يعد موضوع الوشم حلال أم حرام من القضايا التي تثير اهتمام الكثير من الناس في العصر الحديث، لا سيما مع انتشار ظاهرة الوشم والتاتو بين الشباب والفتيات.
تعريف الوشم في اللغة العربية
- قبل بحثنا في موضوع حكم الوشم، دعونا أولاً نُعرف مصطلح الوشم.
- الوشم في اللغة العربية يعني إدخال الإبر في جلد الإنسان.
- سيتسبب ذلك في خروج الدم من موضع الوخز، مما يُنتج عنه علامات خضراء قد تتغير مع مرور الوقت إلى اللون الأزرق.
- ومن المهم أن نلاحظ أنه لا يمكن إزالة هذه العلامات بسهولة من الجسم.
- للوشم دلالة أخرى في اللغة العربية، حيث يشير إلى العلامات الموجودة على جسم الإنسان.
- تُحقق هذه العلامات من خلال صبغة زرقاء مستخرجة من نوع معين من أوراق النباتات.
تعريف الوشم اصطلاحًا
- الوشم هو عبارة عن استخدام الإبر لطعن جلد الإنسان حتى يتسرب الدم، فيصبح الموضع مصابًا.
- يتم التعامل مع مكان الجرح باستخدام الكحل أو مواد أخرى، مما يؤدي إلى تحول لون الجرح إلى الأخضر أو الأزرق.
- وهكذا ينتهي بنا المطاف مع الشفافية في هذا الموضوع.
ما هو حكم الوشم في الإسلام؟
- بعد التعرف على مفهوم الوشم، سنستعرض ما يقوله الإسلام حول حلة أو حرمة الوشم.
- لقد اتفق معظم الفقهاء في الإسلام على أن الوشم يُعتبر من الأمور المحرمة.
- استندوا في ذلك إلى الأحاديث النبوية الشريفة.
- من الحديث الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة”.
- أشار فقهاء المالكية والشافعية إلى أن الوشم من الكبائر التي تجلب اللعنة من الله سبحانه وتعالى، ولهذا فإنهم نهوا عن ممارسة الوشم بشكل قاطع.
- في حين أن بعض فقهاء المالكية قالوا إن الوشم يعتبر من الأمور المكروهة، ولكنه لم يُحرّم بشكل نهائي.
- استند بعض العلماء إلى مجموعة من الحجج لتحريم الوشم، من بينها فكرة العلاج عن طريق الوشم لبعض الأمراض، حيث يكون حينها مُتاحًا.
- كذلك إذا كان الغرض من الوشم هو إظهار الزينة للزوج بإذنه.
تصنيفات الوشم
توجد أنواع متعددة من الوشم، وكل نوع له حكمه الخاص فيما يتعلق بحلاله وحرامه، وأبرز هذه الأنواع:
الوشم الدائم
- هذا النوع من الوشم يتطلب إدخال إبر في جلد الإنسان لترك آثار عليه.
- تُملأ تلك الأماكن بالفنون المختلفة مثل الكحل، مما يجعلها تبدو كرسوم على الجلد باللون الأخضر أو الأزرق.
- ويعتبر هذا النوع محرم.
الوشم المؤقت
- ينقسم هذا النوع من الوشم إلى نوعين:
- الأول هو الوشم المؤقت الذي لا يزول بسرعة.
- يشير هذا إلى استخدام الألوان في تحديد مناطق معينة من الجسم، مثل الحواجب أو الشفاه، لكنه يزول بعد فترة.
- ووفقًا لآراء الفقهاء، يعد هذا النوع محرمًا لأنه يبقى لفترة تصل إلى ثلاث سنوات.
- استند الفقهاء أيضًا إلى الآية القرآنية التي تذكر: “ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله”، حيث يُعتبر هذا النوع تغييرًا في خلق الله.
الوشم المؤقت الذي يزول بسرعة
- أمثلة على ذلك تشمل الطبع على الجلد أو الحناء، والتي أصبحت شائعة مؤخرًا.
- يعتبر هذا النوع جائزًا، إذ يزول بسهولة بالماء بعد فترة قصيرة.
- كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى أن النساء تزين أنفسهن بالحناء، مثل قصة هند.
الأسس التي تنطلق منها حرمة الوشم
- يتباين فهم الفقهاء لسبب تحريم الوشم، فبعضهم يرون أن استخدام الوشم للتغطية على العيوب يُعتبر غشًا.
- يعتقد البعض الآخر أن التحريم يعود إلى كونه تغييرًا في خلق الله، بينما يحرّم آخرون الوشم لأنه يُعد تعذيبًا للإنسان.
- إذ إن عملية الوخز تسبّب الألم، مما يحثُّ على تغيير ما خلقه الله.
- تكررت الإشارة إلى الآية الكريمة: “ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله”.
هل tattoos للرجال مقبولة دينيًا؟
- أوضح العلماء أن رسم التاتو للرجال يُعد من الأمور المرفوضة، خاصةً في المجتمعات الشرقية.
- طُرح ذلك باعتباره يتعارض مع العادات والتقاليد.
- يُعتبر الوشم محرمًا في الشرع والدين، استنادًا إلى ما ورد في الأحاديث النبوية التي تحرم الوشم بكافة أنواعه.
- تمت الإشارة إلى وجود أنواع متعددة من التاتو، بما في ذلك الأنواع الثابتة المستخدمة بها الإبر والأصباغ.
- ويعد احتباس الدم في الجسم بواسطة الإبر من الأمور النجسة، وهو ما يتعارض مع التعاليم الدينية.
- لذا، من يقوم بعمل الوشم في مواضع مثل الذراع أو الظهر يعتبر عاصيًا لله، مما قد يؤثر في قبول صلاتهم، ويتوجب عليهم التوبة عن ذلك.
هل يجوز رسم الوشم باستخدام تقنية الميكروبايدنج؟
- هذا التساؤل شغل العديد من الناس، وقام الأزهر الشريف بتوضيح أن الوشم الدائم المحقون بإبر هو محرم شرعًا.
- بينما الوشم الذي يُجرى بواسطة تقنية الميكروبايدنج يُعتبر جائزًا.
- لأنه يعمل على الطبقة الثانية من الجلد ويزول في غضون ستة أشهر.
- أكد الشيخ أحمد المالكي أن وضع الوشم على الحواجب جائز إذا كان هناك ضرورة لمعالجة مشكلة جلدية دون إزالة الشعر.
المخاطر المرتبطة بالوشم
- وفقًا لأطباء في فرنسا، فإن الوشم ينطوي على مخاطر عديدة.
- تم التحذير من رسم الوشم، سواء كان دائمًا أو مؤقتًا، بسبب المواد السامة المستخدمة في ذلك.
- تشمل هذه المواد الكوبالت والكروم والنحاس، وعندما تخترق البشرة، تجعلها معرضة لأشعة الشمس الضارة، مما قد يؤدي للإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان.
- كما أن العدوى تُعد خطرًا أيضًا، حيث قد تُستخدم الإبر لشخص آخر، ما ينقل أمراضًا معدية.
- تجلى هنا حكمة الإسلام العظيمة في تحريم الوشم لحماية الناس من المخاطر الصحية.
المخاطر المرتبطة بإزالة الوشم
- بينما تناولنا مخاطر الوشم، يجدر بنا أيضًا أن نذكر المخاطر المرتبطة بإزالته.
- يتعين أن تتم إزالة الوشم على يد أطباء مختصين، نظرًا لأن إزالة الشامات أو الوشم قد تكون خطرة على ذوي البشرة الحساسة.
