حدثت وفاته خلال خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعد أن توجه إلى الشام مجاهدًا في سبيل الله -تعالى-. وقعت وفاته في السنة العشرين للهجرة، وكان عمره حينها يناهز الستين عامًا. ودفن قرب باب الصغير في مقبرة دمشق، حيث ذكر ابن بكير أن بلال توفي نتيجة لطاعون عمواس.
سبب ذهاب بلال بن رباح إلى الشام
أراد بلال -رضي الله عنه- الذهاب إلى الشام للجهاد في سبيل الله، وذلك بعد أن توقف عن الأذان عقب وفاة النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم-. عندما تولى أبو بكر -رضي الله عنه- الخلافة، استأذن بلال في الذهاب إلى الشام. فأجابه أبو بكر: “أنشدك الله يا بلال، فقد كبرت في السن وضعفت صحتّي ومرّني العمر”. لذا، بقي بلال مع أبي بكر حتى توفي. ثم، خلال خلافة عمر، توجه إليه بلال طالبًا الإذن بالخروج للشام، الذي أعطاه فعلاً.
تواجد بلال في الشام، وفي أحد الأيام، استدعى عمر بن الخطاب بلال ليؤذن. فقام بلال بالأذان، مما جعل عمر والمسلمين ينفجرون في بكاء، حتى علت أصوات البكاء حولهم. لذا، توقف بلال عن الأذان، وقد شارك بلال -رضي الله عنه- مع أبو عبيدة في فتح بلاد الشام.
التعريف بالصحابي بلال بن رباح
معلومات عن الصحابي بلال بن رباح
اسمه بلال بن رباح الحبشي، وكنيته أبو عبد الله. يُعتبر من السابقين إلى اعتناق الإسلام، وشارك في جميع الغزوات مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-. أذّن عند وفاة النبي وتوقف عن الأذان بعدها. والدته كانت تدعى حمامة، وكانت مولاة لبني جمح. وُصف بلال بأنه ذو بشرة داكنة، نحيف الجسم، عال القامة، خفيف العارضين، وله شعر كثيف وعميق السواد.
مناقب بلال بن رباح
يندرج بلال بين أوائل الأشخاص الذين أذّنوا لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وهو أول من اعتنق الإسلام من العبيد وأصحاب البشرة السمراء. عانى بلال اضطرابات شديدة على يد كفار قريش الذين أجبروا على وضع صدره على حجارة الصحراء تحت حرارة الشمس القاسية في مكة، لكنه ظل ثابتًا على إيمانه ردّد: “أحدٌ أحدٌ”.
كان -رضي الله عنه- مثالًا على الثبات في الدين والتوكّل على الله، واستمر في تلك الحال حتى اشتراه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- من مالكه وأعتقه. فقال عمر: “أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا”. لقد كان بلال من الصحابة المتميزين بتواضعهم وعبادتهم الكثيرة. وبعد هجرته إلى الشام، عمل معلمًا إضافةً إلى غايته الأصلية في الجهاد في سبيل الله -تعالى-. وقد عيّن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بلال خازنًا على بيت مال المسلمين.